الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

ما الرياء؟؟

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
أما بعد :
ﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﺘﺘﻌﻤﺪ ﻗﺎﺻﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻲ ﺃﻣﺎﻣﻬﻦ ﻣﺜﻼً،
ﻟﺘﻈﻬﺮ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ
ﺗﻨﺎﻝ ﺍﻟﺤﻈﻮﺓ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳﺜﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮﺍً، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ
ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﺻﻠﺖ ﻭﻟﻤﺎ ﻧﺸﻄﺖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺻﻠﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ... ﺇﻧﻬﺎ
ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻤﺪﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ ﺭﺑﻬﺎ ﻭﺗﺘﻌﻤﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﻘﺼﺪﻫﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺃﻧﻪ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ، ﻓﺎﻟﺬﻱ
ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺜﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻭﺑﻬﺬﺍ
ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻤﻲ ﺭﻳﺎﺀً، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ
ﻳُﺮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻤﺪﺣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻓﻲ
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ .
ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻤﺜﻼً ﻟﻮ ﺃﻥ
ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﺗﻌﻤﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻨﺎﻩ ﻟﻴﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﺇﻻ
ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺴﻤﻌﺔ ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳُﺴﻤﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﻴﺜﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺤﻈﻮﺓ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻭﺇﻥ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ‏( ﻣﻦ ﺳﻤَّﻊ ﺳﻤَّﻊَ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﺮﺍﺋﻲ
ﻳﺮﺍﺋﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ‏) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻈﻬﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻘﺎﻝ
ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻋﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ: )) ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﻤُﻨَﺎﻓِﻘِﻴﻦَ ﻳُﺨَﺎﺩِﻋُﻮﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻫُﻮَ
ﺧَﺎﺩِﻋُﻬُﻢْ ﻭَﺇِﺫَﺍ ﻗَﺎﻣُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ﻗَﺎﻣُﻮﺍ ﻛُﺴَﺎﻟَﻰ ﻳُﺮَﺍﺀُﻭﻥَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻭَﻻ ﻳَﺬْﻛُﺮُﻭﻥَ
ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ (( ‏[ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 142: ‏] ﺃﻱ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺑﺼﻼﺗﻬﻢ ﻣُﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﻻ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻌﻨﻰ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ .
ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﺻﻐﺮ، ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ‏(ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺃﻧﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻲ ﻓﻴﻪ
ﻏﻴﺮﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻭﺷﺮﻛﻪ ‏). ﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ .
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﻗﺼﺪ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﻛﺄﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﺓ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.