بسم الله. ..
** عرض الأمور السياسية بين يدي عموم الناس (!!) ..
// سُئل العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - :
فضيلة الشيخ : يكثر في بعض المجالس الكلام عن السياسة ، وعندما تنكر عليهم ، يقولون : السياسة من الدين . بل إنهم يقعون في الغيبة ، وما يميز مجلسهم هو وجود ذكر الله فيه ، فما رأيك في جلوسي معهم ؟
فأجاب - رحمه الله تعالى - :
أنا رأيي : أن الكلام في السياسة في عامة الناس خطأ ؛ لأن السياسة لها رجال وأقوام ، رجالها ذوو السلطة والحكم ، أما أن تكون السياسة منثورة بين أيدي العوام وفي المجالس ؛ فهذا خلاف هدي السلف الصالح .
فما كان عمر بن الخطاب ومن قبله كأبي بكر - رضي الله عنهما - يبثون سياستهم في مجامع الناس ، يلوكها الصغير والكبير ، والسفيه والعاقل ، أبدا ! ولا يمكن أن تكون السياسة هكذا .
السياسة لها أقوام متمرسون فيها يعرفونها ويعرفون مداخلها ، ولهم اتصال بالخارج ، واتصال بالداخل ، لا يعرفه كثير من الناس .
ولا ينبغي للشباب وغير الشباب أن يمضوا أوقاتهم ويضيعوها في مثل هذا القيل والقال الذي لا فائدة منه .
ثم إنه قد يبدو لنا مثلًا أن صنيع واحد من الناس خطأ ، وقد يكون الصواب معه ؛ لأنه يعلم من الأمور ما لا نعلم نحن ، وهذا شيء مشاهد مجرب .
وغالب الذين يتكلمون بالسياسة إنما يستنتجونها من أشياء لا أصل لها ولا حقيقة لها ، وإنما هي أوهام يتوهمونها ثم يبنون عليها ما يتكلمون به ، فيقفون ما ليس لهم به علم ، وقد قال الله تعالى : {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} .
أما الجلوس معهم ؛ فما داموا على ذكر فاجلس معهم ، وإذا قاموا يخوضون هذا الخوض الذي لا فائدة فيه فانصحهم أولًا ، فإن اهتدوا فهذا هو المطلوب ، وإلا ففارقهم .
ثم إذا كان حضورك مجالسهم التي للذكر ، يؤدي إلى أن يغتروا بأنفسهم ، أو أن يغتر بمجيئك إليهم غيرهم فيقال : لولا أن هؤلاء على خير ما جاء إليهم فلان ولا فلان = فلا تأتي إليهم أيضًا حتى للذكر ؛ لأن أبواب الذكر -والحمد لله - كثيرة .
المقطع الصوتي :
https://youtu.be/sL1aMAW5nWU
--------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.