السبت، 7 مايو 2016

مقال أسباب السعادة-عبد الرزاق البدر .


وقف الحسن البصري عند شفير قبـــر بعد دفن صاحبــــه ثم التفت على رجل كان بجانبه فقال :

أتراه لو رجع للدنيــا ماذا تراه يفعل !!

فقال الرجل : يسـتغفر ويصلي ويتزود من الخير

فقال الحسن : هو فاتتــه فلا تفوتك أنت .

اللهم أرحم موتأنا وموتى المسلمين



#همسة للجميع اغتنم حياتك قبل موتك ، صحتك قبل سقمك

قيل لابن المبارك:

ماخير ماأعطي الرجل؟ قال: غريزة عقل، قيل: فإن لم يكن قال: أدب حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخ صالح يستشيره. قيل فإن لم يكن ؟ قال صمت طويل. قيل : فإن لم يكن ؟ قال: موت عاجل.

(روضة العقلاء 34)

☑ يقول رسول الله ﷺ :



{ ما أصاب أحدا قط هم و لا‌ حزن ، فقال : اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ،

أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلا‌ء حزني و ذهاب همي .



إلا‌ أذهب الله همه وحزنه و أبدله مكانه فرجا . قال : فقيل : يا رسول الله ألا‌ نتعلمها ؟ فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها }.



🔸 رواه أحمد 3712 وصححه الأ‌لباني في "السلسلة

الصحيحة" 1 / 337 :



➖➖➖➖➖➖➖



إذا تأملت هذا الحديث وجدتَ فيه دلالةً عظيمة وفائدة نفيسة في طرد الغموم ، وإذا أعدتَ النظر والتأمل في هذا الحديث وجدته دالاًّ على أن طرد الغموم يكون بأمور أربعةٍ دل عليه هذا الحديث العظيم :



 الأمر الأول : تحقيق العبودية ؛ (( عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ))



الأمر الثاني : الإيمان بقضاء الله وقدره ، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ؛ ((مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ)) .



الأمر الثالث : الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، ومعرفة معانيها ودلالاتها وتحقيق العبودية لله بها ؛ (( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ))



الأمر الرابع : العناية بالقرآن ، ربيع القلوب ونور الصدور وضياء النفوس { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}



 فهذه الأمور الأربعة المجتمعة في هذا الحديث العظيم المبارك هي الطاردة للغموم ، المذهِبة للهموم ، المبعِدة للأحزان، الجالبة لراحة القلوب وطمأنينة النفوس وسعادة الإنسان.



 وأسال الله الكريم ربّ العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكتب لنا جميعاً حياة السعداء ، وأن يصلح لنا جميعاً ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.