ﺍﻟﺤﻤﺪ لله والصلا والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
أما بعد:
فيجب ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺻﻮﺍ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺴﺪﻭﺍ
ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺍﻟﻤﻨﻜﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻜﺐ
ﻭﺍﻟﻘﺪﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﻡ .
ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻗﺎﻝ : " ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﺍﻛﻢ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻱ " .
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ( 686 ) ﻭﻣﺴﻠﻢ ( 425 ) .
ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : " ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﺣﺎﺫﻭﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻛﺐ
ﻭﺳﺪﻭﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻭﻟﻴﻨﻮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ، ﻭﻻ ﺗﺬﺭﻭﺍ ﻓﺮﺟﺎﺕ
ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﻭﺻﻞ ﺻﻔﺎ ﻭﺻﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺻﻔﺎ
ﻗﻄﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ . . ". .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ : ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻭﻟﻴﻨﻮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﺃﻱ :
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻨﺎً ﻣﻨﻘﺎﺩﺍً ﻷﺧﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﻪ ﺃﻭ ﺃﺧﺮﻩ
ﻟﻴﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺼﻒ . ( ﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ )
ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ( 666 ) ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ( 819 ) ﻭﺻﺤﺤﻪ
ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ( 620 ) .
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻳﻘﻮﻝ : " ﺃﻗﺒﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ
ﺻﻔﻮﻓﻜﻢ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﺘﻘﻴﻤﻦ ﺻﻔﻮﻓﻜﻢ ﺃﻭ ﻟﻴﺨﺎﻟﻔﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ
ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻗﺎﻝ : ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻠﺰﻕ ﻣﻨﻜﺒﻪ ﺑﻤﻨﻜﺐ ﺻﺎﺣﺒﻪ
ﻭﺭﻛﺒﺘﻪ ﺑﺮﻛﺒﺔ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻛﻌﺒﻪ ﺑﻜﻌﺒﻪ " .
ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ( 662 ) ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ
ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ( 616 ) .
ﻭﻫﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺎﻭﻱ
ﺍﻟﺼﻒ ؟
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻒ ، ﻓﻴﻘﻒ ﻣﻘﺎﺑﻼً ﻣﻨﺘﺼﻒ
ﺍﻟﺼﻒ ، ﻓﺘﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻻ ﻣﻦ ﻳﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﺛﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻣﻌﺎً
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻂ ﺍﻹﻣﺎﻡ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ
ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻭﻳﺤﺎﺫﻱ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎﺭﻩ ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎﺭ
ﺍﻟﺼﻒ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻭﻳﺤﺎﺫﻱ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻨﻴﻪ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﺟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﻳﻘﻒ ﻭﻗﻮﻓﺎً
ﻣﻌﺘﺪﻻً ، ﻓﻼ ﻳﻀﻢ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﻋﺪﺓ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺇﻟﺼﺎﻕ ﺍﻟﻤﻨﻜﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻜﺐ ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺹ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻟﺼﺎﻕ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻜﺘﻒ
ﺑﺎﻟﻜﺘﻒ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻜﺮ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ :
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﻣﺠﺪَّﺩﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺔ ﺑﻼ ﻣﺴﺘﻨﺪ :
ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻘﺘﻪ ﻣَﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻨﻪ
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﻒ ، ﻭﻣَﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﻣﻴﺴﺮﺓ ﺍﻟﺼﻒ ، ﻭﻟﻲِّ ﺍﻟﻌﻘﺒﻴﻦ ﻟﻴُﻠﺼﻖ ﻛﻌﺒﻴﻪ ﺑﻜﻌﺒﻲ
ﺟﺎﺭﻩ .
ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻴﺌﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ، ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻳﻐﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﻨﻘﻮﺿﺔ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓَّﺔ ﻫﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﻒ : ﻓﻠﻴﺼﺎﻑَّ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻲ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺮﺍﺻُّﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ
ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺼﻒ ، ﻭﺳﺪ ﺍﻟﻔُﺮَﺝ ،
ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺹ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺑﺎﻟﻌﻨﻖ ، ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺐ، ﻭﺍﻟﻜﻌﺐ ، ﻭﺇﺗﻤﺎﻡ
ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺎﻷﻭﻝ .
ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻼﺣﻖ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ – ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﻒ –
ﻣَﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻨﻪ ، ﻭﻳﻠﻒ ﻗﺪﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺍﻹﻟﺰﺍﻕ : ﻓﻬﺬﺍ
ﻏﻠﻂ ﺑﻴِّﻦ ، ﻭﺗﻜﻠﻒ ﻇﺎﻫﺮ ، ﻭﻓﻬﻢ ﻣﺴﺘﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻏﻠﻮ ﻓﻲ
ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﺗﻀﻴﻴﻖ ﻭﻣﻀﺎﻳﻘﺔ ، ﻭﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ
ﻳﺸﺮﻉ ، ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﻟﻠﻔُﺮَﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻓﻴﻦ .
ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻫﻮﻯ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻡ ﻟﻠﺴﺠﻮﺩ ، ﻭﺗﺸﺎﻏﻞ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻟﻤَﻠْﺄ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ، ﻭﻟﻲِّ ﺍﻟﻌﻘﺐ ﻟﻺﻟﺰﺍﻕ ، ﻭﺗﻔﻮﻳﺖ
ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ .
ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻭﺍﻗﺘﻄﺎﻉ ﻟﻤﺤﻞ ﻗﺪﻡ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ .
ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺴﻨُّﻦ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻉ .
" ﻻ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ " ( 12 ، 13 ).
مرحبا بكم في مدونة طريق الحسنى. أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم. وأن يجعل هذه المدونة خادمة للإسلام يستفيد منها الجميع. قال تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٦﴾} [سورة يونس 26]. قال ابن الجوزي-رحمه الله-: ""من أحب ألا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم"" (التذكرة ص 55). https://alhousnna.blogspot.com/
السبت، 18 أكتوبر 2014
مايشرع وما لا يشرع في تسوية الصفوف.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.