الأحد، 26 نوفمبر 2017

بالرفاء والبنين؛ - ما العلة في النهي عن هذه التهنئة الجاهلية ؟

عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( دخل علي رسول الله مسرورا ، فقال : يا عائشة ! إن الله عز وجل زوجني مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم في الجنة .
قالت : قلت : بالرفاء والبنين يا رسول الله )
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (2/683-684/604-عجالة الراغب المتمني) والديلمي في "مسند الفردوس" (8620) ، قال ابن السني :
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المديني بعمان ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد خير ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها به. قال أبو بكر بن السني : كذا كتبته من كتابه .
وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي ، وهو من أهل المرتبة الثالثة من المدلسين في تصنيف الحافظ ابن حجر ، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث ، كما لم نقف على ترجمة لشيخ ابن السني : أحمد بن إبراهيم المديني

كان هذا من دعاء الجاهلية فعوض الله المسلمين بغيره بارك الله لك وعليك وجمع بينكما في خير هذا السنة، السنة أن يدعى للمتزوج بارك الله لك وعليك وجمع بينكما في خير هذا هو السنة.

- ما العلة في النهي عن هذه التهنئة الجاهلية ؟

ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح علة النهي فقال : واختلف في علة النهي عن ذلك ؛

فقيل : لأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر لله .

وقيل لما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين بالذكر .ا.هـ.

ولا مانع أن تكون العلة للأمرين معا .

فقول : بالرفاء والبنين ليس فيه دعاء . وأيضا هو من أعمال الجاهلية .

والمتتبع لأحوال الجاهلية من خلال نصوص الكتاب والسنة يعلم مدى كراهية أهل الجاهلية للبنات ومن نصوص القرآن ما يلي :
قال تعالى :" ‏وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ " [ النحل : 58]

بل من شدة بغضهم للبنات أنهم جعلوا الملائكة بنات الله قال تعالى : " ‏أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا " [الأسراء : 40]

قال ابن كثير في التفسير :" واتخذ من الملائكة إناثا " أي واختار لنفسه على زعمكم البنات ثم شدد الإنكار عليهم فقال :" إنكم لتقولون قولا عظيما " أي في زعمكم أن لله ولدا ثم جعلكم ولده الإناث التي تأنفون أن يكن لكم وربما قتلتموهن بالوأد فتلك إذا قسمة ضيزى .ا.هـ.

وقال المناوي في فيض القدير : وكانت عادة العرب إذا تزوج أحدهم قالوا له بالرفاء والبنين فنهى عن ذلك وأبدله بالدعاء المذكور .ا.هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.