الاثنين، 25 فبراير 2019

هل الواجب والمقدم عند أهل السنة النظر في الآيات القرآنية أولا، أو النظر في الآيات الكونية؟



من فتاوى العلامة زيد المدخلي -رحمه الله تعالى-🔹



🔸س: هل الواجب والمقدم عند أهل السنة النظر في الآيات القرآنية أولا، أو النظر في الآيات الكونية؟



✒الجواب: القرآن الكريم هو الذي وجه المكلفين إلى الاستدلال بالآيات الكونية والآيات البرهانية على وحدانية الله، واستحقاقه للعبادة وحده دون سواه، فالنقل هو الذي علم الله به البشر، والعقل وسيلة للتفكر في آيات القرآن، والآيات التكوينية، والآيات البرهانية.

وليس العقل مصدر تشريع، وإنما مصدر التشريع النقل: كتاب الله عزوجل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ووهب الله العقول للبشر ليتعلموا ما أمرهم الله -تبارك وتعالى- بالتفقه فيه من هذا الدين الذي أنزله الله وحيا. فلا يستطيع أحد أن يعرف ربه ويقدره حق قدره إلا إذا تعلم من شرع الله المطهر.

فالعقل لا يكفي، والله عزوجل ما وكل الأمة إلى عقولها وفطرها، بل أنزل عليهم الكتب، وأرسل إليهم الرسل، وبعد الرسل هيأ الله علماء وورثة للمرسلين، يبلغون رسالات الله، فيظفرون بالأجر العظيم، وإن قصروا تعرضوا لأعظم الخطر، كما في قول الله عزوجل: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران].

وتوعد الله الكاتمين للعلم الشرعي عند حاجة الناس إليهم بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة :159-169]. وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم الكاتمين كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: ( من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ).



📚المرجع/ أوضح المعاني شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني.📚

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.