الأحد، 4 مايو 2025

أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة -- ابن الجوزي رحمه الله

 




قال ابن الجوزي رحمه الله –  في صيد الخاطر (ص/22) :

(( أعظم المعاقبة

أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة ،

وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة !

كالفرح بالمال الحرام ،

 والتمكُّن من الذنوب ؛

ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ .

 

 وإني تدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين

 فرأيتهم في عقوباتٍ لايحسُّون بها ،

 ومعظمها

من قِبَل

طلبهم

للرياسة .

فالعالم منهم

 يغضب إن رُدَّ عليه خطؤُهُ ، والواعظ متصنِّعٌ بوعظه ! ،

 والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ .

 

 فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق ؛

 اشتغالاً بالخلق .

 ومن خفيِّ عقوباتهم :

 سلب حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد .

 إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات =

 يحفظ الله بهم الأرض ؛ بواطنهم كظواهرهم بل أجلى

 وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى

وهممهم عند الثريَّا

بل أعلى

 إنْ عُرِفُوا تنكَّروا

وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا .

 فالناس في غفلاتهم ، وهم في قطع فلواتهم !

 تحبُّهم بقاع الأرض ، وتفرحُ بهم أملاك السماء .

 نسألُ الله - عزوجل - التوفيق لاتباعهم ،

 وأن يجعلنا من أتباعهم ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.