الاثنين، 29 أكتوبر 2012

الأعاصير التي تضرب أمريكا، غضب الطبيعة أم غضب الله ؟؟


غضب الطبيعة ام غضب الله؟
غير المسلمين لا يحسنون تحليل وتفسير الاحداث تحليلاً ايمانياً، لأنه لا ايمان عندهم، ولا يدركون الربط بين اسباب الاحداث المادية، ومسببها العليم الحكيم القدير سبحانه وتعالى، فيقفون عند «ظاهرها» ولا يصلون الى باطنها وينطبق عليهم قول الله «ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة هم غافلون» (الروم: 6-7).



ومن احدث ما ينطبق عليه هذا الكلام ما يقوله الآن المفسرون والمحللون لاعصار «كاترينا» الذي دمر مدينة «نيو اورليانز» بدءاً من كلام الرئيس الامريكي نفسه.. انهم ينسبون ما جرى لـ«الطبيعة» الطبيعة هي التي «سخنت» مياه المحيط! والطبيعة هي التي وجهت الرياح الى تلك المنطقة من خليج المكسيك! والطبيعة هي احدثت «الدوامة الحلزونية»! والطبيعة هي التي جعلت الاعصار الحلزوني «مخروطاً مقلوباً» رأسه على سطح مياه الخليج، وارتفاعه عشرة كيلومترات، والطبيعة هي التي وجهت هذا الاعصار المدمر الى ثلاث ولايات امريكية، واغرقت اورليانز، ودمرت ما فيها!! أية طبيعة عاقلة حكيمة قوية هذه التي هزمت امريكا العظمى وكشفت سوأتها امام الآخرين؟!!



«بوش» نسب ما حدث للطبيعة، وهو «زعلان» عليها! وقال في اول تعليق له على الاعصار «الطبيعة تهزأ بنا وتسخر منا!!» وقال المحللون: «هذه هي الطبيعة الغاضبة او «كاترينا الغاضبة -اسم الاعصار- مرت من هنا!» و«كانت كاترينا شقية في عبثها!!».



ما هكذا تفهم الامور، ولا هكذا تحلل الاحداث ولا هكذا يفسر الاعصار! كل ما قيل عن اسباب تكوين الاعصار «كاترينا» وقوته وفعله وتدميره صحيح لكن هذا هو الجزء الظاهري من الحدث، والجزء الأهم هو التحليل الايماني له.



نقول: لقد كان اعصار كاترينا جندياً من جنود الله، ينطبق عليه قول الله: «وما يعلم جنود ربك إلا هو» (المدثر:31) والله هو الذي فعل كل ما يتعلق بذلك الاعصار خلقه بقدره قال تعالى: «انا كل شيء خلقناه بقدر» (القمر:49) وهو الذي جعله ريحاً مدمرة، ينطبق عليها قول تعالى: «ريح فيها عذاب أليم، تدمر كل شيء بأمر ربها فاصبحوا لا يرى إلا مساكنهم..» (الاحقاف: 24-25).



لم يكن الاعصار غضباً من الطبيعة لأن الطبيعة ليست إلهاً يغضب، انما كان غضباً من الله على ذلك النظام الامريكي وان الله غاضب على الكافرين جميعاً، على اختلاف اديانهم وبلدانهم فاذا تجبر فريق من الكفار وظلموا الآخرين، و«تألهوا» عليهم واستعبدوهم» فإن غضب الله عليهم يشتد، واجزم ان غضب الله على اليهود والامريكان شديد، وسيرون من آثار غضبه ما يشيبهم وما اعصار كاترينا الابداية «وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد» (هود:102).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.