قال العلامة السعدي رحمه الله :
وَإِنَّهَا أي : الصلاة لَكَبِيرَةٌ أي : شاقة إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ .
فإنها سهلة عليهم خفيفة لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب له فعلها منشرحا صدره لترقبه للثواب وخشيته من العقاب .
بخلاف من لم يكن كذلك فإنه لا داعي له يدعوه إليها وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه .
والخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته , وسكونه لله تعالى , وانكساره بين يديه , ذلا وافتقارا, وإيمانا به وبلقائه .
ولهذا قال الَّذِينَ يَظُنُّونَ أي : يستيقنون أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ فيجازيهم بأعمالهم وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات ونفس عنهم الكربات وزجرهم عن فعل السيئات
فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات .
ومن لم يؤمن بلقاء ربه كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه .
تفسير السعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.