الخميس، 16 مايو 2024

امتحان المحبين ونتائج الواصلين-- الشيخ فتحي الموصلي

 



 

قال تعالى : *{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } *( ٣١ / سورة آل عمران ) .

وقد اشتملت هذه الآية العظيمة على ثلاث جمل ، لهذا نريد أن نقف معها على ثلاث حقائق :

 

*الحقيقة الأولى* : اشتملت الآية على ذكر الغاية والوسيلة والثمرة معاً .

فالغاية : هي محبة الله الله تعالى .

والوسيلة هي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .

والثمرة : هي محبة الله ومغفرته للسائرين على طريق الاتباع .

والغاية لا يصل إليها الواصلون إلا بهذه الوسيلة ... ولا تقطف الثمرة إلا بالوصول إلى هذا الغاية العظيمة بهذه الوسيلة الشريفة .

 

*الحقيقة الثانية* : ابتدأت الآية بمقدمة ، وتوسطت بذكر الدليل والعلامة ، وانتهت بذكر النتيجة ... فهو امتحان صادق واختبار قاطع :

والمقدمة ظاهرة : لو أحبّوا الله تعالى لاتبعوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم .

حتى صار اتباع النبي صلى الله عليه وسلم علامةً على هذه المحبة ودليلا عليها ولازما من لوازمها .

والنتيجة متوقفة على صدق الاتباع وحسن الانقياد ؛ فلا تكون محبة الله إلا لأهل الاتباع .

 

*والحقيقة الثالثة* : بينت الآية نتيحة الوصول وثمرة البلوغ ؛ فأهل الاتباع هم الواصلون على الحقيقة ، وغيرهم ينقطع بهم الطريق ... لهذا قال تعالى : { يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }  ؛ فقد وصلوا إلى ثلاث ٍ: إلى المحبة ... وإلى المغفرة ... وإلى الرحمة .

 

وجميع الخير من آثار هذه الصفات الثلاث ؛ *فكان اتباعهم الصادق سببا للوصول إلى الكمال والجمال والتمام من غير نقص ولا فوات* .

 

✍️ *الشيخ فتحي الموصلي -نفع الله به-*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.