ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺤﺪﻳﺚ : " ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﺑﻌﺪﻱ ﺃﺛﺮﺓ .... "
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻲ "ﺷﺮﺡ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ - " (1 56-55 /) ﻋﻨﺪ
ﺣﺪﻳﺚ:
ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ( ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪﻱ ﺃﺛﺮﺓ ﻭﺃﻣﻮﺭ
ﺗﻨﻜﺮﻭﻧﻬﺎ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ! ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ؟ ﻗﺎﻝ:
ﺗﺆﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻜﻢ)
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﻴﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ
ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ! ﺃﻻ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻨﻲ ﻛﻤﺎ
ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻼﻧﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ( ﺇﻧﻜﻢ ﺳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺑﻌﺪﻱ ﺃﺛﺮﺓ
ﻓﺎﺻﺒﺮﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻘﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺽ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺎﻥ؛ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺳﻴﺪ ﺑﻦ
ﺣﻀﻴﺮ ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﺪﻻﻥ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.
ﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ( ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﺑﻌﺪﻱ ﺃﺛﺮﺓ) ﻭﺍﻷﺛﺮﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﻋﻤّﻦ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ
ﺣﻖ.
ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻻﺓ
ﻳﺴﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺼﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺷﺎﺅﻭﺍ
ﻭﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺃﺛﺮﺓ ﻭﻇﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﺓ؛ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺄﺛﺮﻭﺍ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺴﺘﺄﺛﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ ؟ ﻗﺎﻝ:
(ﺗﺆﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻜﻢ) ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﻳﻤﻨﻌﻜﻢ
ﺍﺳﺘﺌﺜﺎﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﻧﺤﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
ﺑﻞ ﺍﺻﺒﺮﻭﺍ ﻭﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﻭﻻ ﺗﻨﺎﺯﻋﻮﻫﻢ ﺍﻷﻣﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ.
( ﻭﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻜﻢ) ﺃﻱ ﺍﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻜﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺃﻱ ﺍﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﺩّﻭﻛﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻜﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋَﻠِﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ
ﺷﺤﻴﺤﺔ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺄﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺭﺷﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ
ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ.
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻧﺆﺩﻱ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻊ
ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻄﻮﻧﺎ ﺣﻘﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻴﻦ.
ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻷﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻣﺮ ﻭﻗﻊ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ
ﺑﻌﻴﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻓﻨﺠﺪﻫﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﻓﺎً
ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﻓﺎً ﻭﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﻓﺎً ﻭﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﻓﺎً
ﻭﻳﺮﻛﺒﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﻓﺎً، ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺄﺛﺮﻭﺍ ﺑﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ!
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻧﻨﺰﻉ ﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ
ﻧﻨﺎﺑﺬﻫﻢ ﺑﻞ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻨﺎ ﻭﻧﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ
ﻋﻠﻴﻨﺎ.
ﻭﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﺘﻀﻲ
ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﺜﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﻭﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻭﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻨﺎ .
ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﻣﺴﻌﻮﺩ؛ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ
ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﺛﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ: (ﺍﺻﺒﺮﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻘﻮﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺽ) ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﺻﺒﺮﺗﻢ ﻓﺈﻥ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺒﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﺿﻪ ﺣﻮﺽ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻤﻦ ﻳﺮﺩﻩ
ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ
ﻭﺯﻣﺎﻥ ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻢّ ﻭﺍﻟﻐﻢّ ﻭﺍﻟﻜﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ
ﻓﻲ ﺃﺷﺪّ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﺣﻮﺽ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻮﺽ ﻋﻈﻴﻢ ﻃﻮﻟﻪ
ﺷﻬﺮ ﻭﻋﺮﺿﻪ ﺷﻬﺮ ﻳﺼﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻴﺰﺍﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ -
ﻭﻫﻮ ﻧﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ. -
ﻓﻴﺼﺒﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﺀ ﺃﺷﺪّ ﺑﻴﺎﺿﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﻭﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻭﺍﻧﻲ ﻛﻨﺠﻮﻡ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻤﻌﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻜﺜﺮﺓ، ﻣَﻦْ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ
ﺷﺮﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻢ ﻳﻈﻤﺄ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍً. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ
ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ.
ﻓﺄﺭﺷﺪﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺮﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺮﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺻﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻢ
ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ
ﻣﻨﻪ.
ﺇﺫﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺌﺜﺎﺭ
ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻳُﻮَﻟّﻰ
ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻﺗﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻮﻟﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﻌﻀﺎً ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺴﺒﻮﻥ) ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﺤﺖ
ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻭﻻﺓ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.