ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ
ﻟﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﺑﻬﺪﻳﻪ ﺇﻟﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ، ﻓﻘﺪ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺗﻮﺯﻉ ﻛُﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﺣﺮﻑ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ
ﻣﺎ ﻳﻠﻲ : ( ﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ! ﻣﺎ ﺩﻋﻮﺕ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ
ﺃﻣﺮ ﻋﺴﻴﺮ ﺇﻻ ﺗﻴﺴﺮ !!( ﻭﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺗﺴﺠﻴﻼً ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ: ( ﺇﺫﺍ
ﺿﻴِّﻖ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻗﻞ: ﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺇﻧﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ، ﺃﻋﻴﺪ: ﺇﺫﺍ ﺿﻴِّﻖ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻗﻞ : ﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ، ﺇﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺃﺣﺪ: ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺒﺘﺪﻉ، ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﻗﻞ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﻖ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ: ( ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ( ﻛﺬﺍ ) ﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ
ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ) ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺎﺕ ﺍﻵﻥ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ( ﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺇﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ )، ﻓﺈﺫﺍ ﺿﻴﻖ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﻞ
ﻫﺬﺍ : ﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ، ﻫﺬﺍ
ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ، ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻨﻬﻢ.
ﻭﺃﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
.1ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ: } ﻭَﻣِﻨْﻬُﻢ ﻣَّﻦ ﻳَﻠْﻤِﺰُﻙَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼَّﺪَﻗَﺎﺕِ ﻓَﺈِﻥْ ﺃُﻋْﻄُﻮﺍْ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺭَﺿُﻮﺍْ ﻭَﺇِﻥ
ﻟَّﻢْ ﻳُﻌْﻄَﻮْﺍْ ﻣِﻨﻬَﺎ ﺇِﺫَﺍ ﻫُﻢْ ﻳَﺴْﺨَﻄُﻮﻥَ. ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺭَﺿُﻮْﺍْ ﻣَﺎ ﺁﺗَﺎﻫُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ
ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﺣَﺴْﺒُﻨَﺎ ﺍﻟﻠّﻪُ ﺳَﻴُﺆْﺗِﻴﻨَﺎ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻣِﻦ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ ﺇِﻧَّﺎ ﺇِﻟَﻰ
ﺍﻟﻠّﻪِ ﺭَﺍﻏِﺒُﻮﻥَ { [ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 59-58: ]، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻋﺎﺀ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻤﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﺮﺿﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺃُﻋﻄﻮﺍ
ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻳﺴﺨﻄﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳُﻌﻄﻮﺍ، ﻓﺄﺭﺷﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻤﺎ ﺁﺗﺎﻫﻢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : «ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺳﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﻳﻌﻄﻲ» ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ (71 ) ﻭﻣﺴﻠﻢ ( ((2392 ، ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ: ﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻬﻢ : ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺪﻋﺎﺀ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﻳﺆﻣِّﻠﻮﻧﻪ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : } ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺭَﺿُﻮْﺍْ ﻣَﺎ ﺁﺗَﺎﻫُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ { [ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 59: ]،
ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻟﻮ ﻣﺤﺬﻭﻑ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ: ﻟﻜﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺳﻌﺪﻱ: " ﻟﺴﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ
ﻭﻟﻬﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ" ، ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ( 10/36 ): "ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ (ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻓﻲ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺗﺎﺭﺓ، ﻭﻓﻲ ﺩﻓﻊ
ﺍﻟﻤﻀﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺭَﺿُﻮْﺍْ ﻣَﺎ
ﺁﺗَﺎﻫُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﺣَﺴْﺒُﻨَﺎ ﺍﻟﻠّﻪُ ﺳَﻴُﺆْﺗِﻴﻨَﺎ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻣِﻦ ﻓَﻀْﻠِﻪِ
ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ { ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: } ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻗَﺎﻝَ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺇِﻥَّ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻗَﺪْ ﺟَﻤَﻌُﻮﺍْ ﻟَﻜُﻢْ ﻓَﺎﺧْﺸَﻮْﻫُﻢْ ﻓَﺰَﺍﺩَﻫُﻢْ ﺇِﻳﻤَﺎﻧﺎً ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﺣَﺴْﺒُﻨَﺎ ﺍﻟﻠّﻪُ
ﻭَﻧِﻌْﻢَ ﺍﻟْﻮَﻛِﻴﻞُ { [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 173: ] ، ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺇِﻥ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﺍْ
ﺃَﻥ ﻳَﺨْﺪَﻋُﻮﻙَ ﻓَﺈِﻥَّ ﺣَﺴْﺒَﻚَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱَ ﺃَﻳَّﺪَﻙَ ﺑِﻨَﺼْﺮِﻩِ ﻭَﺑِﺎﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦ {
[ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ 62: ] ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻭَﻟَﻮْ } ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺭَﺿُﻮْﺍْ ﻣَﺎ ﺁﺗَﺎﻫُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ
ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﺣَﺴْﺒُﻨَﺎ ﺍﻟﻠّﻪُ ﺳَﻴُﺆْﺗِﻴﻨَﺎ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻣِﻦ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ { [ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 59: ]
ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ" ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ
ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﺣﺬﻑ ﻛﻠﻤﺔ }ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ { ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻢ ﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻬﺬﺍ ﺇﻟﻰ
ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻭﻛﺬﺍ
ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ ـ ﻣﻊ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﻤﺎ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻵﺛﺎﺭـ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﺍ
ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻭﺷﻐﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﻮ : «ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ، ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ »
ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ (6840 ) ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺻﻬﻴﺐ
« ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺃﻧﺴﺎً: ﺃﻱ ﺩﻋﻮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻋﻮﺓ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﺗﻨﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻗﺎﻝ ﻭﻛﺎﻥ
ﺃﻧﺲ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺩﻋﺎ ﺑﻬﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﺩﻋﺎ
ﺑﻬﺎ ﻓﻴﻪ» ، ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ( 6389 ) ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:
« ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ »، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ
ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻔﻲ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ( 1892 )
ﻭﻣﺴﻨﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ( 15398 ) ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﻗﺎﻝ: «ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻛﻨﻴﻦ: ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ
ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ».
.2 ﺃﻣﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺇﻗﺴﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻌﻪ ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻪ،
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺒﻴِّﻦ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻟﺒﻴَّﻦ
ﻣﺴﺘﻨﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﻘﺮﻭﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻉ، ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺭﺣﻤﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ: ( ﺗﺤﻔﺔ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺟﻤﻠﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺫﻛﺎﺭ )، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ: (ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻼﺓ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﻓﺈﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﻣﻦ
ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺴﻜﻪ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ
ﺟﻤﻊ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺏ : (ﺗﺒﺼﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺳﻚ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ) ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ : (ﺃﺩﻋﻴﺔ ﻭﺃﺫﻛﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻳُﺪﻋﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ) ﺫﻛﺮﺕ ﺧﻤﺴﺔ
ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺫﻛﺮﺍً ﻭﺩﻋﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ
ﺃﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺬﻑ ﻣﻨﻪ، ﺇﻻ
} ﺣَﺴْﺒَﻚَ ﺍﻟﻠّﻪُ { ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ .
.3 ﻭﻧﻈﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﺰﻉ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺇِﺫ ﻇَّﻠَﻤُﻮﺍْ ﺃَﻧﻔُﺴَﻬُﻢْ ﺟَﺂﺅُﻭﻙَ
ﻓَﺎﺳْﺘَﻐْﻔَﺮُﻭﺍْ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻭَﺍﺳْﺘَﻐْﻔَﺮَ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝُ ﻟَﻮَﺟَﺪُﻭﺍْ ﺍﻟﻠّﻪَ ﺗَﻮَّﺍﺑًﺎ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ {
[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ64: ]، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻃﻠﺐ
ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻣﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻷﻥ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﺇﻟﻰ
ﻗﺒﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ،
ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻴﺪﻋﻮﺍ ﻟﻬﻢ،
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﺮﺯﺧﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻭﻟﻬﺬﺍ
ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺠﺪﺏ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ
( 1010 ) ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺤﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ
ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: "ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻛﻨّﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ، ﻭﺇﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ،
ﻗﺎﻝ : ﻓﻴُﺴﻘﻮﻥ" ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺳﺎﺋﻐﺎً ﻟﻤﺎ ﻋﺪﻝ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ، ﻭﻳﺪﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻻ ﻳُﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ
ﺻﺤﻴﺤﻪ (7217 ) ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: « ﻭﺍ
ﺭﺃﺳﺎﻩ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺫﺍﻙ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻭﺃﻧﺎ
ﺣﻲ ﻓﺄﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : ﻭﺍ ﺛﻜﻠﻴﺎﻩ ! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ
ﻷﻇﻨﻚ ﺗﺤﺐ ﻣﻮﺗﻲ ...» ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ
ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﻤﻮﺕ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻣﺒﻴِّﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺣﺼﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺍﻟﺴّﻨّﺔ ﺗﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺒﻴِّﻨﻪ ﻭﺗﻮﺿّﺤﻪ.
ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﺭ
4/1/1433ﻫـ
مرحبا بكم في مدونة طريق الحسنى. أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم. وأن يجعل هذه المدونة خادمة للإسلام يستفيد منها الجميع. قال تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٦﴾} [سورة يونس 26]. قال ابن الجوزي-رحمه الله-: ""من أحب ألا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم"" (التذكرة ص 55). https://alhousnna.blogspot.com/
الأحد، 2 نوفمبر 2014
ليس ﻣﻦ الدعاء (ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.