الى سلفيّة (حزب النُّور):
ارْجِعوا إلى (الثغور)، وتراجَعُوا عن (الجُحور!)..
نعم-والله-هو هذا –ليس لكم غيرُه-؛ فلم يعرفْكم المصريّون الطيِّبون –فضلاً عن كثير من المسلمين-في أنحاء المعمورة-كلِّها-إلا بما وفّقكم الله إليه من حراسة (ثُغور) العلم ، والعقيدة ، والسنة ، والأخلاق , والسلوك...
لم يعرفوكم إلا أنكم تُريدون للناس الخير ؛ لا تُريدون منهم أيَّ مُقابل أو أجر!
لم يعرفوكم إلا داعين إلى الحق ، واضحين في الحقّ...
لم يعرفوكم إلا أهلَ سُنّة ؛ لم تتلوّثوا بـ (جُحور!) الحزبيّة ، ولم تحرفْكم زخارفُ البدعة...
وكلُّ هذه –وما إليها- أصولٌ كبرى-بسلبها وإيجابها- ؛ كان حريّاً بكم-وفقكم الله إلى ما فيه مزيدُ هداه-أن لا تُغادروا حقّها-ألبتّة-!
ولكنْ ؛ قَدَرُ الله وما شاء فَعَل..
فقد جرى ما جرى ، وحصل ما حَصَل..
وعليه ؛ فإني سائلُكم بربِّكم-جلَّ في عُلاه ، وعظُم في عالي سماه-واصْدُقوا أنفسَكم الجوابَ-:
هل أنتم -اليومَ-كما أنتم-بالأمسِ-؟!
... سواءً في خاصّة أنفسِكم ! أو في نظرة عامّة المصريِّين الطيّبين إليكم ، وموقفهم منكم!؟
أم خَفِيَ عليكم أنَّ ما ارتبط في أذهان المصريِّين عنكم –ولا يكاد يتزحزح!–من مجموع مواقفكم ، ومجهوداتكم ، ونشاطكم –إنْ بسبب الإعلام الخبيث الموجّه ضدّكم!وإنْ بسبب أخطاء بعض دعاتكم!!-إلا أحداث(أذان البرلمان!)،و(وعملية تجميل الأنف!)،و(خلوة السيارة!!)-بغضّ النظر عن حقها وباطلها!-!؟!
بل حتى البرلمان -الذي فاز عددٌ كبيرٌ منكم بمقاعدَ فيه- : حُلَّ!!
وحتى الرئاسة -التي لولا أصواتُكم لَـمَا فاز مَن فاز بها -: خرجتم منها –كما يقول طيِّبو المصريين!-من (المولد!) بلا حمّص!-سوى منصب فخريّ صُوريّ (!) –وحيد!- اسماً بلا جسم!- شارككم بمثلِه فنّان ! وقِبْطي! وامرأة- و..و..-!!
أين ما ميّزكم الله به ؛ فعُرفتم به–على مستوى العالم ؛ ولا أقول: الجمهورية!-من العلم ، والتعليم ، والسنة ، والعقيدة ؟!
إن السياسة يستطيع الخوضَ فيها كلُّ أحد!! بينما الدعوة إلى الله على بصيرة اختيارٌ من الله -تعالى-لا يقدر عليها-بحق-إلا الموفّقون؟!
وما يجري –الآن-في مصرَ-من مخطّطات!وألاعيب!وتحرّكات!!-أكبرُ -بكثيرٍ-منكم!بل لن يكونَ لوجودكم في خِضمّه إلا مزيدُ التشتيت!والتخذيل!!والصراع!!!
فأنتم –شئتم أم أبيتم!عَلِمتم أم جهلتم!- صرتم –بسبب كثيرٍ من فعائلكم!ومواقفكم-في مصرَ الثورة!وما بعد الثورة!- نسخةً مكرّرة عن (جماعة الإخوان المسلمين)- التي تعرفون خفايا خباياها أكثرَ مما نعرف! وتعلمون أحابيلَ قادتِها وساستها أكثرَ مما نعلم!!-بل همس لي بعضُ أكبر كبار دعاتكم : بأن (جماعات الإخوان المسلمين) -في غير مصر- خيرٌ بكثيييير(!)من (الجماعة) التي في مصر لـ ...!-!
والعجبُ لا يكاد ينقضي من داعية إلى الله-تعالى-لم يعرفه المدعوّون إلا بتأثيره السُّلوكيّ الأخلاقيّ-: إذا به يَؤُولُ-من بركات (ميدان التحرير!)-إلى (الشيخ الثوريّ)!!
ويا ليت-مع هذا وذاك وذيّاك- لو كان (الدستور المصري !)-الجديد-موضع الصراع والصِّدام-يستحق كل هذا الزخَم والجُهد –بل الفتن والمحن- الجاري من طَرَفَي الصراع -هناك-: لَهان الخَطْبُ!! ولكنه -بجملته-طبعة جديدة-منقّحة غير مَزيدة!- من الدستور المصري الأول-بصيغته المتوارَثة!-إلا في عبارات وألفاظ ونقاط ليست بذات أثر فيما تُنادون به ، وتَتنادَوْن بسببه-أيها السلفيّون-!
وما موقفُ بعض أفاضل الدعاة المصريِّين-كالشيخ العدوي، والدكتور السرساوي-وغيرهما-وفقهم الله إلى مزيد هداه-ممن كان معكم ،وبينكم-في إنكاره واستنكاره لهذا -كله-إلا بعضَ دليلٍ على ما قلتُ-!
وهذا الموقف-من هؤلاء الدعاة-سيكون له-ولا بد-دعاة ومناصرون ومؤيِّدون؛ مما سينقل دائرةَ الخلاف-ولا أريد أن أقول: الصراع!- بينكم أنتم -أنفسكم-؛ ليس بينكم وبين الليبراليين والعلمانيين! فضلاً عن أن يكون بينكم وبين (جماعة الإخوان المسلمين) –الذين يُباين منهجُهم منهجَكم!وفكرُهم فكرَكم-!!
وهذا –بلا شك-هو الربح الأكبر ، والصيد السمين (!) الذي أنلتموه -بأيديكم-أعداءكم وخصومَكم!
إن موازين السياسة –عند مَن يدريها-مرتبطةٌ -وجوداً وعدماً-بمقدار المكتسبات الناتجة عن ممارستها ، والخوض فيها ، والانغماس-إلى شحمتي الأذنين-في أنفاقها ونِفاقها -بغضّ النظر عن مدى شرعيّتها!-عندهم!-:
فأين هي مكتسباتكم(الشرعية)-أنتم-!؟
أين هي نتائج انشغالكم السياسي ، وانخراطكم الحزبي-بما يوافق هدي الكتاب والسنة الذي لا تزالون تتمسّـ [ك/ح] ـون بهما-!؟
الشعب المصري العظيم بحاجة إلى العقيدة الحقة والدين الصحيح أكثر من حاجته-والله- إلى الخُبز، والأَرُزّ, والإوَزّ!
الشعب المصري الطيّب بحاجة إلى تكثيف جهودكم الدعوية لتعليمه ما يقرّبه إلى الله ، ويُبعده عمّا يُخالف أمرَه –في قليل وكثير-والاستعداد الذي عنده لتحقيق ذلك كبيرٌ كبير-..
لقد تأثّر الشعب المصري الطيب بجهودكم العلمية -المشهود لها-وبخاصة في الفضائيّات- مما كان له دورٌ كبيرٌ في أن يقدّمكم-وأنتم أبناء الساعة!-كثيراً-جداً- على غيركم من الأحزاب القومية والليبرالية واليسارية-حتى الإسلامية!-من أبناء الأمس البعيد!-؛ أفلا تخشَوْن أن تنعكسَ الصورة وتنقلبَ القضية –وبأسرعَ مما تتصوّرون-نتيجة هذه المآسي المتكاثرة التي أنتم –بينها- أشبهُ بريشة في مهبّ الريح!ولستم -فيها- اللاعب الأوحد!ولا المؤثّر الأكبر!!
ولْيكن لكم أعظمُ واعظٍ في التفكّر بصَنيع ذلك السياسي (المصري/الإسلامي) الكبير ؛ الذي وصل في الرئاسة إلى أذنَيه! وفي السياسة –ولعله بسبب صدقه مع نفسه- إلى معرفة ما له وما عليه! مستقيلاً من منصبه الحسّاس ، مقدّراً عُسرَ الموقف وصعوبةَ الظرف بين الشعب والناس!
إن الجاريَ -اليومَ-على ثَرى مصر الدين والحضارة والتاريخ-مغامرةٌ أقربُ إلى أن تكون مغامرة!
فاعرفوا مواقعَ أقدامكم ، وآثارَ مجهوداتكم ؛ مخافةَ أن يَضيع ذلك -كلُّه-أو أكثرُه-سُدى –وحبّذا أن يكون بلا صَدى!-؛ بل الخشية الكبرى: أن تنقلب الثقة بكم إلى شكّ! والتأثّر فيكم إلى صدمة!!والسماع لكلامكم إلى انعكاس!!!
فـ :
دَعُوا (جُحورَ!) السياسةِ لمن رضي لنفسه ظلمَها وظلامَها..
دَعُوا (جُحورَ!)السياسةِ لمن تعوّد التلوّن بحسب الظروف!والتغيُّرَ وَفْقَ حسابات الربح والخسارة!
دَعُوا (جُحورَ!)السياسةِ لمن أسّس حزبَه - وروّض نفسَه- على الانتهازية باسم الدين!والاستغلال لعواطف جماهير المسلمين!!
وارجعوا –واثبُتوا- إلى ما كنتم عليه من لزوم (ثُغور)العلم الصحيح ، والعقيدة الحقة ؛ فلم يكن لكم حضورٌ إلا بها ، ولن يكون لكم استمرارٌ إلا في ظلّها...
ارجعوا –واثبتوا- إلى مبادئ الشريعة التي عُرفتم بالدعوة إليها ، والاجتماع عليها..
ارجعوا –واثبتوا-إلى تحقيق الأخوّة الإسلامية الشاملة ، والتي تتناقضُ-طُرّاً-مع أدنى أدنى صُور التحزّب البغيض ، وما يُنتجه من تعامل مريض ، ومضادّة للحقّ وتحريض !
وبعد:
فليكن العنوانُ الذي تحزّبتم إليه - وانضويتم تحته-وهو –في نفسه-حق : (النور!)-سبيلاً يذكّركم بالظلام الذي مِلتم إليه ، وصرتم عليه...
فلا حزبية مع (النور)..
ولا تلوّن مع (النور)..
ولا مداهنة مع (النور)..
وكذلك:
لا ثبات إلا مع (النور)..
ولا دعوة إلا مع (النور)..
ولا هدى إلا مع (النور)..
....هذه كلماتُ محبٍّ لمصرَ الخيرَ..
ومحب لكل مسلمٍ الخيرَ..
فاسمعوا وَعُوا..
و إلى (ثغور)الدعوة -والتعليم-:ارْجِعوا ، وعن (جُحور) الحزبية-والسياسة- تراجَعُوا...
حتى لا يكونَ منكم –كيفما آلَ الأمرُ أو كان -إلا (النور)-بحقّ إلى الحقّ-؛ دعوةً إلى الأمن والأمان والإيمان...
وأما أهل البلاد (العربية/الإسلامية) الأخرى ؛ فلْيستفيدوا مما يجري في مصرَ-الشقيقة الكبرى-..
فالتجربة مُرّة..وفيها عبرةٌ-وأية عبرة-..
و(السعيد مو وُعظ بغيره)-سواءً في شرّه وخيره-...
هذه أصول دعوتكم التي إليها تنتسبون...
وهي-نفسها-طرائق علمائكم الذين بهم تفتخرون...
فلعلكم -بذا-ترجعون وتتذكَرون ما كنت قد نصحتكم به قبل هذا الذي كان و..يكون!
هذا المقال للشيخ علي الحلبي.
والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.