الجمعة، 7 ديسمبر 2018

﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ الإمام ابن القيم





قال الإمام ابن القيم

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

الله سبحانه منح عباده فطرة فطرهم عليها ، لا تقبل سوى الحق ، ولا تؤثر عليه غيره ، لو تركت وأيدها بعقول تفرق بين الحق والباطل ، وكملها بشرعة تفصل لها ما هو مستقر في الفطرة ، وأدركه العقل مجملاً ، فالفطرة قابلة ، والعقل مزك ، والشرع مبصر مفصل ، لما هو مركوز في الفطرة ، مشهود أصله دون تفاصيله بالعقل ، فاتفقت فطرة الله المستقيمة ، والعقل الصريح والوحي المبصر المكمل ، على الإقرار بموجود فطر هذا العالم ، بجميع ما فيه عاليه وسافله ، وما بينهما وشهدت الفطر والعقول والشرائع المنزلة كلها بأنه ليس من جنس العالم ، ولا مماثلا له ، وأنه مباين له ، غير ممتزج به ، ولا متحد به ، ولا حال فيه ، وأنه فوق جميع العالم ، عال عليه بجميع أنواع العلو، ذاتاً وقهراً وعظمةً .

📜【 الصواعق المرسلة【 ١٢٧٧/٤ 】

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.