الاثنين، 15 أغسطس 2016

‫#‏التَّبَرِّي_مِنَ_التَّعَرِّي‬- الشيخ عمر بن أحمد القزابري.



أنصحكم بقراءة هذا المقال وهو للشيخ عمر القزابري حفظه الله ونفع به العباد والبلاد.
بسم الله الرحمن الرحيم .
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أحبابي الكرام:
هلِ الصَّيْفُ مُسوِّغٌ للتَّعري. سؤالٌ يَفرِضُه الواقع.
وإن كان الواقع اليوم أن التَّعري أصبحَ ظاهرة في الشتاء والصيف. لكنَّ الصَّيفَ يُبْرِزُه. ألا تلاحظون معي معاشر الأحبة. أنَّ الأمر في غاية الانبطاح. عُرْيٌ عَارِي. وسَيْلٌ بالفتنة جاري. تَجَاوُزٌ لحدودِ التشبُّهِ إلى درجة الابتكار. تعاطي شاذ مع تفاصيل الجسد. ومسارعةٌ إلى الكشف. الكَشْفِ عن اللامستور. ماالذي يجري؟ أمسارعةٌ إلى التهلكة؟ أم تشبُّهٌ بالزائفة؟ أم احتذاءٌ لتعاليم القائفة؟ أم نزولٌ عند أَمْرِ زعيمِ الطائفة. الذي قال الله محذرا منه(يابني آدم لا يفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما ) قد يُرْمى النَّاقِد بالرِّجعية. وشرفٌ عظيمٌ أن يكون رِجعيًّا إذا كان الأمر متعلقا بالدين والشرف. وإذا كان التقدم كَشْفًا عن الصدور والبطون والظهور وماهو أكثر من ذلك. فهذا تقدم بائس ولا بارك الله فيه. المرجعيات كلها تشين هذا التعري الممجوج..فالقرآن ينهى( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر( صنفان من أهل النار لم أرهما. رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات. مميلات مائلات. على رؤوسهن كأسْنِمةِ البُخْتِ المائلة.لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) الحديث واضح بين. إنما يحتاج إلى تدبر وتأمل واستحضار قلب..والتاريخ يؤكد أن العري ما كان يوما من شيم الآباء والأجداد. إذن لعلها الحضارة..ولكن مجرد سؤال..أي حضارة في كشف الصدر والفخذين؟ حقيقة لست أدري...
أحبابي: الحَقُّ أحقُّ أن يُتَّبع. ولو تُرِك الناس لِفِطرتهم لاتَّبعوا الحقَّ لأنه هو الفطرة. ولكنَّ المشكلةَ تَكْمُن في قُطَّاع الطريق الذين يُلَبِّسونَ على الناس. وهؤلاء الذين يُحاربُون الحق اليومَ لا يجهلون في الغالب أنه الحق. ولكنهم يُبْغِضُونه لدناءِة نفوسهم وحِطَّتِهَا وخِسَّتِها. يُبْغِضون الحق لأنه يُصادِم أهواءهم. ويَقِفُ عَقبةً في طريق نزواتهم الصغيرة. وهم أضعفُ مِنْ أن يُغالِبُوا أهواءهم. ولكنَّهم أجرأُ على الحقِّ ودُعاتِه. فَضُعْفُهُمْ إِزَاءَ شهواتهم هو وقُود قُوَّتِهم في الجُرأةِ على الحق. فَمُحارِبُ الحقِّ وإن بدا قويا جَلْدًا فإنه في الحقيقة هائم تتقاذفه الأهواء. هشيم تذروه الرياح. تَتَناوَحُه الهواجس. وتتخاطفه الهواتف. وتمزقه الحيرة. وعندما يستيقظ أحيانا يدرك أنه في حيرة. ولكنَّ المشكلةَ أنه لا يلوذ من حيرته برُكنٍ ركين. ولا بملجأ أمين. فهو في أمرٍ مريج. إنَّ دعاةَ التَّعرِّي اليوم تائهون لا يدرون ماذا يريدون. يشاهدون كل هذا العري الفاضح. والتَّهتُّك الطافح. ومع ذلك يحاربون دعاة التستر. ولو كانوا صادقين في قناعاتهم. لتركوا للناس الاختيار. تؤذيهم منتقبة ومتحجبة. فتسقطُ عندهم ساعتها شعاراتُ الحرية الشخصية. فيُثِيرون شبهاتهم التي عفا عنها الزمن. كما أن مِن أعظم مشاكلهم أنهم يعتقدون أنهم الأعلى والأرقى. وينظرون إلى الملتزمين على أنهم محرومون متخلفون. فيُشفقونَ عليهم تارة. ويسخرون منهم أخرى. في حين أنهم هم الأحق بالرِّثاء والإشفاق. وسيظل الصادقون ينظرون من عَلٍ إلى أولئك الحائرين التائهين من دعاة السفور والفجور.
أحبابي:أنظُرُوا إلى شوارعنا. والله إنَّ القلبَ يتقطَّعُ مِنَ الحالة التي وصلنا إليها. عُرْيٌ بصيغة الطغيان. عريٌ فاحش. جرأة غريبة على الله. تحدي سافر للناس. نساءٌ صغيرات. قد تَعرَّيْنَ وَمَسَكْنَ السجائر. أين أولياء أمورهن. ماهذا الخبال والوبال. فتيات عاريات . وفتيان تائهون. قد وقعوا تحت تأثير الإغراء. والكلُّ ضحايا مَكْرٍ بُيِّتَ لهذه الأمة. أراد مُخرِجوه ومُهندِسُوه أن يقضوا على الحياء وعلى القيم وعلى المبادئ. وإلى الله المشتكى.
أحبابي: كيف ترون هذه الظاهرة؟ وماهي الأسباب في نظركم؟ وما هو العلاج؟
جزاكم الله خيرا ورفع أقداركم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.