ﻧﺺ ﺍﻟﻤﻄﻮﻳﺔ :
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺜﻨﻰ ﻭﺛﻼﺙ ﻭﺭﺑﺎﻉ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺒﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﺪﻝ ﻓﻴﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺸﺮﻉ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﻴﻢ ﺧﺒﻴﺮ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺭﺅﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﺣﻲ ﻳﻮﺣﻰ، ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺣﻖ ﻭﻓﻌﻠﻪ
ﻛﺬﻟﻚ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﻣﺎ ﺇﻻ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﻘﺮﺃ ﺷﻴﺌﺎً
ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻻ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ، ﻓﻘﺪ
ﺷﺮﻋﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺃﺑﺎﺣﻪ ﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻫﺮﺓ ﻭﻏﺎﻳﺎﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺳﺎﻣﻴﺔ،
ﺗﻄﻬﻴﺮﺍً ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﺍً ﻟﻠﺮﺫﺍﺋﻞ ﻭﺃﻣﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺣﻔﻈﺎً
ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﻛﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﺍﻥ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﻧﺘﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﺍﻵﺛﺎﻡ، ﻷﻥ
ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻼ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﺍﻟﻔﺎﻗﺔ
ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻮﺣﺸﺔ
ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻟﻴﺘﺼﻮﺭ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﺧﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺗﻬﺎ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﺃﻭ ﻟﺘﺘﺼﻮﺭ ﺣﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺳﻴﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ؟ !
ﻫﻞ ﺳﻴﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﻋﻤﺮﻩ؟
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﻴﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻼﺗﻲ
ﻳﻨﺘﻈﺮﻥ ﻧﺼﻒ ﺃﻭ ﺭﺑﻊ ﺭﺟﻞ؟
ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻫﻮ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻭﻻً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎً ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻨﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ: )) ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﻧﻲ ﺣﺮﻣﺖ
ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺑﻨﻴﻜﻢ ﻣﺤﺮﻣﺎً ﻓﻼ ﺗﻈﺎﻟﻤﻮﺍ (( [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ]
ﺃﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺛﻢ ﻳﺒﻴﺢ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﻓﻴﻪ ﻇﻠﻢ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ؟
ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍً !!!
ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻻ
ﻳﻀﺮﻫﺎ
} ﺃَﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﻦْ ﺧَﻠَﻖَ ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟﻠَّﻄِﻴﻒُ ﺍﻟْﺨَﺒِﻴﺮُ { [ﺍﻟﻤﻠﻚ : 14 ]
} ﻗُﻞْ ﺃَﺃَﻧﺘُﻢْ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺃَﻡِ ﺍﻟﻠّﻪُ{ [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 140 ]
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ،
ﻭﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪﻡ ﺗﻌﻄﻞ ﻣﻨﺎﻓﻌﻪ، ﻭﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻧﺴﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻮ
ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﺣﻜﻴﻢ ﺧﺒﻴﺮ، ﻻ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﺑﻜﻔﺮ ﺃﻭ
ﻧﻔﺎﻕ ﺃﻭ ﻋﻨﺎﺩ.
ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﻟﺴﻨﺎ ﻟﻮﺣﺪﻧﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﻧﻄﺎﻟﺐ ﻓﻴﻪ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻵﻥ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻣﺎ ﺣﻞ
ﺑﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﻴﻘﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺃﺛﺮ
ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻀﻌﻒ ﻧﺴﻠﻬﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪﻫﺎ ﻗﻠﺔ
ﺗﻬﺪﺩ ﺑﺎﻻﻧﻘﺮﺍﺽ، ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺡ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺘﻤﻨﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﻭﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻷﻓﺮﻧﺞ ﺻﺮﺣﻦ ﺑﺘﻤﻨﻲ
ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﻴﻢ ﻭﻛﻔﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﺗﺮﻛﻦ ﻭﺗﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻴﺰﻭﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﺭﺑﺎﺕ ﺑﻴﻮﺕ
ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﻷﻭﻻﺩ ﺷﺮﻋﻴﻴﻦ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ( ﺑﺮﺗﺮﺍﻧﺪﺭﺳﻞ ):
" ﺇﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎً ﺻﺎﺭﻣﺎً ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺽ
ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻣﺘﺴﺎﻭ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، ﻭﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ
ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻗﺴﻮﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﺗﻀﻄﺮﻫﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻋﺎﻧﺴﺎﺕ"
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ
ﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻫﻲ ﺃﻗﻮﻡ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺃﻋﺪﻟﻬﺎ ﻷﻣﻮﺭ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻼﺕ ﻣﻨﻬﺎ:
-1 ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺟﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻗﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮﺿﺎً ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻛﺎﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻓﻠﻮ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺒﻘﻲ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺯﻭﺍﺝ، ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﻮﻉ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ.
-2 ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻻ ﺗﻨﺠﺐ ﻭﻫﻮ
ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻷﻭﻻﺩ، ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺛﻢ ﺗﻤﺮﺽ ﻣﺮﺿﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﻴﻨﻬﺎ؟ ! ﻫﻞ ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺃﻭ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺠﺐ؟ ! ﺃﻭ ﻳﺒﻘﻴﻬﺎ
ﻭﻳﻘﻲ ﻫﻮ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻭﻻﺩ؟ !
ﺇﻧﻪ ﺇﻥ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﻇﻠﻢ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻘﻲ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻬﻮ ﻇﻠﻢ ﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎً، ﻓﺎﻟﺤﻞ ﺇﺫﺍً ﺗﺒﻘﻰ
ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻪ ﻣﻌﺰﺯﺓ ﻣﻜﺮﻣﺔ ﻭﻳﺘﺰﻭﺝ ﺑﺄﺧﺮﻯ.
-3 ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻷﻥ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻴﻼً ﺟﻨﺴﻴﺎً
ﻗﻮﻳﺎً ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﻤﻞ؟
ﻫﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﻣﻜﺒﻮﺗﺎً ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﺸﻌﻮﺭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺃﻭ
ﻳﺬﻫﺐ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﺃﻭ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﺻﻮﺏ؟َ !
-4 ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺴﺘﻌﺪﺍﺕ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ
ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺃﻣﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻞ ﺗﺘﻌﻄﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺑﺪﻭﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﻭﻫﻦ ﺟﺎﻫﺰﺍﺕ؟
ﺇﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﻬﺮﺍً ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺮ
ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻭﻳﺮﻏﺐ ﺑﺄﺧﺮﻯ، ﻓﻬﻞ ﺗﻌﻄﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ؟ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ
ﻓﻴﻪ ﻇﻠﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ.
ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺇﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﻃﺎﻟﺒﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻣﺴﻤﻠﺔ
ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻋﺎﻃﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺯﻭﺟﺎً ﻭﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺭﺑﻊ ﺯﻭﺝ، ﻟﻜﻦ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺎﺕ ﻻ ﻳﺮﻏﺒﻦ ﺫﻟﻚ، ﺑﻞ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﻦ ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﺗﺮﻛﻮﻫﺎ
ﺗﺠﻠﺲ ﺑﺪﻭﻥ ﺯﻭﺝ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻠﻤﺔ، ﺍﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﺗﻤﻮﺕ ﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻻ ﺗﺄﺧﺬ
ﻣﻨﻲ ﺯﻭﺟﻲ، ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﺎﺕ، ﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻧﻈﺮ ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ، ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﻨﻊ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻊ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻄﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻞ؟
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺼﺎﺭﻡ
ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺇﻻ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﻳﺠﺎﺭﻳﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺮﺗﻬﻢ ﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻓﻼ
ﻳﺪﻭﺭﻭﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﻦ ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮﻥ ﺇﻻ ﺑﻤﻨﻈﺎﺭﻫﻢ، ﻭﺇﻻ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ ﻭﺭﺍﺑﻌﺔ، ﻣﺎﺩﺍﻡ
ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﺃﻫﻮ ﺣﺐ ﺍﻟﺰﻭﺝ
ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﺎﻣﺎً ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ
ﺳﻔﺮﻩ ﻭﻋﻨﺪ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ؟ !
ﺃﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﻠﻚ ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺑﻪ؟ !
ﺃﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ؟ !
ﻟﺘﺘﺼﻮﺭ ﻛﻞ ﺯﻭﺟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺯﻭﺟﺎً
ﻟﺘﻌﺮﻑ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﺔ !!
ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ
ﺃﺧﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻨﺴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﻭﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ، ﻭﻣﺎ
ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻧﺒﺎً ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ، ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺤﻴﺔ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭﺃﻧﺎﻧﻴﺘﻬﺎ !!..
ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﻼ ﺯﻭﺝ ﻭﻻ ﻣﻌﻴﻞ
ﺇﺫ ﻗﺪ ﺗﻀﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺗﻠﺠﺌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ
ﻓﺘﻬﺪﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭﺗﻀﻴﻊ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ﻭﺗﺒﻴﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺄﺭﺧﺺ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﻣﺬﺑﺢ ﺍﻟﻔﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ؟ !
ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥِ{ [ﺍﻟﻨﺤﻞ : 90 ]
ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻱ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﺆﻭﻧﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ،
ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻣﺮ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﻥ
ﻳﻌﻄﻲ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﺣﻖ ﺣﻘﻬﺎ ﻣﺘﺄﺳﻴﺎً ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺃﻋﺪﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ.
ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺳﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻌﺪﺩﻳﻦ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺤﺴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﺴﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﻟﻠﺘﻌﺪﺩ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺒﻌﺎً ﻣﺨﻴﻔﺎً ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻷﻥ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻮ ﻋﺪﻝ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﻟﺴﻌﺪﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻻﻧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻳﻜﺮﻫﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻷﻥ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪﻟﻮﺍ ﻣﻌﻬﻦ، ﻓﺎﻟﺨﻄﺄ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺖ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺭﺿﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ
ﻳﺴﺘﺄﺻﻞ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭﻳﺪﺍﻭﻯ ﺍﻟﺴﻘﻢ، ﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻻﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ
ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ .
ﻭﻫﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺎﻗﻞ ﺑﺎﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺠﻨﺒﺎً ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻤﻦ ﻓﺴﺪﺕ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﺴﺠﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ
ﺇﺳﺎﺀﺓ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻻ ﺗﻌﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺬﻛﺮ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﻨﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻪ .
ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺭﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻟﻘﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﻛﺮﻫﻪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺃﻭ ﻳﺮﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻇﻠﻤﺎً ﺃﻭ ﻫﻀﻤﺎً ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ، ﺃﻭ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻻﺷﻚ ﻓﻲ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﻣﺮﻭﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺫَﻟِﻚَ
ﺑِﺄَﻧَّﻬُﻢْ ﻛَﺮِﻫُﻮﺍ ﻣَﺎ ﺃَﻧﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﺄَﺣْﺒَﻂَ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟَﻬُﻢْ{ [ﻣﺤﻤﺪ: 9 ]
ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺤﺬﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻼﻋﺒﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻧﺨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻮﻫﻮﻥ
ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﻳﺨﻮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻋﻦ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻬﺎ ﺩﻭﻥ
ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ.
ﻫﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﻛﻞ ﺯﻭﺟﺔ
ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺗﺮﺿﻲ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﺗﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻭﻓﻄﺮﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﻨﻪ،
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﻜﻴﺪ
ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺇﺧﻔﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﻴﻄﻠﻖ
ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﺒﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﻣﺘﻄﻔﻠﺔ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺳﺮﻗﺖ ﺯﻭﺟﺎً ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﺑﺎً ﻣﻦ ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻭﺑﻴﺘﻪ ﻣﻤﺎ
ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺨﺰﻱ ﺑﺴﺐ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﻣﺘﺰﻭﺝ، ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ ﺃﺑﺎﺡ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﺗﺤﺬﺭ ﺗﻌﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻌﺘﺬﺭﺓ ﺑﻤﺎ ﻓﻄﺮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻝ
ﺍﻷﻧﻮﺛﺔ، ﻭﻟﺘﻜﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺩﺍﻓﻌﺎً ﻟﻚ
ﻹﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺛﺎﻧﻴﺎً ﺑﻤﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﻏﻀﺒﻪ
ﻭﺣﺰﻧﻪ ﻛﻲ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮﻱ ﺑﻤﻮﺩﺗﻪ ﻭﺣﺒﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ، ﻓﺄﻧﺖ ﺑﺰﻭﺍﺟﻚ ﻣﻨﻪ ﻟﻢ
ﺗﻤﺘﻠﻜﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ، ﺃﻣﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻉ
ﻭﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻠﺰﻭﺝ ﻓﻼ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺑﺨﻼﻓﺎﺕ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻭﺣﻴﺎﺓ
ﺃﺳﺮﻳﺔ ﻗﻠﻘﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﺮ، ﻭﺧﻨﻖ ﻟﻠﺰﻭﺝ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﺤﻔﻴﻈﺘﻪ ﻭﺇﻳﻐﺎﺭ ﻟﺼﺪﺭﻩ، ﻭﻛﻞ
ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺤﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﻇﻼﻻً ﻗﺎﺗﻤﺔ ﻭﻳﺤﻴﻞ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﻟﻠﻌﻨﻜﺒﻮﺕ، ﻭﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻠﻴﻼﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﺪﻭﺓ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ
ﻭﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻏﻀﺐ ﺃﻭ
ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺃﻭ ﻛﺮﻩ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻫﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﻭ ﻃﻠﺐ ﻟﻠﻄﻼﻕ
ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻤﻦ ﻗﻞ ﻋﻠﻤﻬﻦ ﻭﺿﻌﻒ
ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻦ .
ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺑﻪ
ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻟﺘﺄﺻﻴﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺑﻪ ﺭﺟﺎﺀ ﺗﺼﺤﻴﺢ
ﻣﺎ ﺭﺍﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺧﺎﻃﺊ ﻋﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻇﻠﻤﺎً ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻀﻤﺎً ﻟﺤﻘﻬﺎ ﻭﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻏﺪﺍً ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﺷﺪ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺙ ﺟﻬﺎﺕ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﻨﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺍﺣﺘﻮﺍﺋﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻲ:
-1ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ: ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺭﻓﺾ ﻭﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺃﻭ ﻳﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ
ﻭﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ.
-2 ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ: ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﺩﺭﺍﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺿﻤﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺿﻤﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ ﻭﻳﻨﺸﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ
ﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻨﻪ.
-3 ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ: ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪﻩ ﻭﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ، ﺃﻭ
ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻀﻮﺭﺍً ﻧﺴﺎﺋﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً.
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻀﺎﻓﺮﺕ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺼﺒﺢ
ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﺍً ﻋﺎﺩﻳﺎً ﻭﻣﺄﻟﻮﻓﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ﻓﻴﺴﻬﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﺗﺨﻒ ﻭﻃﺄﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺗﺘﺤﺼﻦ
ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﺎﺕ ﻭﻳُﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻧﺲ ﻭﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺎﺕ ﻭﻳﺴﻌﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻣﻮﻗﻊ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.
مرحبا بكم في مدونة طريق الحسنى. أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم. وأن يجعل هذه المدونة خادمة للإسلام يستفيد منها الجميع. قال تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٦﴾} [سورة يونس 26]. قال ابن الجوزي-رحمه الله-: ""من أحب ألا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم"" (التذكرة ص 55). https://alhousnna.blogspot.com/
الخميس، 19 يونيو 2014
مطوية: التعدد نعمة وليس نقمة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.