السبت، 2 نوفمبر 2013

الهجرة النبوية كانت في ربيع الأول، فلم كان التاريخ بدايته بشهر الله المحرم؟



* ** *** * ** * " " * ** * *** ** * 
* ** *** * ** ** ** * *** ** *

قال أمير المؤمنين في الحديث 
محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه :

بَاب التَّارِيخِ مِنْ أَيْنَ أَرَّخُوا التَّارِيخَ

3934-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
"
مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ مَا عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ ".

قال خاتمة الحفاظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في الفتح :

"
وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ :
كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة :
مَوْلِده
وَمَبْعَثه
وَهِجْرَته
وَوَفَاته ،
فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة
لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة ،
وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ ،
فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة ،
وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ مِنْ رَبِيع الْأَوَّل إِلَى الْمُحَرَّم
لِأَنَّ اِبْتِدَاء الْعَزْم عَلَى الْهِجْرَة كَانَ فِي الْمُحَرَّم ،
إِذْ الْبَيْعَة وَقَعَتْ فِي أَثْنَاء ذِي الْحِجَّة وَهِيَ مُقَدِّمَة الْهِجْرَة ،
فَكَانَ أَوَّل هِلَال اِسْتَهَلَّ بَعْد الْبَيْعَة وَالْعَزْم عَلَى الْهِجْرَة هِلَال الْمُحَرَّم
فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَل مُبْتَدَأ ،
وَهَذَا أَقْوَى مَا وَفَقْت عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَة الِابْتِدَاء بِالْمُحَرَّمِ .
وَذَكَرُوا فِي سَبَب عَمَل عُمَر التَّارِيخ أَشْيَاء :

مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكَيْن فِي تَارِيخه
وَمِنْ طَرِيقه الْحَاكِم مِنْ طَرِيق الشَّعْبِيّ

"
أَنَّ أَبَا مُوسَى كَتَبَ إِلَى عُمَر :
إِنَّهُ يَأْتِينَا مِنْك كُتُب لَيْسَ لَهَا تَارِيخ ،
فَجَمَعَ عُمَر النَّاس ،
فَقَالَ بَعْضهمْ :
أَرِّخْ بِالْمَبْعَثِ ،
وَبَعْضهمْ أَرِّخْ بِالْهِجْرَةِ ،
فَقَالَ عُمَر : الْهِجْرَة فَرَّقَتْ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل فَأَرِّخُوا بِهَا ،
وَذَلِكَ سَنَة سَبْع عَشْرَة .
فَلَمَّا اِتَّفَقُوا قَالَ بَعْضهمْ: اِبْدَءُوا بِرَمَضَان
فَقَالَ عُمَر : بَلْ بِالْمُحَرَّمِ فَإِنَّهُ مُنْصَرَف النَّاس مِنْ حَجّهمْ ،
فَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ ".

وذكر السهيلي:
أن الصحابة -رضي الله عنهم- أخذوا التاريخ بالهجرة
من قوله تعالى:
{
لمسجد أسس على التقوى من أول يوم}
لأنه من المعلوم أنه ليس أول الأيام مطلقًا،
فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر
وهو أول الزمن الذي عز فيه الإسلام
وعَبَد فيه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ربه آمنًا
وابتدئ فيه ببناء المساجد،
فوافق رأي الصحابة -رضي الله عنهم- ابتداء التاريخ من ذلك اليوم
وفهمنا من فعلهم أن قوله تعالى:
{
من أول يوم}
أنه أول التاريخ الإسلامي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.