س / هل لمنهج الخوارج كداعش وغيرها صلة من قريب أو بعيد بالدعوة السلفية دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ؟
الجواب :
إن " ربط الجماعات الغالية بالدعوة السلفية كالجمع بين الضب والنون (السمكة)
لكنها موجةٌ ركبها أخلاطٌ شتى
والقاسم المشترك بينها: الحقد أو الجهل المركب"
وفيما يلي يبين الشيخ د. صالح سندي كذب وزيف هذا الربط
" حمل حاتم الشريف في مقال له متشنج على كتاب الدرر السنية (وهو جمع لرسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب و أبنائه وتلاميذه في بيان التوحيد الذي جاءت به الرسل) ، واصما إياه بنشر الغلو في التكفير و" الدعشنة "!
حتى إنه ليخيل للجاهل به أنه يقطر سما ،
فدعونا نتأمل في هذا الكتاب بإنصاف وهدوء؛ لنرى صدق دعوى الشريف وهل هو حقا كتاب حمل نفَسا غاليا في مسائل التكفير أم كان يقررها بتوسط واعتدال؟
هل الذي أخرج لنا "داعش" قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
"المعيّن لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة .. إذا بلغه كلام الله ورسوله وخلا من شيء يُعذر به، فهو كافر" .
الدرر السنية 10-69
أم هو هذا النص:
"إنما نُكفر من أشرك بالله في إلهيته، بعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك .."
الدرر السنية 10-128
أم هو هذا النص:
"نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنها دين المشركين، وزينه للناس فهذا الذي أكفره، وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء، إلا رجل معاند أو جاهل".
الدرر السنية 10-131
أم هو هذا النص:
"إذا كان يعمل بالكفر والشرك، لجهله، أو عدم من ينبهه؛ لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة".
الدرر السنية 10-136
أم هو هذا النص:
"إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله ما يكون فعله كفرا،أو اعتقاده كفرا؛جهلا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا لا يكون عندنا كافرا، ولا نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، التي يكفر من خالفها .."
الدرر السنية 10-239
أو هذا النص:
"كل من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة بالرسول صلى الله عليه وسلم،ولكن الجاهل يحتاج إلى من يعرفه بذلك من أهل العلم".
درر10-240
أو لعله هذا النص:
"فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم -بحيث يحكم عليه بأنه مع الكفار- لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة بالرسالة".
الدرر السنية 10-248
[وأنبه إلى أن النقولات السابقة واللاحقة بعضها للشيخ محمد بن عبد الوهاب وبعضها لغيره]
وربما "الدعشنة" انبعثت من هذا النص:
"في أزمنة الفترات وغلبة الجهل لا يكفر الشخص المعين بذلك حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة،ويبين له".
درر10-274
وقد يكون هذا النص:
"ولا نكفر إلا من كفره الله ورسوله، بعد قيام الحجة عليه".
الدرر السنية 10-471
أو هذا النص:
"ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان.
وأيضا: نكفره بعد التعريف؛ إذا عرف وأنكر".
الدرر السنية 1-102
أو هذا:
"ونحن لا نكفر إلا من عرف التوحيد وسبّه وسماه دين الخوارج، وعرف الشرك وأحبه وأهله ودعى إليه وحض الناس عليه بعدما قامت عليه الحجة وإن لم يفعل الشرك، أو فعل الشرك وسماه التوسل بالصالحين؛ بعدما عرف أن الله حرمه".
الدرر السنية 1-264
أو هذا:
"فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين: نحكم بأنهم مشركون، ونرى كفرهم؛ إذا قامت عليهم الحجة الرسالية".
الدرر 1-522
هذه نقول يسيرة، وبين يدي غيرها كثير.
والمقصود ضرب أمثلة على تجني حاتم الشريف على كتاب الدرر السنية وأئمة الدعوة،
فهذه تقريرات أئمة الدعوة - من الشيخ محمد بن عبدالوهاب فمن بعد؛ من أبنائه وأحفاده وتلاميذه وتلاميذهم -في التكفير: أين تهيئة المناخ فيها للدعشنة؟!
وأما الأجنبي عن هذه المدرسة السلفية الصافية فلجهله: يشغب بكلام لهم في وقائع معينة لها خلفياتها، ولهم فيها اجتهادهم في تحقيق المناط ويعرض عن هذا التأصيل الواضح المحكم وليس هذا شأن المتجرد لطلب الحق فليشفق هذا المسكين على نفسه وليتذكر الحديث: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) ..
ويا ليت أن الناقد لأئمة الدعوة في قضية التكفير يطرح التقية ويوضح لنا أولا:
من هو المشرك عنده؟
ومتى يكفر؟
وما حكم دعاء غير الله عنده؟
✏️وأظنه إن أجاب بصدق فسيتضح أن خصومته ليست مع أئمة الدعوة فحسب
بل مع علماء أهل السنة قاطبة؛ سابقا ولاحقا .
كفى الله أهل التوحيد شر أعدائهم.
( تغريدات الشيخ د. صالح سندي - أستاذ العقيدة المشارك في الجامعة الإسلامية)
هذا المقال في رابط
http://t.co/QuIw9OaNvy
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.