ﺃﻧﺎ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭﺯﻭﺟﻲ ﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺖ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ
ﻭﺃﺳﻠﻲ ﻭﻗﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺮﺍﻡ ﺷﺮﻋﺎً ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﺤﻤﻞ
ﺫﻧﺒﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﺍﻣﺎ؟
ﺍﻹﺟﺎﺑــﺔ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ، ﺃﻣﺎ
ﺑﻌـﺪ:
ﻓﺎﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﻟﻮﺍﺯﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺸﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺎﺳﻨﺠﺮ ﻭﻧﺤﻮ
ﺫﻟﻚ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻣﻦ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ
ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﺳﺪ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺮﻡ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﺪﺍﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ؛ ﻷﻧﻪ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭﺍﺕ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ، ﻭﺧﺘﺎﻣﺎ ﺑﺘﺨﺮﻳﺐ
ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ، ﻭﻫﺪﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ , ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ
ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻑﺻﻮﺍﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺘﺨﺬﺍﺕ ﺍﻷﺧﺪﺍﻥ
ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻦ ﻧﻜﺎﺣﻬﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
ﻓَﺎﻧﻜِﺤُﻮﻫُﻦَّ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺃَﻫْﻠِﻬِﻦَّ ﻭَﺁﺗُﻮﻫُﻦَّ ﺃُﺟُﻮﺭَﻫُﻦَّ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻣُﺤْﺼَﻨَﺎﺕٍ ﻏَﻴْﺮَ
ﻣُﺴَﺎﻓِﺤَﺎﺕٍ ﻭَﻻَ ﻣُﺘَّﺨِﺬَﺍﺕِ ﺃَﺧْﺪَﺍﻥٍ [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 25: ] , ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺷﺔ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺃﻭﻛﺎﺭ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ ﻭﻣﺼﺎﻳﺪ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ،
ﺃﻓﺴﺪﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻴﻬﺎ ﻭﻳﺤﺬﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺬﺭ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ.
ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ،
ﻛﻼ، ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺎﺣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ , ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ , ﻭﻭﺟﻮﺩ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ , ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻘﺪﺭ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺡ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ (ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ) ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻬﻮ
ﻣﺒﺎﺡ ﻻ ﺣﺮﺝ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺤﺮﻡ ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻟﻐﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻭ
ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺮﻡ ﻛﻐﻴﺒﺔ ﺃﻭ ﻧﻤﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﻛﻼﻡ ﻣﺤﺮﻡ ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻪ
ﻛﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺡ ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻣﺤﺮﻡ ﻭﻟﻮ
ﺃﺫﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻞ ﻟﻮ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺣﺮﻣﺖ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﺇﺫ ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ
ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ، ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺛﻢ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻭﻳﺘﺤﻤﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﺛﻢ
ﺍﻹﺫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻭﺍﻟﺮﺿﻰ ﺑﻪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻓﻼ ﺇﺛﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻦ ﺣﺪﻩ ﻓﺘﻀﻴﻊ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ , ﻭﻳﺤﺬﺭ ﺃﻳﻀﺎ
ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ,
ﻭﻳﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﻐﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺒﺎﻏﺾ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ , ﻭﻳﺮﺍﻋﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﻏﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻓﻼ ﺣﺮﺝ، ﻭﻟﻠﻔﺎﺋﺪﺓ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺭﻗﻢ :
105055، ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺭﻗﻢ : 31706.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ
مرحبا بكم في مدونة طريق الحسنى. أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم. وأن يجعل هذه المدونة خادمة للإسلام يستفيد منها الجميع. قال تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٦﴾} [سورة يونس 26]. قال ابن الجوزي-رحمه الله-: ""من أحب ألا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم"" (التذكرة ص 55). https://alhousnna.blogspot.com/
السبت، 6 سبتمبر 2014
حكم الشات والمحادثات بين الشباب الرجال والنساء حتى ولو كانت لغاية خيرة ومحترمة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.