الجمعة، 4 ديسمبر 2015

حكم قراءة القرآن والذكر جماعة.


السؤال

✔عمري: 18 سنة، وعند معرفتي أن قراءة القرآن جهرا وجماعة في المسجد بدعة ـ علما بأنني كنت أقرأ في المسجد كل يوم  جمعة وبعد صلاة المغرب جهرا وجماعة في المسجد ـ تزعزع قلبي، وزاد خوفي من الله، وأدركت أنني عملت ذنبا، وأسأل الله أن يسامحني، وأريد أن أتأكد أكثر حول هذا الأمر.وجازاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالجهر بقراءة القرآن في المسجد إن كان لا يترتب عليه تشويش على أحد ـ كأن يكون المسجد خاليا ـ ولم يكن بصوت جماعي ولم يتخذ عادة، فإنه لا حرج فيه، وأما إذا ترتب عليه تشويش، فإنه منهي عنه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ. رواه مالك وأحمد.وفي رواية أبي داود: فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ ـ أَوْ قَالَ فِي الصَّلَاةِ.وكذلك إذا كان بصوت جماعي، فإنه أمر محدث. جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: أما رفع الصوت بالدعاء وقراءة القرآن بصفة جماعية: فهذا لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته، وفعله بدعة. اهـوقد نص فقهاء المالكية على أن القارئ إذا جهر بالقراءة في المسجد واتخذ ذلك عادة، فإنه يؤمر بالقيام، جاء في منح الجليل: وَأُقِيمَ ـ بِضَمٍّ فَكَسْرٍ ـ أَيْ أُمِرَ بِالْقِيَامِ ـ الْقَارِئُ جَهْرًا بِرَفْعِ صَوْتِهِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ خَمِيسٍ أَوْ غَيْرِهِ إنْ قَصَدَ دَوَامَهَا. هـ.ولكن من فعل ذلك جاهلا بالحكم الشرعي فنرجو أن يعذر بجهله، ونرجو أن لا إثم عليه. وهناك فرق بين الحكم على الفعل بأنه بدعة، وبين الحكم على الفاعل بأنه مبتدع. فليس كل من فعل بدعة يسمى مبتدعا.
والله أعلم.

✒✒✒✒✒✒✒

السؤال

✔بسم الله الرحمن الرحيم. وبعد لدي سؤال جد مهم بالنسبة لنا أرجو أن يفيدني فيه السادة العلماء( لو أمكن بسرعة لأن الضرورة تلح) . عندنا فى المغرب يقرؤون القرآن جماعة و بسرعة بعد صلاة العصر والفجر عند الجمع - لغير التعلم- وقلت لهم إن القرآن لا يقرأ هكذا بل يقرأ واحد ونحن نستمع أو واحدا واحدا وسؤالي هوهل كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا أم لا وشكرا ؟

✔الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقراءة القرآن جماعة بصوت واحد بعد صلاة الفجر والعصر، أو غيرهما من الصلوات بدعة مكروهة وإنما كرهت القراءة على هذا الوجه لأنه خلاف عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". وفي رواية: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد" أخرجه البخاري ومسلم.ولأنه يلزم منه تخليط بعضهم على بعض، وهو مكروه.أما إذا قرأ كل واحد لنفسه، أو تدارسوا القرآن جميعاً، كلما فرغ واحد قرأ الآخر، واستمعوا له فهذا من أفضل القرب، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم، فهذا الحديث يدل على استحباب الاجتماع في بيوت الله، لتلاوة القرآن، لأن ذلك سبب في نزول الطمأنينة، وهبوط الرحمة، وحضور الملائكة، ورضى الله عن المجتمعين وذكرهم في السماء بعملهم المبارك.وكذلك الذكر الجماعي وهو: ما ينطق به الذاكرون المجتمعون بصوت واحد يوافق بعضهم بعضاً، فقد عده العلماء أيضا من البدع لوجود علة التشويش، ومخالفة العمل.
والعلم عند الله تعالى. 
✒✒✒✒✒✒✒

السؤال

هل قراءة المأثورات جماعة بدعة؟ وشكراً

الإجابــة

✔الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏فإن الذكر جماعة ورد فيه أقوال للفقهاء، منها قول عطاء بن أبي رباح رحمه الله: ( مجالس ‏الذكر هي مجالس الحلال والحرام، أي مجالس العلم.) فذكر عطاء أخص أنواع الذكر، ‏وهي من جملة مجالس الذكر، وليس الذكر محصوراً بها.‏ونقل عن مالك أنه كره الاجتماع للذكر. ونقل ابن منصور عن أحمد قوله: (ما أكرهه إذا ‏اجتمعوا على غير وَعْدٍ إلا أن يُكثروا )، قال ابن منصور: يعني: يتخذوه عادة، ولذلك ‏قال ابن عقيل: ( أبرأ إلى الله من جموع أهل وقتنا في المساجد والمشاهد في ليال يسمونها ‏إحياءً.) ‏وقال ابن تيمية: ( الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن إذا لم يتخذ سنة راتبة، ‏ولا اقترن به منكر من بدعة.)‏‏ والاجتماع على القراءة والذكر بصوت واحد عده الشاطبي مثالاً على الابتداع في هيئات العبادات ‏وكيفياتها، قال رحمه الله: (ومنها- أي البدعة الإضافية - التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر ‏بهيئة الاجتماع على صوت واحد… ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة ).وقال النووي: يستحب الجلوس في حلق الذكر، ‏وأورد الحديث الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث معاوية بن أبي سفيان ‏رضي الله عنه، أنه قال: إنه صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: " ‏ما أجلسكم"؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به ‏علينا….إلى أن قال: " أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة".‏وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ‏أنهما قالا: قال صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، ‏وتغشتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده…" ففي هذا الحديث ‏ترغيب من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الاجتماع على الذكر.‏والمأثورات كتاب يحوي ذكراً وأدعية مأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، وفيه بعض ‏الأحاديث الضعيفة، فالاجتماع لا بأس به إذا لم يتخذ الاجتماع لقراءة ما صح منها عادة ولم يحدد لها ‏وقت ثابت لا يتغير، وإذا لم يقترن بذلك منكر أوبدعة ، كالذكر الجماعي بصوت ‏واحد، فإنه لم ينقل عن أحد من سلف الأمة، ولعل من أطلق كراهة الاجتماع للذكر أراد ‏به سد ذريعة الذكر الجماعي الذي اشتهر به الصوفية فيما بعد.
‏والله أعلم.

⏪طريق الحسنى⏩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.