الأحد، 11 مايو 2014

ﺷﺪﺓ ﺣﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ.


ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ .
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ، ﻓﺈﻥ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ ﻣﺆﺫﻳﺔ، ﻛﻤﺎ
ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻣﺆﺫﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻟﻬﻴﺒﻬﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺗﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﻇﻞ ﻳﻘﻲ ﺣﺮﻫﺎ، ﺃﻭ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺭﺩ
ﻳﺨﻔﻒ ﻟﻬﺒﻬﺎ، ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ
ﻧﻌﻴﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﺮ،
ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ
ﺍﻟﺒﺮﺩ، ﻇﻞ ﺩﺍﺋﻢ، ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻻ ﺣﺎﺭٌ ﻳﻠﻔﺢ، ﻭﻻ ﺑﺎﺭﺩ ﻳﻠﺴﻊ، ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻭَﻧُﺪْﺧِﻠُﻬُﻢْ ﻇِـﻼًّ ﻇَﻠِﻴﻼً { ‏[ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 57 ‏]
ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﻟَﺎ ﻳَﺮَﻭْﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺷَﻤْﺴﺎً ﻭَﻟَﺎ ﺯَﻣْﻬَﺮِﻳﺮﺍً { ‏[ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ: 13 ‏]
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }ﻓِﻲ ﻇِﻠَﺎﻝٍ ﻭَﻋُﻴُﻮﻥٍ { ‏[ﺍﻟﻤﺮﺳﻼﺕ : 41 ‏]
ﻣﻴﺰﺍﺕ ﻇﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ:
-1 ﺃﻧﻪ ﻣﻤﺪﻭﺩ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ، ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﺑﻞ ﻣﻤﺘﺪ ﻓﻴﻬﺎ
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }ﻭَﻇِﻞٍّ ﻣَّﻤْﺪُﻭﺩٍ { ‏[ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ: 30 ‏] .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ‏« ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﻳﺴﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ
ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ، ﺍﻗﺮﺅﻭﺍ ﺇﻥ ﺷﺌﺘﻢ ﻭﻇﻞ ﻣﻤﺪﻭﺩ ‏» .
-2 ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺩﺍﺋﻢ ﺃﺑﺪﺍً، ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﺃُﻛُﻠُﻬَﺎ ﺩَﺁﺋِﻢٌ ﻭِﻇِﻠُّﻬَﺎ { ‏[ﺍﻟﺮﻋﺪ : 35 ‏]
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: " ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺳﺠﻴﻊ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺇﻟﻰ
ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ."
ﻭﺍﻟﺴﺠﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ: ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻳﻘﺎﻝ : ﻳﻮﻡ ﺳﺠﻴﻊ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ
ﺣﺮ ﻣﺆﺫٍ، ﻭﻻ ﺑﺮﺩٌ ﺷﺪﻳﺪ.
ﻭﺑﻀﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﻨﻢ ﺃﻋﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ: ﻇﻠﻬﺎ
ﻳﺤﻤﻮﻡ، ﻭﻫﺒﻮﺑﻬﺎ ﺳﻤﻮﻡ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻭَﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﺍﻟﺸِّﻤَﺎﻝِ ﻣَﺎ
ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﺍﻟﺸِّﻤَﺎﻝِ ﻓِﻲ ﺳَﻤُﻮﻡٍ ﻭَﺣَﻤِﻴﻢٍ ﻭَﻇِﻞٍّ ﻣِّﻦ ﻳَﺤْﻤُﻮﻡٍ ﻟَّﺎ ﺑَﺎﺭِﺩٍ ﻭَﻟَﺎ ﻛَﺮِﻳﻢٍ {
‏[ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ : 41 ‏]
ﻭﺍﻟﺴﻤﻮﻡ: ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﻢ: ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻈﻞ ﺍﻟﻴﺤﻤﻮﻡ: ﻫﻮ ﻇﻞ
ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﺣﺎﺭ ﺃﻳﻀﺎً.
ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ، ﺃﺟﺎﺭﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻔﻮﻩ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪﺩﻫﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﺮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﻌﺪ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺮﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﺇﺫﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : }ﻓَﻤَﻦَّ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ ﻭَﻭَﻗَﺎﻧَﺎ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺍﻟﺴَّﻤُﻮﻡِ ﺇِﻧَّﺎ ﻛُﻨَّﺎ ﻣِﻦ
ﻗَﺒْﻞُ ﻧَﺪْﻋُﻮﻩُ ﺇِﻧَّﻪُ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﺒَﺮُّ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢُ { ‏[ ﺍﻟﻄﻮﺭ: 28-27 ‏]
ﺷﺪﺓ ﺣﺮ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺟﻬﻨﻢ:
ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﻬﻨﻢ ﺃﺟﺎﺭﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﺑﻌﻀﺎً، ﻭﻳﺤﻄﻢ
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎً، ﻭﺃﺷﺪ ﺣﺮ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ،
ﻭﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ
ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ‏«ﺍﺷﺘﻜﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺭﺏ
ﺃﻛﻞ ﺑﻌﻀﻲ ﺑﻌﻀﺎً، ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻴﻦ، ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﻭﻧﻔﺲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻓﻬﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﺗﺠﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮ، ﻭﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﺗﺠﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻬﺮﻳﺮ ‏»
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﺎ
ﻓﺴﺮﻩ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻗﺎﻝ : "ﺍﺷﺘﻜﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﺎ
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻛﻞ ﺑﻌﻀﻲ ﺑﻌﻀﺎً ﻓﺨﻔﻒ ﻋﻨﻲ: ﻗﺎﻝ: ﻓﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺟﻌﻞ
ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻧﻔﺴﻴﻦ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺮﺩ ﻳﻬﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺯﻣﻬﺮﻳﺮﻫﺎ،
ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺳﻤﻮﻡ ﻳﻬﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺣﺮﻫﺎ"
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺮ: " ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﻭﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻟﻘﻮﻟﻪ: ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ."
ﻓﺼﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﺃﺷﺪ ﺣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺃﺷﺪ ﺑﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻣﻦ
ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: " ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻪ ﺃﺷﺪ
ﺍﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ."
ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : " ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ
ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﻥ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﺮﻧﻲ ﺷﻴﻄﺎﻥ، ﻓﻤﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﻗﺼﺒﺔ ﺇﻻ ﻓﺘﺢ
ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ."
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: " ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ
ﺃﺑﻮﺑﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ ﻣﻦ ﻓﻴﺢ ﺟﻬﻨﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ."
ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ :
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻳﺘﺄﺫﻭﻥ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺠﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
"ﻛﻨﺎ ﻧﺼﻠﻲ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ
ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺴﻂ ﺛﻮﺑﻪ ﻓﺴﺠﺪ ﻋﻠﻴﻪ."
ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﻷﺑﻲ ﻋﻮﺍﻧﺔ: "ﻛﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻴﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺠﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻴﺎﺑﻨﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺮ."
ﻭﻟﺬﺍ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻹﺑﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﺃﻱ : ﺗﺄﺧﻴﺮ
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ، ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ:
‏« ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﺄﺩﺑﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺈﻥ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ ﻣﻦ ﻓﻴﺢ ﺟﻬﻨﻢ ‏».
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻧﻲ: "ﺃﻱ ﻣﻦ ﺳﻌﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻓﻴﺢ، ﺃﻱ
ﻣﺘﺴﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺗﻬﺎ، ﻭﻇﺎﻫﺮﻩ : ﺃﻥ ﻣﺜﺎﺭ ﻭﻫﺞ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻓﻴﺤﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ."
ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ
ﺑﺤﺮ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﻋﻰ ﻟﻠﺘﻔﻜﺮ
ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﺮ، ﻭﻋﺪﻡ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺣﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﺣﺮ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ، ﻭﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ
ﻓﻲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻛﺮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺷﺪﻳﺪﺍً، ﻓﻴﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺨﻼﺹ
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ: ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔ ﻭﺇﻣﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: ‏« ﺗﺪﻧﻮﺍ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻤﻘﺪﺍﺭ ﻣﻴﻞ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺮﻕ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻛﻌﺒﻴﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ
ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻮﺑﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﻤﻪ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺇﻟﺠﺎﻣﺎً ‏» ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺄﺫﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﻣﻦ ﻋﺮﻗﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺳﻴﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﻋﺮﻗﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻮﺫﺍً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ‏« ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺑﺎﻋﺎً،
ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺒﻎ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ‏» .
ﻭﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻋﻈﻢ: ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﻻ ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﻮﺕ، ﻭﻻ
ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ، ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻀﺠﺖ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﺑﺪﻟﻮﺍ ﺟﻠﻮﺩﺍً ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻟﻴﺬﻭﻗﻮﺍ
ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ.
ﺇﻧﻬﺎ ﻧﺎﺭ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺪﺓ ﺣﺮﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻋﻈﻴﻢ
ﻟﻬﺒﻬﺎ ﻭﺷﺮﺭﻫﺎ ﺇﻻ ﺟﺰﺀﺍً ﻳﺴﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: ‏«ﻧﺎﺭﻛﻢ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ‏»
ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﺎﻓﻴﺔ .
ﻗﺎﻝ: ‏« ﻓﻀﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺘﺴﻌﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﺟﺰﺀﺍً ﻛﻠﻬﻦ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻫﺎ ‏» .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﻗﺪﻫﺎ ﺑﻨﻮ ﺁﺩﻡ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺟﻬﻨﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ، ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ:
ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺟﻤﻊ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻮﻗﺪ ﻛﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﻧﺎﺭﺍً، ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ
ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺟﺰﺀﺍً ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ
ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ."
ﺧﻮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ:
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
ﻳﻘﻮﻝ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: " ﻟﻮ ﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻧﻜﻢ ﺩﺍﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻛﻠﻜﻢ ﺇﻻ ﺭﺟﻼً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻟﺨﻔﺖ ﺃﻥ
ﺃﻛﻮﻥ ﻫﻮ."
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: " ﻟﻮ ﺃﻧﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ
ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺘﻬﻤﺎ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﻲ ﻻﺧﺘﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺭﻣﺎﺩﺍً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻢ ﺇﻟﻰ
ﺃﻳﺘﻬﻤﺎ ﺃﺻﻴﺮ."
ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ، ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ،
ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ، ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻑ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻊ ﺭﺟﺎﺀ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ:
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻻ ﻳﺤﺰﻧﻬﻢ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻬﻢ ﺁﻣﻨﻮﻥ، ﻭﻻ ﻳﺤﺴﻮﻥ
ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻓﻬﻢ ﻣﺤﻔﻮﻇﻮﻥ، ﻭﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺣﺮﻫﺎ ﻭﻻ
ﺳﻤﻮﻣﻬﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﻨﻌﻤﻮﻥ، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺃﻭﺻﻠﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ
ﻇﻞ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﺮﺏ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ:
-1ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ‏« ﺳﺒﻌﺔ ﻳﻈﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ
ﻇﻠﻪ: ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ، ﻭﺷﺎﺏ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺭﺑﻪ، ﻭﺭﺟﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻌﻠﻖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺭﺟﻼﻥ ﺗﺤﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻔﺮﻗﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺭﺟﻞ
ﻃﻠﺒﺘﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺫﺍﺕ ﻣﻨﺼﺐ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺭﺟﻞ ﺗﺼﺪﻕ
ﺃﺧﻔﻰ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻖ ﻳﻤﻴﻨﻪ، ﻭﺭﺟﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻓﻔﺎﺿﺖ
ﻋﻴﻨﺎﻩ ‏» .
-2 ﻣﻦ ﺃﻇﻞ ﻏﺎﺯﻳﺎً، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ‏« ﻣﻦ ﺃﻇﻞ ﺭﺃﺱ ﻏﺎﺯ ﺃﻇﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‏».
-3 ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻗﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ : ‏« ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﻓﻲ ﻇﻞ
ﺻﺪﻗﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‏».
-4 ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺑﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻢ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ‏« ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ : ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺑﻮﻥ
ﺑﺠﻼﻟﻲ، ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻇﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻇﻠﻲ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ ﻇﻠﻲ ‏» .
-5ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ،
ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: " ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
‏«ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ‏».
ﻭﻣﻦ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ : }ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺇِﻧَّﻨَﺎ ﺁﻣَﻨَّﺎ ﻓَﺎﻏْﻔِﺮْ ﻟَﻨَﺎ ﺫُﻧُﻮﺑَﻨَﺎ ﻭَﻗِﻨَﺎ ﻋَﺬَﺍﺏَ
ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ{ ‏[ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: 16 ‏]
ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻈﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺮﺷﻪ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ ﻇﻠﻪ، ﻭﺃﻥ
ﻳﺠﻴﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ: } ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺭَﺑَّﻨَﺎ
ﺍﺻْﺮِﻑْ ﻋَﻨَّﺎ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﺇِﻥَّ ﻋَﺬَﺍﺑَﻬَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻏَﺮَﺍﻣﺎً ﺇِﻧَّﻬَﺎ ﺳَﺎﺀﺕْ ﻣُﺴْﺘَﻘَﺮّﺍً ﻭَﻣُﻘَﺎﻣﺎً {
‏[ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ: 66-65 ‏]
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻴﻌﻦ.
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻞ
ﻣﻮﻗﻊ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.