1- التعقيب:
في مائدة مستديرة حول الأوضاع في الصحراء المغربية أبدى أحد المتدخلين رأيا يفيد بأن الانفصالية محكوم عليها بالفشل، وأن العداء الذي يوليه لها خصوم وحدتنا الترابية لن يجدي نفعا، وأن حل هذا المشكل الموروث عن الحرب الباردة يكمن في حل تفاوضي تحت السيادة المغربية مع تمتيع سكان الصحراء بحقوق سياسية واسعة.
قلت للمتدخل الكريم: أوافقك الرأي في كون مشكلة الصحراء المغربية من مخلفات الحرب الباردة، وأن النزعة الانفصالية التي يطالب بها أعداء وحدتنا الترابية محكوم عليها بالفشل، فالصحراء عبر التاريخ لم تكن يوما مستقلة عن المغرب بل إنهم دائما يقدمون فروض الولاء والطاعة للسلطان المغربي في كل المناسبات الدينية والوطنية، وقد دافع المغرب منذ بداية الاستقلال عن حقه المشروع في استكمال وحدته الترابية وعمل بكل الوسائل الديبلوماسية على تحرير الصحراء من يد المستعمر الإسباني. الأمر الذي دفع الحسن الثاني إلى تنظيم المسيرة الخضراء في السادس من نونبر سنة 1975م، واضطر الإسبان إلى الاستسلام لرغبة المغاربة والانسحاب من الأراضي المغربية، وعمل الملك محمد السادس على استكمال مسيرة البناء والتشييد بعد ذلك وإلى حدود الساعة، كما عمل على تحقيق التنمية المستدامة لساكنة الصحراء واقتراح حلول تفاوضية تقضي بمنح الصحراويين حكما ذاتيا في ظل السيادة المغربية يجعلهم يتمتعون بكامل الحقوق السياسية، ويستفيدون من الثروات المتنوعة التي تزخر بها المنطقة لتحقيق النماء والازدهار.
2- التعليق:
أثارت الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في السادس عشر من شهر مايو سنة 2003 العديد من ردود الأفعال المستنكرة والمنددة بهذه الأفعال الإجرامية.
لقد خرج المغاربة في كل ربوع الوطن للتنديد بالانفجارات الإرهابية التي وقعت بمدينة الدارالبيضاء سنة 2003، وللتعبير عن رفضهم واستنكارهم لتلك الأحداث الدامية التي لا تمت إلى طبع المغاربة بصلة، فقد عرف الشعب المغربي بطيبوبته ونزوعه الدائم نحو الأمن والسلم والسلام، كما عرف عنه تعايشه مع الآخرين من جنسيات أخرى ومن أصحاب ديانات مخالفة لما يدين به من دين الإسلام، وما حدث في ذلك اليوم المشؤوم كان صوتا نشازا لشباب تم التغرير بهم وتم استغلال سذاجتهم وقلة تعليمهم وضعف مستواهم المعيشي.
إن المغاربة جميعهم، صغيرهم وكبيرهم، ذكورهم وإناثهم،شبابهم وشيوخهم، يرددون بصوت واحد قائلين: "لا للإرهاب، لا لنشر خطاب الكراهية وبث الرعب في صفوف الأبرياء".







