قال ابن الجوزي رحمه الله – في صيد الخاطر (ص/22) :
(( أعظم المعاقبة
أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة ،
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة !
كالفرح بالمال الحرام ،
والتمكُّن من الذنوب ؛
ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ .
وإني
تدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين
فرأيتهم في عقوباتٍ لايحسُّون بها ،
ومعظمها
من قِبَل
طلبهم
للرياسة .
فالعالم منهم
يغضب
إن رُدَّ عليه خطؤُهُ ، والواعظ متصنِّعٌ بوعظه ! ،
والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ .
فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق ؛
اشتغالاً بالخلق .
ومن
خفيِّ عقوباتهم :
سلب
حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد .
إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات =
يحفظ
الله بهم الأرض ؛ بواطنهم كظواهرهم بل أجلى
وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى
وهممهم عند الثريَّا
بل أعلى
إنْ
عُرِفُوا تنكَّروا
وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا .
فالناس في غفلاتهم ، وهم في قطع فلواتهم !
تحبُّهم بقاع الأرض ، وتفرحُ بهم أملاك السماء .
نسألُ الله - عزوجل - التوفيق لاتباعهم ،
وأن
يجعلنا من أتباعهم ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.