الاثنين، 13 فبراير 2017

ذِكرٌ للتغلب على التعب..




ذِكرُ الله جل شأنه سبب من أسباب زوال التعب والإعياء فقد قال ربنا:" ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم".

قال ابن كثير:"ومن اتصف بهذه الصفة يسر الله عليه رزقه ، وسهل عليه أمره وحفظ عليه شأنه وقوته"(تفسير القرآن العظيم).


وفي السنة ذكر خاص، من التزمه حصلت له قوة وانتفى عنه الشعور بالإعياء، وهو :

(الله أكبر 34) (سبحان الله 33) (الحمد لله 33) وذلك عند النوم.

فعن فاطمة أنها"اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها، وأتى النبي ﷺ سبي، فانطلقت، فلم تجده ولقيت عائشة، فأخبرتها فلما جاء النبي ﷺ، أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها، فجاء النبي ﷺ إلينا، وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال النبي ﷺ: على مكانكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، ثم قال: ألا أعلمكما خيرا مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما : أن تكبرا الله أربعا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم".(متفق عليه).

قال بدر الدين العيني:"قوله: فإنه خير لكما من خادم..معناه أنكما تتقويان بالذكر وتستغنيان عن الخادم".(نخب الأفكار).

قال ابن القيم:"الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه.. وقد علم النبي ﷺ ابنته فاطمة وعلياً رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذوا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين ويحمدا ثلاثاً وثلاثين ويكبرا أربعاً وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة، فعلمها ذلك وقال: إنه خير لكما من خادم فقيل أن من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنيه عن خادم".(الوابل الصيب).

قال ابن تيمية:"قد بلغنا أنه من حافظ على هؤلاء الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل ونحوه".(الكلم الطيب).

وذهب البعض إلى أنه لا يقصد به نفي الإعياء، بل قد يجد الذاكر إعياء لكن لا يتضرر به، قال ابن حجر :"ولا يتعين رفع التعب بل يحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل ولا يشق عليه ولو حصل له التعب والله اعلم".(فتح الباري).

والله من وراء القصد
(قاسم اكحيلات).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.