[ فالزم ركاب الأكابر ]
قال الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله تعالى:
"إذا وقع الإختلاف و لا سيما فيما يتعلق بالفتن فالزم ركاب الأكابر في العلم و السن و احذر ما ينفرد به الصغار. فإن في الشباب حدة تعجل بصاحبها إلى الفتنة، و أما العلماء الكبار فهم كبار في علمهم و كبار في سنهم و مع علمهم قد جربوا الحياة، و انكسرت فيهم حدة الشباب، و غلبت عليهم الأناة، فلا يصدرون إلا عن علم علموه و رأي أحكموه، فهو عن العلم يصدرون و بالحكمة للواقع يفهمون و البركة معهم، يقول ابن عباس (رضي الله عنهما) قال النبي (صلى الله عليه و سلم): "البركة مع أكابركم" رواه يبن حبان و الحاكم. و سئل عبد الله بن المبارك ـــوهو من هوـــ بحضرة سفيان بن عيينة فقال: "نهينا أن نتكلم عند أكابرنا" ذكره الذهبي في السير. و انظر ـــ وفقك الله ـــ ما حصل من الصحابة عند اضطراب نفوسهم: عندما بلغلهم خبر وفاة النبي (صلى الله عليه و سلم) فعن ابن عباس (رضي الله عنهما): " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَ عُمَرُ يُكَلّمُ النَّاسَ فَقَالَ: اجْلِسْ فَأَبَى.فَقَالَ: اجْلِسْ فَأَبَى, فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْر (رضي الله عنه) فَمَالَ اِلَيْهِ النَّاسُ وَ تَرَكُوْا عُمَرَ، فَقَالَ اَبُوْ بَكْرٍ: اَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا (صلى الله عليه و سلم) فَإِنَّ مُحَمَّدًا (صلى الله عليه و سلم) قَدْ مَاتَ، وَ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوْتُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُوْلٌ) إِلَى: (الشَّاكِرِيْنَ) وَ اللهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونوُا يَعْلَمُوْنَ أَنَّ اللهَ اَنْزَلَها حَتَّى تَلاَهَا أَبُوْ بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا منه النَّاسُ، فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلاَّ يَتْلُوهَا." رواه البخارى. فعندما تكلم أبو بكر (رضي الله عنه) وهو الأَكبر مالوا إليه مع ميل عواطفهم لما يقوله عمر (رضي الله عنه)."
المصدر:
فقه الفتن ص. 28 ــــ29
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.