الاثنين، 6 فبراير 2017

من مناقب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-


عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبِي طلحة وسَمِعتُ خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال, ورأيت قصراً بفنائه جارية, فقلت: لِمَن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال: عمر بأبِي وأمي يا رسول الله أعليك أغار". رواه البخاري (3679).

عن سعيد بن الْمُسيب أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال:

"بينا نَحْن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: بينا أنا نائم رأيتنِي فِي الْجَنَّة فإذا امرأة تتوضأ إلَى جانب قصر فقلت: لِمَن هذا القصر؟ قالوا: لعمر, فذكرت غَيْرته فوليت مدبراً, فبكى عمر وقال: أعليك أغار يارسول الله؟". أخرجه البخاري (3680).

وعن الزهري عن حَمْزة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"بينا أنا نائم شربت -يعني اللبن- حتى أنظر إلَى الري يَجْري فِي ظفري أو فِي أظفاري ثُمَّ ناولت عمر قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم". أخرجه البخاري (3681).

وقال البخاري: حدثنا مُحَمَّد بن عبد الله بن نُمَير حدثنا مُحَمَّد بن بشر حدثنا عبيد الله قال: حدثني أبو بكر بن سالِم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"أريت فِي الْمَنام أنِّي أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنـزع ذَنوباً أو ذنوبيْن نزعاً ضعيفاً والله يغفر له, ثُمَّ جاء عمر بن الْخَطاب فاستحالت غرباً, فلم أر عبقرياًّ يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن", قال ابن جبيْر: العبقري عتاق الزرابِي, وقال يَحْيى: الزَّرابِيُّ الطنافسُ لَهَا خَمْلٌ رقيق مبثوثة كثيرة". أخرجه البخاري حديث (3682).

وعن مُحَمَّد بن سعد بن أبِي وقَّاص عن أبيه قال: استأذن عمر بن الْخَطاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتُهن على صوته, فلما استأذن عمر بن الْخَطاب قمن فبادرن الْحِجاب فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فدخل عمر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك, فقال: عمر أضحك الله سنك يا رسول الله, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :

عجبت من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي, فلمَّا سَمِعن صوتك ابتدرن الْحِجاب, فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله, ثُمَّ قال عمر: يا عدوَّات أنفسهن, أتَهَبنني ولا تَهَبْن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقلن : نعم, أنت أفظ وأغلظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

إيهاً يا ابن الْخَطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا قط إلا سلك فجًّا غيْر فجّك". أخرجه البخاري حديث (3683).

حدثنا مُحَمَّد بن الْمُثنى قال: حدثنا يَحيى عن إسْمَاعيل قال: حدثنا قيس قال: قال عبد الله:

"ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر". أخرجه البخاري حديث (3684).

وعن ابن أبِي مليكة أنه سَمِع ابن عباس يقول: وضع عمر على سريره, فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم, فلم يرعنِي إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبِي طالب فترحَّم على عمر وقال:

ما خلفت أحداً أحبّ إلَي أن ألقى الله بِمِثل عمله منك, وأيْمُ الله إن كنت لأظن أن يَجْعلك الله مع صاحبيك, وحسبت أنِّي كثيرًا أسْمَع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر, ودخلت أنا وأبو بكر وعمر, وخرجت أنا وأبو بكر وعمر". أخرجه البخاري حديث (3685).

عن أبِي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

"لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجالٌ يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء, فإن يكن فِي أمتي منهم أحد فعمر". البخاري فضائل الصحابة حديث (3689).

وروى البخاري بإسناده إلَى ابن عباس -رضي الله عنهما – قال : إنِي لواقف فِي قوم فدعوا الله لعمر بن الْخَطاب وقد وضع على سريره إذ دخل رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبِي يقول: رحِمَك الله, إن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله مع صاحبيك؛ لأنِي كثيرًا ما كنت أسْمَع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

كنتُ أبو بكر وعمر, وفعلتُ وأبو بكر وعمر, وانطلقتُ وأبو بكر وعمر, فإن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله معهما, فالتفت فإذا هو علي بن أبِي طالب".

فهذه شهادة علي -رضي الله عنه- لأخويه أبِي بكر وعمر بِمَكانتهما ومنـزلتهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينقلها عنه ابن عمه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- .

فكيف يبغضهما وكيف يرفض بيعتهما حتى لا يبايعهما إلا مكرهًا شأن الْجُبناء؟! وكيف يزوج ابنته أم كلثوم عمر -رضي الله عنه-؟! حاشاه مِمّا ينسبه سلالات الْمَجُوس من الْحِقد والْجُبن والعداوة لإخوته الْمُؤمنين والْخُلفاء الراشدين الْمَهديين الفاتِحين بل كان علي من وزرائهم ومن كبار مؤازريهم ومستشاريهم فِي الْحُروب ومهام الأمور.

هؤلاء يُصَوِّرون للناس أنه كان هناك معارك طاحنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ولاية علي وأهل بيته, والقرآن ينـزل حول هذه المعارك ويلاحق أصحاب محمد الذين لا هَمَّ لهم إلا إزاحة علي عن هذه الولاية التي أقلقتهم وأقضَّت مضاجعهم وشحنت قلوبهم بالعداوة والبغضاء لعليّ, فهم يتآمرون فيما بينهم على ألا تكون لعلي وأهل بيته أبداً، والقرآن ينـزل بكفرهم ويعاقبهم ويفضح هذه المؤامرات!! حتى يُخَيَّل للقارئ أن مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله إلا بِهذه الولاية!

وهذا الحسد لعليٍّ وأهل بيته بدأ من آدم من عالم الذرِّ وبسببه أخرج من الجنة وما قبل الله توبته إلا بعد أن توسل بعلي وأهل بيته!!

وعن سعيد بن الْمُسيب وأبِي سلمة بن عبد الرحْمَن قالا: سَمِعنا أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

"بينما راعٍ فِي غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب فقال له: من لَهَا يوم السبع؟! ليس لَهَا راع غيري فقال الناس: سبْحان الله! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :

فإنِّي أومن به وأبو بكر وعمر وما ثَمَّ أبو بكر وعمر". أخرجه البخاري حديث (3690).

عن ابن أبِي مليكة عن الْمِسور بن مَخْرمة قال: لَمَّا طُعِنَ عمر جعل يألَم, فقال له ابن عباس وكأنه يَجْزعه: يا أمير المؤمنين, ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون, قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله - صلى اللله عليه وسلم - ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله تعالَى منَّ به عليَّ, وأما ما ذكرت من صحبة أبِي بكر ورضاه فإنَّما ذاك مَنٌّ مِنَ الله جل ذكره مَنَّ به عليَّ،وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك, والله لو أنَّ لِي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله –عزَّ وجلّ- قبل أن أراه .

قال حَمَّاد بن زيد حدثنا أيوب عن بن أبِي مليكة عن بن عباس دخلت على عمر بِهَذا". أخرجه البخاري حديث (3692).

وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

"اللهم أعزَّ الإسلام بأحبِّ هذين الرجلين إليك بأبِي جهل أو بعمر بن الْخَطاب", قال: فكان أحبهما إليه عمر بن الْخَطاب. أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95), وفِي فضائل الصَّحابة بنفس الإسناد برقم (312), وإسناده حسن.

وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- جعل الْحَقّ على قلب عمر ولسانه". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95)، وفِي فضائل الصَّحابة بنفس الإسناد برقم (313)، والتِّرمذي (5/617), وإسناده حسن.

وقال ابن عمر:"ما نزل بالنَّاس أمرٌ قطّ فقالوا فيه وقال فيه ابن الخطاب أو قال عمر إلاَّ نزل القرآن على نَحْو مِمَّا قال عمر". أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصَّحابة برقم (314), وأخرجه الترمذي (5/618) من طريق أبِي عامر, وإسناده حسن.

وعن أبِي هريرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"جُعِلَ الْحَق على لسان عمر وقلبه". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/401)، وفي فضائل الصَّحابة برقم (315), وإسناده حسن.

وعن غضيف بن الحارث قال: مررت بعمر ومعه نفرٌ من أصحابه فأدركني رجلٌ منهم, فقال : يا فتى, ادع لي بخيرٍ بارك الله فيك, قال: قلت: ومن أنت رحمك الله؟ قال: أبو ذر, قال: قلت: يغفر الله لك, أنت أحقّ, قال: إني سمعت عمر يقول: نعم الغلام, وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ الله وضع الْحَق على لسان عمر يقول به". أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصَّحابة برقم (316), وإسناده حسن.

( الانْـتِصار

لِكتَابِ العَزيز الْجبَّار

ولأصحابِ مُحَمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - الأَخْيار - رضي الله عنهم -

على أعدائهم الأشرار ) صفحة 5 وما بعدها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.