الأحد، 26 نوفمبر 2017

تحية المسجد والإمام يخطب.

السنة عند دخول المسجد أن يصلي الداخل ركعتين تحية المسجد ولو كان الإمام يخطب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين))[1] أخرجه الشيخان في الصحيحين. ولما روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما))[2] وهذا نص صريح في المسألة لا يجوز لأحد أن يخالفه ، ولعل الإمام مالكا رحمه الله لم تبلغه هذه السنة إذ ثبت عنه أنه نهى عن الركعتين وقت الخطبة؛ وإذا صحت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز لأحد أن يخالفها لقول أحد من الناس كائنا من كان؛ لقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[3] ولقوله سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[4]ومعلوم أن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم من حكم الله عز وجل . لقوله سبحانه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ[5] والله ولي التوفيق.
ابن باز رحمه الله.

_____===============؛
يستحب للمسلم أن يبادر إلى صلاة الجمعة، فقد جاء في الحديث الصحيح: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" أخرجه البخاري (881)، ومسلم (850) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، والمستحب للمسلم أن يبادر إلى صلاة الجمعة، وإذا لم يأتِ إلا في أثناء الخطبة أو في آخرها، أو لم يحضر إلا بعد إقامة الصلاة، أو بعد فوات ركعة من الجمعة، فجمعته صحيحة، ومن أدرك مع الإمام ركعة فقد أدرك الجمعة.

بالرفاء والبنين؛ - ما العلة في النهي عن هذه التهنئة الجاهلية ؟

عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( دخل علي رسول الله مسرورا ، فقال : يا عائشة ! إن الله عز وجل زوجني مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم في الجنة .
قالت : قلت : بالرفاء والبنين يا رسول الله )
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (2/683-684/604-عجالة الراغب المتمني) والديلمي في "مسند الفردوس" (8620) ، قال ابن السني :
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المديني بعمان ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد خير ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها به. قال أبو بكر بن السني : كذا كتبته من كتابه .
وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي ، وهو من أهل المرتبة الثالثة من المدلسين في تصنيف الحافظ ابن حجر ، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث ، كما لم نقف على ترجمة لشيخ ابن السني : أحمد بن إبراهيم المديني

كان هذا من دعاء الجاهلية فعوض الله المسلمين بغيره بارك الله لك وعليك وجمع بينكما في خير هذا السنة، السنة أن يدعى للمتزوج بارك الله لك وعليك وجمع بينكما في خير هذا هو السنة.

- ما العلة في النهي عن هذه التهنئة الجاهلية ؟

ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح علة النهي فقال : واختلف في علة النهي عن ذلك ؛

فقيل : لأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر لله .

وقيل لما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين بالذكر .ا.هـ.

ولا مانع أن تكون العلة للأمرين معا .

فقول : بالرفاء والبنين ليس فيه دعاء . وأيضا هو من أعمال الجاهلية .

والمتتبع لأحوال الجاهلية من خلال نصوص الكتاب والسنة يعلم مدى كراهية أهل الجاهلية للبنات ومن نصوص القرآن ما يلي :
قال تعالى :" ‏وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ " [ النحل : 58]

بل من شدة بغضهم للبنات أنهم جعلوا الملائكة بنات الله قال تعالى : " ‏أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا " [الأسراء : 40]

قال ابن كثير في التفسير :" واتخذ من الملائكة إناثا " أي واختار لنفسه على زعمكم البنات ثم شدد الإنكار عليهم فقال :" إنكم لتقولون قولا عظيما " أي في زعمكم أن لله ولدا ثم جعلكم ولده الإناث التي تأنفون أن يكن لكم وربما قتلتموهن بالوأد فتلك إذا قسمة ضيزى .ا.هـ.

وقال المناوي في فيض القدير : وكانت عادة العرب إذا تزوج أحدهم قالوا له بالرفاء والبنين فنهى عن ذلك وأبدله بالدعاء المذكور .ا.هـ.

كلم طيب 66

٩‏قال الحافظ الترمذي في جامعه :
.
قال بعض أهل العلم : أفضل الصيام :
.
أن تصوم يوماً وتفطر يوماً ، ويقال : هذا هو أشد الصيام
.
[ جامعه ٧٧٠ ]

‏{ ألهاكم التكاثر }
.
قال التابعي قتادة : قالوا :
نحن أكثرُ من بني فلان ..!
وبنو فلان أكثرُ من بني فلان ...
ألهاهم ذك حتى ماتوا ضُلاّلاً ..!
.
[ الورع للمروذي 192 ]

‏فضل الصلاة على النبي ﷺ
!
قال ﷺ من صلى علي واحدة
صلى الله عليه عشر صلوات
وحط عنه عشر خطيئات
ورفع له عشر درجات
صححه الألباني صحيح الجامع ٦٣٥٩

‏قال حمود التويجري:

ولا ترى مسلما نوّر الله قلبه بنور العلم والإيمان إلا وهو في زماننا كالقابض على الجمر، لا يزال متألما متوجعا لِما يَرى من كثرة النقص والتغيير في جميع أمور الدين،وانتقاض الكثير من عُرى الإسلام، والتهاون بمبانيه العظام،ولقلة أعوانه على الخير وكثرة من يعارضه

‏قال التابعي إبراهيم النخعي :

تزوّج فإن الذي كان يرزقها في بيتها

هو يرزقها ويرزقك في بيتك .

[ تاريخ الدوري عن ابن معين ]

‏كتب رجل إلى الصحابي
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
.
أن اكتب إلي بالعلم كله.
فكتب إليه ابن عمر :
«إن العلم كثير،
ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس،
خميص البطن من أموالهم،
كافاً لسانك عن أعراضهمْ،
لازماً لأمر جماعتهم؛
فأفعل...والسلام ».

سير أعلام النبلاء

من أذكار النوم

(اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت)
----
((إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: ...)) الحديث.

قال صلى الله عليه وسلم لمن قال ذلك: ((فإن مُتَّ مُتَّ على الفطرة)). البخاري مع الفتح، ١١/ ١١٣، برقم ٦٣١٣، ومسلم، ٤، ٢٠٨١، برقم ٢٧١٠.

من دعاء الكرب

(الله الله ربي لا أشرك به شيئا)
----
أخرجه أبو داود، ٢/ ٨٧، برقم ١٥٢٥، وابن ماجه، برقم ٣٨٨٢، وانظر: صحيح ابن ماجه، ٢/٣٣٥ .

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمرِ المؤمنِ. إن أمرَه كلَّه خيرٌ. وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ. إن أصابته سراءُ شكرَ. فكان خيرًا له. وإن أصابته ضراءُ صبر. فكان خيرًا له» (صحيح مسلم: [2999])

‏قال الحافظ سفيان بن عيينة :
.
من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة
.
.
.
[ حلية الأولياء ٧ / ٢٨٥ ]

‏قال ابن القيم :
.
إنما يحسنُ الاستدلال على معاني القرآن بــــ :
.
- ما رواه الثقات عن الرسول صلى الله عليه وسلم
.
- بما قاله الصحابة والتابعون أئمة الهدى
.
.
.
[ مختصر الصواعق ص 456 ]

من أذكار النوم

(اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها. اللهم  إني أسألك العافية)
----
أخرجه مسلم، ٤/ ٢٠٨٣، برقم ٢٧١٢، وأحمد بلفظه، ٢/ ٧٩، برقم ٥٥٠٢.

قال الإمام ابن حزم : روينا عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ومعاذ بن جبل ، وابن ‏مسعود ، وجماعة من الصحابة ‏‎-‎‏ رضي الله عنهم ‏‎-‎‏ وعن ابن المبارك ، وأحمد بن حنبل ، ‏وإسحاق بن راهويه رحمة الله عليهم ، وعن تمام سبعة عشر رجلاً من الصحابة ، والتابعين ‏رضي الله عنهم ، أن من ترك صلاة فرض عامداً ذاكراً حتى يخرج وقتها ، فإنه كافر ‏ومرتد ، وبهذا يقول عبد الله بن الماجشون صاحب مالك ، وبه يقول عبد الملك بن حبيب ‏الأندلسي وغيره . انظر ( الفصل (3/274) لابن حزم ، والمحلى (2/326) ونقله الآجري في ‏الشريعة ، وابن عبد البر في التمهيد (4/225). والله أعلم. ‏

قال الشيخ ابن عثيمين : " وقد يقول قائل : إن ظاهر الأمر قد يكون باطن الخف أولى بالمسح لأنه هو الذي باشر التراب والأوساخ ، لكن عند التأمل نجد أن مسح أعلى الخف هو الأعلى والذي يدل عليه العقل ، لأن هذا المسح لا يراد به التنظيف والتنقية ، وإنما يراد به التعبد ، ولو أننا مسحنا أسفل الخف لكان ذلك تلويثاً له " .

والله أعلم .

يراجع الشرح الممتع لابن عثيمين ج/1 ص/213.

‏قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
كفى بالموت واعظاً ، وكفى بالدهر مفرقاً ، اليوم في الدور ، وغداً في القبور .
~
لطائف المعارف [١٠٨]

لقد هزلت حتى بدا من هزالها ............. كلاها وحتى سامها كل مفلسِ

‏قال رسول اللهﷺ
.
صلُّوا أيُّها النَّاسُ في بيوتِكِم فإنَّ أفضلَ صَلاةِ المرءِ في بَيتِه إلَّا الصَّلاةَ المكتوبةَ
.
الألباني صحيح الترغيب440

‏قال الشعبي :

كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ :

إِنَّ الإِحْسَانَ لَيْسَ أَنْ تُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ إِنَّمَا تِلْكَ مُكَافَأَةٌ بِالْمَعْرُوفِ

وَلَكِنَّ الإِحْسَانَ أَنْ تُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ

(أحمد في الزهد ٣١٧)

الوارد عند رؤية أي هلال من الأهلة هو ما رواه الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند رؤية الهلال: اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله.

وفي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد - ثلاثا - أمنت بالذي خلقك ثلاث مرات، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا. والحديث ضعف بعض أهل العلم سنده.

والله أعلم.

عَن جَابِر رَضي اللهُ عَنهٍُ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا ، فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا ، وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا ، وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ ، وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي " .

رَواه مُسلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
‏الذنب يتغلظ بتكراره ، وبالإصرار عليه ، وبما يقترن به من سيئات أُخر .
~
مجموع الفتاوى [٦٥٩/١١]


كان سفيان بن عيينة دائما يتمثل هذا البيت:
إذا المرء كانت له فكرة *** ففي كل شئ له عبرة

وقال: "للتفكر مفتاح الرحمة ألا ترى أنه يتفكر فيتوب"


🌴🌴🌴🌴؛
عن أبي الأحوص عن أبيه قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قشف الهيئة؛
فقال: هل لك من مال؟
قلت: نعم.
قال: من أي المال؟
قلت: من كل المال؟ من الإبل؛ والرقيق؛ والخيل؛ والغنم.
فقال: (إذا أتاك الله مالا فلير عليك).
رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة؛ وصححه الألباني.
🌴🌴🌴🌴؛

من أذكار المساء

(أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)
----
من قالها حين يمسي ثلاث مرات لم تضرّه حُمَة تلك الليلة، أخرجه أحمد، ٢/ ٢٩٠، برقم ٧٨٩٨، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم ٥٩٠، وابن السني، برقم ٦٨، وانظر: صحيح الترمذي، ٣/١٨٧، وصحيح ابن ماجه، ٢/٢٦٦، وتحفة الأخيار لابن باز، ص٤٥ .

أطفال يعثرون على حقيبة بها مال في أصيلة. فماذا صنعوا؟

الحمد لله لا يزال الخير في الأمة.
يستحقون على فعلهم هذا أوسمة ملكية.
هوية بريس_ المغرب.

هؤلاء التلاميذ (الصورة) هم أبطال حادث العثور على حقيبة مالية بساحة شارع محمد الخامس وسط مدينة أصيلة والتي تعود لمهاجر مغربي مقيم بالديار الهولندية، فأثناء عودتهم من المدرسة حيث بتابعون دراستهم بمدرسة الإمام الأصيلي ولدى وصولهم إلى ساحة محمد الخامس عثروا على حقيبة يدوية وبداخلها مبلغ مالي قدر بثلاثة ملايين سنتيم وأوراق نقدية من عملة “الأورو” وجوازات سفر.
يقول هؤلاء الشجعان، حسب موقع “البوغاز نيوز“، أنهم رغم محاولة بعض المتشردين بعين المكان من أجل السطو على الحقيبة اليدوية إلا أنهم تمكنوا من الفرار منهم وتوجهوا مباشرة إلى مفوضية أمن أصيلة للتبليغ عن الحادث حيث أخبروا رجال الأمن أن عثروا على الحقيبة فوق مدرج الساحة.
ولحسن الصدف أن صاحب الحقيبة المالية الذي فطن لأمر نسيانه ، هرع مسرعا إلى عين المكان فلم بعثر عليها ليتجه مباشرة في حالة هيسترية إلى “الكوميساربة” للتبليغ عن السرقة، حيث لم بخطر في باله أن الحقيبة التي ضاعت منه سقطت في أيادي آمنة.

عناصر الشرطة القضائية التي تعاملت مع القضية بكل جدية تحت الإشراف المباشر لرئيس مفوضية أمن أصيلة، أخبرت المهاجر المغربي أن حقيبته المالية والوئائق التي كانت بداخلها في الأمان ، بعدما عثر عليها تلاميذ لم يبلغ سنهم 15 سنة، الأمر الذي جعل صاحب الحقيبة يجهش بكاء فرحا بالسلوك الأخلاقي الذي اتسم به الشجعان خاصة وأنهم مازلوا في سن الزهور؛ حيث أخبر الفرسان الثلاثة صاحب الحقيبة أن نشئتهم وتربيتهم وسط أسرهم المحافظة ، علمتهم الإبتعاد عن كل ما هو حرام الذي نهى عنه ديننا الحنيف، وفقا للبوغاز نيوز.

السبت، 11 نوفمبر 2017

مراجعة كتاب "صحيح البخاري: نهاية أسطورة

"

خالد التايدي10-نونبر-2017

1-في البدء

إنْ كان "طه حسين" في كلمته التي قدمها بين يدي كتاب أبي رية "أضواء على السنة المحمدية" أثنى على جهد أبي رية وأعلى من مقامه، إلا أن ناشر كتاب "الأسطورة" رغم اتفاقه مع "طه" في الثناء على الجهد غير أنه من حيث لم يتفطن أزرى بالكتاب وسطر عبارة طريفة يقول فيها: إن "الباحث لم يأت بشيء من عنده" (الأسطورة، ص 12)؛ فجاءت هذه المراجعة لتثبت هذه الدعوى وتبرهن عليها.

وقد كان في العزم أن تأخذ المراجعة مسارها المعتاد؛ بحيث تتصدى للأفكار وعرضها ومن ثم مناقشتها، لكني تفاجأت أثناء القراءة أني بإزاء مجموعة عقول وأساليب متباينة، تارة تعلو وأخرى تنزل لمستوى لا يليق ببحث أكاديمي "لم يسبق إليه أحد" بتعبير الناشر، علاوة على نوع تناقض في الأفكار لا تخطئها عين القارئ، يستدل على ثبوت أمر في مبحث وينفه في مبحث لاحق، إضافة لغياب صارخ للمصادر والمراجع؛ كل أولئك يوحي بأن ثمة سرقة لجهود الآخرين نُسبت زورا للأستاذ "رشيد أيلال"؛ فتغير المسار من مناقشة الفكرة إلى التثبت من نسبتها وقائلها، وتاليا للجواب عن السؤال المتمخض من حالة السرقة العلمية: ما مدى أهلية الكاتب لخوض غمار بحث يحطم من خلاله "أسطورة البخاري" معتمدا على معاول مُعارة، بل ومسروقة؟!

2-بنية الكتاب

تَجسّد جهد الكاتب في لمّ شتات جهد الآخرين وتوزيعه على فصول خمسة. وسأعتني بالأفكار المركزية لكل فصل وأحيل على آبائها الشرعيين؛ تجنبا للإسهاب، وإلا فالأفكار الهامشية والنقاشات والاعتراضات التي يبديها داخل المباحث؛ أيضا لا تصح نسبتها للكاتب. وعندي على ذلك عشرات الشواهد:

1- "الفصل الأول: آفة تدوين الحديث" تناول في مباحثه: إشكالية تدوين السنة وأحاديث النهي عن الكتابة وترجيحها، والحكم بالوضع على أحاديث الإذن بالكتابة، وامتناع الصحابة عن التدوين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو في هذا لم يخرج عما قاله أبو رية في كتابه "أضواء على السنة المحمدية" من الصفحة 19 إلى 29، طبعة دار المعارف.

2- "الفصل الثاني: آفة علم الحديث" تطرق في المبحث الأول لمصطلح "الحديث" وأنه ما ينبغي إطلاقه على المرويات إنما هو خاص بوصف كلام الله. وترجع أصل الفكرة للدكتور محمد شحرور لما عهد عليه من تشقيقاته اللغوية ومخالفته للجميع. ينظر، "الكتاب والقرآن" لشحرور، ص 93. ومقال على موقع (أهل القرآن) بعنوان:"الحديث هو القرآن". ثم انتقل في مباحث تالية لنزع صفة العلمية عن مجاليْ الحديث والرجال وزعم بأنهما ليسا بعلم، إنما خرافة وأكذوبة، وهو مقلد في هذا الزعم للمستشرق "شبرنجر" لكن بواسطة؛ إذ أخذ الفكرة من مقال على موقع (شبكة المسلمين المعاصرين) بعنوان:"السنة والسياسة". وما يرجح ذلك؛ توافق في الأفكار وبعض استدلالات صاحب المقال نجدها مبثوثة في الكتاب. ثم جعل الدليل على عدم علمية "علم الرجال" كونهم يستدلون على الحقيقة بالرجال ويهتمون بمن قال أكثر مما قال، وهي عبارة بالنص أخذها بلا عزو عن صاحب كتاب "جناية البخاري" ص، 19. يواصل جنايته على صاحب جناية البخاري ويسرق منه فكرة مفادها أن "علم الحديث سبب في تخلف الأمة وتعلقها بالخرافات. ص 26 من كتاب الجناية.

3- "الفصل الثالث: أسطورة البخاري" هذا الفصل مع الذي يليه يشكلان الفكرة الجوهرية للكتاب. قصد منه المؤلف إبراز هالة التقديس التي حفت بشخص البخاري، والأساطير التي نسجت حول حياته وقدراته وكراماته والإجماع المزعوم حول صحيحه. وهو في كل ذلك عالة على النجمي صاحب كتاب "أضواء على الصحيحن" أخذ منه كل مادة الفصل، أفكاره وأدلته، وهو أذكى من أن يقوم بسلخ الفصل كما هو في الكتاب، إنما يقدم ويؤخر بنوع من المكر؛ تمويها على القارئ وتضليلا أن يتفطن لسرقته، وانظر إن شئت الفصل الثالث من كتاب الأضواء، من صفحة 75 إلى 91، وقارنه بالفصل الثالث من الأسطورة ستصاب بالذعر والدهشة؛ أنى لباحث بكل هذه الجرأة؟!

4- "الفصل الرابع: سقوط الأسطورة" رام الكاتب من خلاله محاكمة البخاري للغة الأرقام الصماء –بتعبيره- وقسمة عدد الأحاديث على الساعات والأيام، واعتمد في ذلك على مقال لعبد الفتاح عساكر نقله بكامله مع عزو إليه. ثم في مبحث موال أورد إجماع العلماء على أن كل ما في البخاري صحيح وذكر ما يفند هذا القول بذكر انتقادات الأعلام لكثير من أحاديث البخاري ونسخ مقال" الرد الملجم" مع الإحالة. وتتمثل سرقته في المبحث المعنون بـــ "البخاري مجروح ومتروك" كونه لم يحل على المصدر واستفاد من أفكار وأدلة نجدها في كتاب "أضواء على الصحيحن"، من صفحة 73 إلى 86.

5- أما في "الفصل الخامس: من ألف البخاري" فنجده يردد إشكالات طرحها المستشرق "جنمانا" تتمثل في: عدم توفر النسخة التي خطها البخاري بيده، واختلافات واقعة في نسخ البخاري مما يدل على تصرف الرواة. وأفكار "جنمانا" تعج بها المواقع كل ينقل عن الآخر. وباقي الفصل نقولات عن أبي رية معزو إليها، وإحالة على بحث حول الروايات المنتقدة بسبب اختلاف النسخ. لنصل للمحصلة النهائية والسؤال الأهم: ما جديد الكاتب، وأي فكرة كان له فضل السبق إليها، وأي تحليل ودراسة للأفكار والمعطيات قدمها ؟! فالكتاب: لا جديد فيه لا على مستوى الأفكار ولا التحليل ولا مقاربات جديدة لأفكار سُبق إليها..اجترار لما قيل بلا عزو في كثير من الحالات، ثم نسمع ضجيجا حول "أسطورة تحطمت"!

3-أهلية الكاتب:

إن الخائض في مجال نقد المرويات وكتبها، المخطوط منها والمطبوع، لا بد أن يتوفر فيه شرطان: تمكّن من علم الحديث، ودراية بمجال المخطوطات، ولا نجد أيا منها متوفرا في الكاتب، فلا هو متخصص في الحديث ولا دراية له إطلاقا بالمخطوطات، وقد سئل عن ذلك في أحد الحوارات فأجاب: "لست متخصصا لكن لي حرية التعبير". يتضح من جواب المؤلف أن لا فرق عنده بين مقام البحث العملي وبين التدوين الفيسبوكي والمقالي الذي لا يخضع لأي صرامة منهجية. وسأورد بعض الشواهد على عدم تمكن الباحث وأنه أجنبي عن الحقل المعرفي.

‌أ- التناقض المنهجي:

الكاتب لا يعترف بالمنظومة الحديثية ولا بعلم الرجال، ثم يستدل لقناعته-التي نقلها- من داخل المنظومة التي لا يرى اعتبارا لها. فمثلا يستدل على عدم تدوين الحديث زمن النبوة وبعدها بمرويات في البخاري وغيره من المدونات التي يراها أسطورة، وهذا استدلال بمحل النزاع مخل بأدبيات البحث المعرفي. قد يقول قائل: إنه في مقام المحاجّة وعليه أن يستدل بالقدر المشترك بين المتجادلين، وهذه مغالطة تضاف لسابقتها؛ إذ الكاتب ليس في معرض المناظرة وإنما التأليف والتأسيس لأفكاره، وفي التأليف لا تراعى منظومة المخالِف إنما يؤتى عليها بالنقض لا أن يستدل بشيء منها على صحة مذهب الناقض. فالمستشرق مثلا أكثر اتساقا منهجيا حينما يطعن في المنظومة الحديثية من خارجها؛ إذ يستعين بقواعد النقد التاريخي وعلم المخطوات والوثائق، ولا يشحن كتابه بالمرويات إلا من باب الاعتراض وبيان الزيف والوضع، لا لصحة أفكاره.

لا دراية له بعلم الحديث:

تعليقاته على بعض النقولات الدقيقة أبانت مستوى الكاتب وخلفيته في هذا المجال، فنجده مثلا عند فرحه بلغة الأرقام وقسمة عدد الأحاديث على الأيام والسنوات من حياة البخاري؛ ليطعن في صحة قول الأخير إنه انتقى صحيحه من 600.000 حديث، لو كان له بعض الإلمام بمصطلحات القوم لعَلم أن المراد بالحديث هنا طرق الحديث لا متنه، إذ لفظة "الحديث" تطلق تارة ويراد بها المتن وتارة يراد بها طريق المتن أي السند، فقد تجد للمتن الواحد 100 طريق كلها تسمى حديثا! ضف إلى ذلك، عدم تفرقته بين الحديث المتواتر والحديث المتعدد الطرق، فيظن أن ما تعددت طرقه فهو المتواتر (ص، 127) وهذا ما لا يقع من مبتدئ في علم الحديث.

‌ب- لا دراية له بالمخطوطات: قد كفانا تصريحه المتقدم عن إيراد أي مثال، وسنورده ليتنبه القارئ مع أي نوع من الباحثين هو: يستدل بالعدم على العدم، فنراه يقول: بما أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة لا تشتمل على النسخة الأصلية للبخاري؛ فهذا دليل على عدم توفرها في مكتبات العالم!(ص،241).

‌ج- لغة الخطاب: يفتقر أسلوب الكاتب للصرامة المنهجية، والخطاب الموضوعي الذي يتقصّد الفكرة لا التهجم، لا يعلق على نقولاته أو يناقش إلا بعبارات مستفزة طافحة بالقدح والتهكم والسخرية، هذا بعد تسليمنا جدلا بأن له أفكارا يناقشها وإلا فهو مجرد ناقل غير أمين. وهي الخصيصة الأبرز لمن اطلع على الكتاب في ضوء المصادر الأصلية لمادته العلمية المشار إليها سلفا.

4- الهيكلة:

بلغ عدد صفحات الكتاب 280، إن حذفنا صفحات البداية والمقدمتين تكون المحصلة:263 صفحة. قد نقل الكاتب جردا وسلخا بلا سرقة 126 صفحة، أي زهاء 50% من مادة الكتاب مجرد نقول باعتراف الكاتب. ولتوقن بأني غير مبالغ، ففي موطن واحد نقل 77 صفحة بلا أي تعقيب منه، غياب تام لشخصية الباحث، وهذا في العرف البحثي مرفوض بشكل قاطع. أما إن اضفننا الفقرات المسروقة والأفكار مع كثرتها، فماذا يبقى لنا من الكتاب؟!

5- في الختام:

لعلي وفيت بما وعدت به في البدء، وتجلت حقيقة الكتاب وقيمته المعرفية ومكانة صاحبه العملية، لكن الحكاية لم تتوقف هنا، وإشكالات المستشرق "شبرنجر" ومن نقلها عنه كأبي رية وغيره ما زالت قائمة تهز قناعات كثير من الشباب، وما احتفاء بعضهم بمثل هذا الكتاب الذي أحدث ضجة رغم معايبه وانعدام نزاهة صاحبه إلا خير دليل. فيجب أن تتظافر الجهود لكتابة مقالات وأبحاث علمية هادئة تردّ على ما جاء في الكتاب من إشكالات أعاد إحيائها نقلا وبلا أمانة "الأستاذ رشيد"، والذي يمثل أسطورة بحثية تحطمت.