السبت، 30 مارس 2019

تدوينة خاطرة في ظلمة حالكة: لا تيأسوا من رحمة الله.



تدوينة خاطرة في ظلمة حالكة:

أيها المسلمون الغيورون على دينهم وأمتهم لا تحزنوا فإنه قد مرت على الإسلام أيام يشيب لها الغلام؛ أيام سوداء سوادها أشد حلكة من أيامنا هذه، ولكن سرعان ما طلع فجرها وفي مدة يسيرة، استغرقت رجوعا إلى الباري جل وعلا؛ تذكروا أيام المغول وما فعلوه بالأمة الإسلامية حتى ظن بعضهم أن لن يكون هناك شيء اسمه الإسلام، فدمروا عاصمة الإسلام (بغداد) ودمروا عروسه (دمشق) وخربوا زهرته (حلب) وغيرها من المدن القوية، ولم يبق لهم غير القاهرة، حيث كان ينتظرهم كابوس لم يحسبوا له حسابا أبدا، كابوس جعل قائد المغول يتبول في سراويله عند الموت، كابوس رأسه سيف الدين المظفر قطز، وجسمه وقلبه ركن الدين الظاهر بيبرس مماليك( عبيد) أعز الله بهم الإسلام بعد تخاذل الأسياد، مماليك وحدوا الأمة وأيقظوها من غفلتها فدفعوا بذلك دينهم للإسلام، وكانت وراءهم أمة ورجال ونساء يفدون الإسلام وبقاءه بأرواحهم، فكانت النتيجة أن هزموا المغول في عين جالوت، فكان هذا الاسم فاتحة خير على الأمة، فقط كانت تلك المعركة عينا فتحت كل العيون، وكان ذلك المكان المسمى( عين جالوت) بداية لإجلاء المغول الغاصبين عن أرض الشام أرض العزة والرباط، وعاد للإسلام والمسلمين روحهم، بالتجائهم إلى الله تعالى، وبذلهم الوسع في التقرب إليه بالطاعة، وبالتذكير والموعظة والدعوة بالتي هي أحسن، وبتحسين ظروف العيش وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات، وفي تلك الآونة كان هناك عدو آخر يتربص الدوائر بالإسلام وأهله، وهم الصليبيون الذين وقفوا صفا واحدا مع المغول للقضاء على ما حفظه الله تعالى فباءت تجارتهم بالخسران، وجاء بعدهم الاستخراب ومع ذلك لم تيأس أمتنا وقاومت وردت كل عدوان قبل هذا، أفبعد هذا تعجز؟؟؟!!! لا وألف لا لن تعجز، هي مريضة الآن مريضة ولكنها لن تموت، (والعاقبة للمتقين)( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون) فقط حققوا قوله تعالى:(إن تنصروا الله ينصركم) حققوه في أنفسكم وأهليكم يحقق الله لكم ما لم تستطيعوا تحقيقه، فإنه لا ينتصر من لم ينصر الله، وإنه لن ينتصر أحد إلا بإذن الله تعالى. فإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تدوينة خاطرة في ظلمة حالكة.

أخوكم أبو همام محمد عبد السلام ذوقي عفا الله عنه ورحمه برحمته الواسعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.