الثلاثاء، 12 أبريل 2016

هل تقبل توبة من سب الله عز وجل أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الشيخ ابن عثيمين.


هل تقبل توبة من سب الله عز وجل أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم؟


قال رحمه الله: اختلف في ذلك على قولين:*القول الأول بقوله: أنها ﻻ تقبل توبة من سب الله، أو سب الرسول، وهو المشهور عند الحنابلة، بل يقتل كافرا، وﻻ يصلى عليه، ولا يدعى له بالرحمة، ويدفن في محل بعيد عن قبور المسلمين.


* القول الثاني: أنها تقبل توبة من سب الله أو سب الرسول، إذا علمنا صدق توبته إلى الله، وأقر على نفسه بالخطأ، ووصف الله -تعالى- بما يستحق من صفات التعظيم، وذلك لعموم الأدلة الدالة على قبول التوبة كقوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ﻻ تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} (الزمر 53)، ومن الكفار من يسب الله ومع ذلك تقبل توبتهم، وهذا هو الصحيح إلا أن ساب الرسول ، تقبل توبته ويجب قتله، بخلاف من سب الله فإنها تقبل توبته ولا يقتل، لأن الله أخبرنا بعفوه عن حقه إذا تاب العبد، بأنه بغفر الذنوب جميعا. أما ساب الرسول ، فإنه يتعلق به أمران:


أحدهما : أمر شرعي لكونه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يقبل إذا تاب. الثاني : أمر شخصي، وهذا ﻻ تقبل التوبة فيه لكونه حق آدمي لم يعلم عفوه عنه، وعلى هذا فيقتل ولكن إذا قتل، غسلناه، وكفناه، وثلينا عليه، ودفناه مع المسلمين. وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقد ألف كتابا في ذلك اسمه (الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول) وذلك لأنه استهان بحق الرسول، وكذا لو قذفه فإنه يقتل ولا يجلد.


فإن قيل:  أليس قد ثثبت أن من الناس من سب الرسول ﷺ في حياته وقبل النبي ﷺ توبته؟


أجيب: بأن هذا صحيح ، لكن هذا في حياته، والحق الذي له قد أسقطه، وأما بعدةموته فإنه ﻻ يملك أحد اسقاط حقه، .. فيجيب علينا تنفيد ما يقتضي سبه ، من قتل سابه، وقبول توبة الساب فيما بينه وبين الله تعالى.

فإن قيل: إذا كان يحتمل أن يعفو عنه لو كان في حياته، أفلا يوجب ذلك أن نتوقف في حكمه؟

 أجيب: بأن ذلك ﻻ يوجب التوقف لأن المفسدة حصلت بالسب، وارتفاع أثر هذا السب غير معلوم والأصل بقاؤه.فإن قيل: أليس الغالب أن الرسول يعفو عمن سبه؟

أجيب: بلى، وربما كان العفو في حياة الرسول، متضمنا المصلحة وهي التأليف، كما كانﷺ يعلم أعيان المنافقين ولم يقتلهم " لئلا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" لكن الآن لو علمنا أحدا بعينه من المنافقين لقتلناه،

قال ابن القيم رحمه الله:( إن عدم قتل المنافق المعلوم إنما هو في حياة الرسول ﷺ فقط). ا.هـ

{الحلال والحرام - لإبن عثيمين - جمع وحيد قطب (39-40)}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.