الاثنين، 16 سبتمبر 2024

حُكمُ مَنْ يَصنَعُ وَيَحضُرُ الإِحتِفَالَ بِالمَولَدِ النَّبَوِيِّ-- العَلَاَّمةُ ابنُ بَا

 


🔊 حُكمُ مَنْ يَصنَعُ وَيَحضُرُ الإِحتِفَالَ بِالمَولَدِ النَّبَوِيِّ

 

سُئِلَ العَلَاَّمةُ ابنُ بَازٍ - رَحِمَہُ اللَّهُ تَعَالَــﮯَ -

 

(السؤال) : هذه الرسالة وردتنا من مكة المكرمة ومن المُرسل عبد الله إبراهيم بخاري ويقول في رسالته : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد أرجو الإجابة على بعض الأسئلة الدينية وعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وهي : (السؤال الأول) : حكم المولد النبوي؟ وما حكم الذي يحضره؟ وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة؟

 

*(الجواب) : (المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به ، لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم : أن الاحتفال بالموالد بدعة ، لا شك في ذلك ؛ لأن الرسول ﷺ وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله ، وهو المُبلِّغ عن الله لم يحتفل بالمولد مولده ﷺ ولا أصحابه ، لا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم ، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه ولما تركه النبي ﷺ ولعلمه أمته وفعله بنفسه ، ولفعله أصحابه خلفاؤه رضي الله عنهم ، فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع ، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك ، فاتضح بذلك أنه بدعة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌ " وقال عليه الصلاة والسلام : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " في أحاديث أخرى تدل على ذلك ، وبهذا يُعلم أن هذه الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره ، وهكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كـ البدوي والحسين وغير ذلك كلها من البدع المُنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها ، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين : عيد الفطر وعيد الأضحى ، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات مُنكرة مُبتَدعة ، وليس حبُّ النبي ﷺ يكون بالموالد وإقامتها ، وإنما حُبُّهُ ﷺ يقتضي اتباعه ، والتمسك بشريعته ، والذبِّ عنها ، والدعوة إليها ، والاستقامة عليها ، هذا هو الحبُّ -{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم}- [آل عمران :31] فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع ، ولكن حبُّ الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله ، وبالاستقامة على شريعة الله ، بالجهاد في سبيل الله ، بالدعوة إلى سنة الرسول ﷺ وتعظيمها والذبِّ عنها والإنكار على من خالفها ، هكذا يكون حبُّ الرسول ﷺ ويكون بالتأسي به في أقواله وأعماله ، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام ، والدعوة إلى ذلك ، هذا هو الحبُّ الصادق الذي يدلُّ عليه العمل الشرعي ، والعمل الموافق لشرعه ، وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيءٌ آخر ، هذا إلى الله جلَّ وعلاَ ، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب ، لكن قد يُعذب الإنسان بمعصيته وقد يعفو الله عنه ، إِمَّا لجهله وإِمَّا لأَنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب ، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء أو المؤمنين أو الأفراط ، فالحاصلُ أنَّ المعاصي والبدع من أسباب العذاب ، وصاحبها تحت مشيئة الله جلَّ وعلاَ ، إذا لم تكن بدعته مُكفرة ، أما إذا كانت البدعة مُكفرة فيها الشرك الأكبر فصاحبها مُخلدٌ في النار نعوذ بالله ، لكن إذا كانت البدعة ليس فيها شركٌ أكبر ، وإنما هي فروع خلاف الشريعة ، من صلوات مبتدعة أو من احتفالات مبتدعة ليس فيها شرك ، فهذا تحت مشيئة الله كالمعاصي . نعم . ) اﻫـ .*

 

انظر : رابط موقع سماحته :

https://binbaz.org.sa/fatwas/4675/%D8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.