كتبها/ تميم القاضي(محاضر بكلية الشريعة في القصيم)
شرفت بالجلوس في لقاء من أمتع مجالس العلم.
جمع عَلَمين من أعلام العلماء، ودهاقنة الكتب والمخطوطات، على مستوى العالم العربي، أو قل العالم أجمع.
إنهما الشيخان الجليلان: الشيخ د. عبد الرحمن العثيمين.
وفضيلة الشيخ: د.عبد الكريم الخضير.
وذلك في مجلس الشيخ العثيمين،
وبحضور الشيخين: د. أحمد القاضي، ود. عمر المقبل، وأربعة من الأفاضل.
امتد اللقاء من أول العصر إلى ما بعد أذان المغرب.
لقاء حافل، وثري، ومطارحات معرفية حول الكتب وطبعاتها(من مائتي سنة)، وأخذ ورد بين هذين (العملاقين) في ذلك المجال، فماذا عساك أن تأخذ أو أن تدع من تلك المحاورات العلمية البهيجة، والمواقف النادرة، وأخبار المكتبات والدور والمخطوطات، ونوادر النسخ والطبعات، فما إن ينتهي د.العثيمين من خبر طبعة إلا ويتبعها د.الخضير بنظيرها، وما إن يذكر هذا قصة مخطوط إلا ويتبعها صاحبه بمثلها، وتخلل ذلك الوقوف على بعض نوادر المخطوطات التي لم تطبع، وقد صورت لكم بعض صفحاتها.
وبعد الجلسة، أخذنا جولة معهما في مكتبة العثيمين النادرة، تخللها الكثير من الكلام على الكتب، وتقييم طبعاتها، ونقد (لاذع) لبعضها.
قد كانت نزهة معرفية ولذة علمية تذكرت معها ما قيل عن لذة العلماء بكتبهم، والتي لم يعدلوا بها لذة عرس ولا مال.
ومما دار في الجلسة
مما دار في الجلسة:
الاستكثار من الطبعات، أو الاقتصار على أحسنها.
-خبر عن كتاب كتبه د. العثيمين. حول نوادر ما مر به من هذه الأخبار.
-نسخة الآجرومية(طبعت في روما قبل 600 سنة!!!
.. بيعت بـ.....
-لقطة من صحيح البخاري من تركيا، عليها تعليقات لأعلام، ابن سيد الناس، العراقي، الهيثمي... (300) صفحة، كل صفحة ب(1000) ريال.
_أنفس نسخ البخاري، وقصة نسخها.
-وماذا عن النسخة الأصل والفرع منها؟
لقطة عابرة:
-د.الخضير: لو يبي يعرض عليك يا أبو اسليمان: شرح أبي حيان على الألفية، طبع أمريكا..
ابن عثيمين مقاطعا: هذاه عندي... أقوم أجيبه؟
العثيمين: أعرف كتب الفلسفة والمنطق و...
كيف النحو، هذا بالعظم.
الخضير متعجباً: أصل أو صورة!!!!؟
العثيمين: أصل، طبعة شيكاغو، (ط: 1941هـ)، أبيع ثيابي ولا أبيعه.
-عند شرح للألفية، مجلدان ضخمان، لابن هاني الأندلسي من تلاميذ أبي حيان، أغلب شواهده لم تدر في كتب النحو، وهو عندي مجلدان(العثيمين)
-(الجبالي..)من علماء تونس شرح أبيات المغني في 10 مجلدات.
-طبعات المستشرقين محدودة العدد(200) نسخة تقريباً، لهم هم.
د: ابن عثيمين للخضير: هذا كتاب عني ههنا مخطوط، لم يطبع أبداً، هل تعرفه؟
(ثم ناوله للشيخ الخضير، واسمه: معجم شيوخ السبكي)
خضير: أرني إياه وأتذكره.
العثيمين متحدياً: لن تتذكره،(للتقي السبكي).
وقد أخرج د. العثيمين: جميع الحنابلة، وجميع الأحناف.[د. العثيمين: يشتغل على كتاب في طبقات الحنفية.]
خط حسام الدين ابن أيبك الحسامي الدمياطي(من المحدثين، خطه جميل جداً)
تابع
-د.الخضير يقرأ في المخطوطة: غائب عما حوله: يقول له عمر المقبل: هل هو خط ابن عبد الهادي،
الخضير، لا: خط ابن عبد الهادي ما يُقرأ.
-وفي أثناء قراءته للسماعات في آخر الكتاب، بدأ الخضير يفصلها: هذا خط السخاوي، وهذا خط فلان...
ما أعجب حال هؤلاء، إذا فتح د.الخضير مخطوطاً، يغيب بشهوده عن مشهوده، يخاطبه العثيمين والحاضرون فلا يرد، ذكرني بقول الشاعر في الأبيات المعروفة: لنا جلساء ما نمل حديثهم...))
-(معجم شيوخ ..للمكي) المطبوع ربعه، وهو عند (د.العثيمين) كاملاً، طبعه حمد الجاسر رحمه الله، فأخبره العثيمين، فزعل
-قصص زيارات العثيمين لمكتبات...مصر، المغرب، تركيا، ودهن السير مع أمناء المكتبات.
-قصة تتبعه لمخطوطة الدمياطي، والخرم الذي فيها، وكيف وجد الجزء المفقود منه بالصدفة.
-قصته في مكتبة السليمانية بتركياً، مع معجم شيوخ بغداد(بخط أبي حيان الأندلسي)، رآه لحظات، ثم فقده، وبعد أربعين سنة جاءه (قبل شهر من الآن)، في قصة غاية في الغرابة.
-ثم حكى الشيخ الخضير قصته(نظيرة لها) مع كشف الأسرار للبزدوي، اشتراها اشترى الجزء الثالث والرابع، عليه تعليقات بالقلم الأحمر لشخص واضح أنه شايب(لا أدري كيف عرف الشيخ أنه شايب)!!، الأول والثاني لم يكن معها،
يقول: اشتريتها وأنا طالب بالثانوي(((شغف الشيخ بالكتب منذ الصغر))).
يقول: عندي نسخ، لكنه يترقب الأول والثاني، وبعد 40 سنة، وصل إليه الناقص، نسخة
(هالشايب) لكنه خربه عليه، لأنه كاتب عليه: وقف لله كسائر كتبي.
-رواية ذكرها الشيخ الخضير عن الشيخ ابن باز: ...
قال الشيخ الخضير: الشيخ ابن باز عجزوا عنه، قالوا له: البيهقي يباع بخمسة آلاف، والصورة طبق الأصل بمائة وخمسين، يريد السائل منه أن يقول هذا إسراف وحرام، فقال ابن باز: أبداً، العلم ما فيه إسراف، والأصل يبقى أصل ولو كان غالياً)
-تكلم الشيخ الخضير مقامات الحريري(1822م) قريب 200 سنة
-جلسة يظهر فيها تواضع العلماء، ومسامرتهم ومؤانستهم، ما أروعها.
-معجم شيوخ الدمياطي(ابن عثيمين: مهم، وآية من آيات الله) توفي 750هـ، مهم جداً، عند ابن عثيمين بخطه
-كلمة نفيسة ذكر الشيخ الخضير بعد ذكر د. العثيمين لقصة.
أما الكلمة: فهي قوله: لكل علم علل.
وأما القصة، فهي قصة اكتشاف العثيمين لمخطوط نفيس، من مكتبة مغربية، لم يعلم أصحاب المكتبة بذلك المخطوط، لأنه لم تسجل معلوماته عليه.
ومن خلال اطلاع د. العثيمين عليه عندهم، اكتشف عنوانه ومؤلفه، بل اكتشف ان
المخطوط هو صلة الصلة لأبي جعفر بن الزبير الغرناطي في تواريخ الأندلس(طبع جزء يسير منه، طبعه المستشرقون)
وذكر قصتها ، روعة، ستأتيكم...........
هذه بعض الفوائد العابرة من اللقاء، قد أتبعها بغيرها إن أسعف الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.