السبت، 13 أبريل 2024

فتنة الطعن والغلو والتجريح والتبديع رغم الأحداث الكبر التي تمر بها الأمة:




 ‏في ظل الأحداث الكبرى التي تجري في الأمّة -كما في غزة وغيرها-، وفي الأوقات التي تحتاج فيها الأمة إلى طاقات أبنائها وإلى اجتماع كلمتها: 

لا تتوقف تيارات الغلوّ العقدي عن ممارسة أولوياتها الخاصة: (الطعن والتجريح والتبديع والتكفير) والذي يطال -في العادة- المصلحين والدعاة والعاملين للإسلام.
هذا هو الحال منذ ٣٠ سنة تقريبا، لم يتركوا داعية ولا مصلحا ولا مجاهداً من طعنهم وتشكيكهم -إذا كان يخالفهم في تصوراتهم الضيقة-، وكل ذلك تحت شعار (حماية العقيدة والتوحيد وتعظيم السلف ومحاربة الحركية والبدع).

وهم يتوزعون إلى تيارات متفرقة -ومتناحرة أحياناً- انبثقت كلها عن منهجية واحدة، يجمعها (الغلوّ في الدين، والشدة على المخالفين، وكثرة الجدل والردود، والتسلط على الدعاة والمصلحين) 
وتتنوع صور هذا الغلو بحسب التيار الداخلي لهؤلاء الغلاة.

ولم تقتصر جناية هؤلاء على العقيدة والسلف، بل تجاوزتها إلى الجناية على العقول ومبادئ التفكير السليم، وعلى الأخلاق والمروءة.

ومن يعرف القوم يدرك قبيح آثارهم، وعظيم جنايتهم، ومن لا يعرفهم ولا يكون صاحب علم أو عقل أو فهم لمقاصد الإسلام وكلياته ومركزياته؛ فقد يغترّ بشعاراتهم.

وأكبر خطأ يقع فيه المبتدئ: هو أن يظن في طريقتهم بأنها طريقة معتبرة، فيتعامل معهم باعتبارهم مشايخ أو علماء، ويتعامل مع افتراءاتهم وشذوذاتهم وكأنها قول علمي معتبر، فيظن بأنها خلافات علمية بين المشايخ أو صراعات داخلية؛ والحال ليس كذلك.

ومن يقرأ تاريخ هذا التوجه وأصوله يدرك بأن هذه الفئة لا يقمعها الرد العلمي ولا الحجة والنقاش، فهم إنما يقتاتون على الردود، ولذلك فإنه -ومع أهمية التحذير منهم وكشف باطلهم وتوعية الطلاب بحقيقتهم- فإن الانشغال بالرد التفصيلي عليهم لإقناعهم = خطأ، 

والصواب في التأثير والتغيير هو في البناء البديل، 

ولذلك أقول:

سيُبنى في المستقبل القريب -بإذن الله تعالى- جيل جديد تأسس على معايير الهدي النبوي، جيل ينطلق من سعة الإسلام وعظمته وقوته ومحكماته؛ 
جيل يتخذ المدرسة النبوية أنموذجاً، 
والتزكية زاداً، 
والعلم ضماناً، 
والحكمة منهاجاً، 
والعمل سبيلاً، 
والأمة قبلةً، 
وإحياء الإسلام غاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.