الأحد، 13 يوليو 2014

ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: " ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ "


ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: " ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ"
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓُ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡُ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺸﻜﻞ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ، ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ
ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ، ﻭﺇﺯﺍﺣﺔ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ..
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ.
ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ
ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺮﺟﺌﺔ ، ﻭﻭﺻﻒ
ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺧﻮﺍﺭﺝ ، ﺑﻞ ﻭﺻﻒ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺧﻮﺍﺭﺝ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ- : " ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﺮﺟﺌﺔ ﻭﻛﺬﺑﺖ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ
ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺣﻖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﻛﺎﻓﺮ" ﺍﻧﻈﺮ:
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺻﻄﺨﺮﻱ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ‏( 1/36 ‏)
ﺗﻨﺒﻴﻪ: ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻹﺻﻄﺨﺮﻱ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻛﻼﻡ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻗﺪ ﺗﻮﺑﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻹﺻﻄﺨﺮﻱ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ- ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ- : " ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ " ﺍﻟﺴﻨﺔ
‏( ﺹ 74/ ‏).
ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ : ﺗﺮﻯ ﺭﺃﻱ
ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ- : ﻛﻴﻒ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺮﺟﺌﺎً ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻯ
ﺍﻟﺴَّﻴﻒَ؟ ! ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻻﺑﻦ ﺷﺎﻫﻴﻦ ‏( ﺹ 17/ ‏).
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﻧﻲ ﻳﺴﻤﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ: ﺧﻮﺍﺭﺝ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: " ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ
ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻢ، ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴَّﻴﻒ " ﺍﻧﻈﺮ : ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻶﺟﺮﻱ
‏( 2057 ‏).
ﻭﻣﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻕ :
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻓﻲ " ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ‏( 1/202 ‏) :
" ﻭﻣﻨﻬﻢ-ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ- ﻓﺮﻗﺔ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺷﺒﻴﺒﺎً ﻭﻗﻒ
ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﺔ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺪﺭﻯ ﺃﺣﻖ ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻡ
ﺟﻮﺭ؟ ﻭﺣﻖٌ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻡ ﺟﻮﺭ؟ ﻓﺒﺮﺋﺖ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻣﻨﻬﻢ
ﻭﺳﻤﻮﻫﻢ: ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭﺍﻟﻨﺤﻞ ‏( 1/148 ‏) : " ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﻴﺔ ﻳُﺴَﻤَّﻮْﻥَ: ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ؛ ﻟﻤﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ
ﺻﺎﻟﺢ " ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺮﺡ ﺃﺣﺪ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ – ﺃﻳﻀﺎً- ‏( 1/162 ‏) : " ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ :
ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ، ﻭﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ، ﻭﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﺠﺒﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﺳﻔﺮﺍﺋﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‏( ﺹ 24/ ‏) : " ﻭﺛﻼﺙ ﻓﺮﻕ ﻫﻢ
ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ
ﻛﺄﺑﻲ ﺷﻤﺮ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺷﺒﻴﺐ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﺔ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻣﺮﺟﺌﻮﻥ
ﻗﺪﺭﻳﻮﻥ ."
ﻣﺄﺧﺬ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺑﺎﻹﺭﺟﺎﺀ
ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺂﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ :
-1 ﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺮﺟﺌﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺗﺎﻡٍّ ﻭﺣﻖ ﻛﺎﻣﻞ، ﻭﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﺧﺎﻝٍ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻖ
"ﻛﺎﻓﺮ ."
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ- ﻣﻔﺴﺮﺍ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﺎﻹﺭﺟﺎﺀ: "ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ
ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺣﻖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﻛﺎﻓﺮ " ﺍﻧﻈﺮ : ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺍﻹﺻﻄﺨﺮﻱ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ‏( 1/36 ‏).
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﺣﻘﺎً ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ
ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ..
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ: - " ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﻣﺎ ﻛﺮﻫﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻫﻠﻪ، ﻣﺜﻞ
ﻛﻮﻥ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﺭﺃﺱ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ : ﺃﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﺣﻘﺎً ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ" ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ‏( 7/375 ‏).
-2 ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺑﺎﻹﺭﺟﺎﺀ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﻔﻘﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻻ ﻳﺘﺒﻌﺾ ﻭﻻ ﻳﺘﻔﺎﺿﻞ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﻀﻪ
ﺫﻫﺐ ﻛﻠﻪ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺴﻤﻰ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﻘﻀﻪ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺗﻪ ﻭﻧﻘﺼﺎﻧﻪ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ.
-3 ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺑﺎﻹﺭﺟﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺭﺟﺎﺋﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻓﻼ
ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﻭﻻ ﻛﻔﺮ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﺟﺆﻭﻥ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ
ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻋﻦ ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ.
-4 ﻭﻳﻮﺻﻒ ﺧﻮﺍﺭﺝ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺑﺎﻹﺭﺟﺎﺀ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻐﻠﻮ ﻓﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺭﺟﺎﺋﻬﻢ
ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺍﻓﻘﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻓﺘﺠﺪﻫﻢ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ
ﺑﻌﺾ ﻣﻌﻈﻤﻴﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﻔﺮﻭﻧﻬﻢ ﺑﻞ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﻋﻠﻮ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ
ﻭﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﻗﺪﻭﺓ !!
ﻓﻴﻌﻈﻤﻮﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻣﻊ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﻭﺳﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﺸﻌﺮ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ
ﻭﻳﻌﻄﻤﻮﻧﻪ، ﻭﻳﺼﻔﻮﻧﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ !!
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ - ﺣﻔﻈَﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ ﻭﺭﻋﺎﻩُ- ﻣﺘﺤﺪﺛﺎً ﻋﻦ
ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﻴﻦ :
" ﻓﻠﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺧﻄﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ... : -2 ﻭﻣﻨﻬﺎ
ﻣﻮﺍﻻﺗﻬﻢ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﻟﻤﻨﺎﻫﺠﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ
ﻭﻛﺘﺒﻬﻢ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻀﻼﻝ، ﻭﻧﺸﺮﻫﻢ ﻟﻬﺎ، ﻭﺫﺑﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺐِّ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ
ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﻭﺣﺮﻭﺏ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎﺀ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺃﻋﺮﺍﺽ.
-3 ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﺃﻫﻮﺍﺅﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﻣﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻓﻲ
ﻫﻮﺓ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ
ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ؛ ﻣﻤﺎ ﺃﻭﻫﻦ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ، ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻤﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﻛﺮﺍﻡ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ؛ ﺑﻞ ﺗﻬﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ
ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ "... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ : " ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ : ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ
ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻏﻼﺓ ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺧﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﻌﺼﺮ ."
-5 ﻭﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ؛ ﻓﻴﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﻳﺮﻭﻥ
ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺠﻮﺭ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ.
ﻓﺴﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﺗﻜﻔﻴﺮﻱ ﺟﻠﺪ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ..
ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﺮﺝ ﻗﻮﻝ ﺃﻳﻮﺏ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﺃﺑﻲ ﻗﻼﺑﺔ -ﺭﺣﻤﻬُﻢ ﺍﻟﻠﻪُ- .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻗﻼﺑﺔ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ- : " ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﺭﺟﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺇﻻ ﺍﺳﺘﺤﻞ
ﺍﻟﺴﻴﻒ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﻧﻲ ﻳﺴﻤﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ: ﺧﻮﺍﺭﺝ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: " ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ
ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻢ، ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴَّﻴﻒ "
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ- : ﻛﻴﻒ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺮﺟﺌﺎً ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻯ
ﺍﻟﺴَّﻴﻒَ؟ !
ﻓﺒﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻳﻮﺻﻔﻮﻥ ﺑﺎﻹﺭﺟﺎﺀ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﻳﻮﺻﻔﻮﻥ
ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺧﻮﺍﺭﺝ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻛﻞ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻭﻻ ﻳﺘﺒﻌﺾ، ﻭﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﺋﻤﺔ
ﺍﻟﺠﻮﺭ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.