الأربعاء، 14 يونيو 2017

عرص الأمور السياسية أمام عامة الناس وخوضهم فيها~ابن عثيمين رحمه الله.



بسم الله. ..

** عرض الأمور السياسية بين يدي عموم الناس (!!) ..

// سُئل العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - :

فضيلة الشيخ : يكثر في بعض المجالس الكلام عن السياسة ، وعندما تنكر عليهم ، يقولون : السياسة من الدين . بل إنهم يقعون في الغيبة ، وما يميز مجلسهم هو وجود ذكر الله فيه ، فما رأيك في جلوسي معهم ؟

فأجاب - رحمه الله تعالى - :

أنا رأيي : أن الكلام في السياسة في عامة الناس خطأ ؛ لأن السياسة لها رجال وأقوام ، رجالها ذوو السلطة والحكم ، أما أن تكون السياسة منثورة بين أيدي العوام وفي المجالس ؛ فهذا خلاف هدي السلف الصالح .

فما كان عمر بن الخطاب ومن قبله كأبي بكر - رضي الله عنهما - يبثون سياستهم في مجامع الناس ، يلوكها الصغير والكبير ، والسفيه والعاقل ، أبدا ! ولا يمكن أن تكون السياسة هكذا .

السياسة لها أقوام متمرسون فيها يعرفونها ويعرفون مداخلها ، ولهم اتصال بالخارج ، واتصال بالداخل ، لا يعرفه كثير من الناس .

ولا ينبغي للشباب وغير الشباب أن يمضوا أوقاتهم ويضيعوها في مثل هذا القيل والقال الذي لا فائدة منه .

ثم إنه قد يبدو لنا مثلًا أن صنيع واحد من الناس خطأ ، وقد يكون الصواب معه ؛ لأنه يعلم من الأمور ما لا نعلم نحن ، وهذا شيء مشاهد مجرب .

وغالب الذين يتكلمون بالسياسة إنما يستنتجونها من أشياء لا أصل لها ولا حقيقة لها ، وإنما هي أوهام يتوهمونها ثم يبنون عليها ما يتكلمون به ، فيقفون ما ليس لهم به علم ، وقد قال الله تعالى : {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} .

أما الجلوس معهم ؛ فما داموا على ذكر فاجلس معهم ، وإذا قاموا يخوضون هذا الخوض الذي لا فائدة فيه فانصحهم أولًا ، فإن اهتدوا فهذا هو المطلوب ، وإلا ففارقهم .

ثم إذا كان حضورك مجالسهم التي للذكر ، يؤدي إلى أن يغتروا بأنفسهم ، أو أن يغتر بمجيئك إليهم غيرهم فيقال : لولا أن هؤلاء على خير ما جاء إليهم فلان ولا فلان = فلا تأتي إليهم أيضًا حتى للذكر ؛ لأن أبواب الذكر -والحمد لله - كثيرة .


المقطع الصوتي :
https://youtu.be/sL1aMAW5nWU

--------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.