: إلى طلبة العلم ومن يشتغل بالدعوة ..
⬅وصية نافعة لﻹمام عبدالعزيز بن باز:
قال -رحمه الله
الذي أوصي به جميع إخواني من أهل العلم والدعوة الى الله عز وجل هو تحري اﻷسلوب الحسن والرفق في الدعوة وفي مسائل الخلاف عند المناظرة والمذاكرة في ذلك وأن لا تحمله الغيرة والحدة على أن يقول ما لا ينبغي أن يقول مما يسبب الفرقة والاختلاف والتباغض والتباعد، بل على الداعي إلى الله والمعلم والمرشد أن يتحرى اﻷساليب النافعة والرفق في كلمته حتى تقبل كلمته وحتى لا تتباعد القلوب عنه، كما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ َۖ)، وقال سبحانه لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)، ويقول سبحانه: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنَُ) اﻵية.
ويقول سبحانه: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمَْ) اﻵية.
ويقول صلى الله عليه وسلم:(( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شأنه))، ويقول صلى الله عليه وسلم:(( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )).
فعلى الداعي إلى الله والمعلم أن يتحرى اﻷساليب المفيدة النافعة وأن يحذر الشدة والعنف؛ ﻷن ذلك قد يفضي إلى رد الحق وإلى شدة الخلاف والفرقة بين اﻹخوان، والمقصود هو بيان الحق والحرص على قبوله والاستفادة من الدعوة، وليس المقصود إظهار علمك أو إظهار أنك تدعو إلى الله أو أنك تغار لدين الله، فالله يعلم السر وأخفى، وإنما المقصود أن تبلغ دعوة الله وأن ينتفع الناس بكلمتك. فعليك بأسباب قبولها وعليك الحذر من أسباب ردها وعدم قبولها.
مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز (324/27)
فتاوى من موقع ابن باز رحمه الله الرسمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.