* ** " .. " ** *
الشهر الأول من السنة وهو:
شهر الله المحرّم سمي بذلك:
لتسميته بذلك في الحديث،
وأن القتال فيه محرّم.
فضله:
إضافة الشهر إلى الله تعالى تدلّ على فضله،
وعنايته البالغة بتعظيمه،
قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى -:
" إن الله - عز وجل - افتتح السنة بشهر حرام،
وختمها بشهر حرام،
فليس في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم "..
كما صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
" أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ".
من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس قولهم:
{محرم} بدون الألف واللام،
والصواب أن يقال معرّفاً بالألف واللام: { المحرّم}
والعرب لم تذكر هذا الشهر إلاّ معرفاً،
وبهذا وردت الأحاديث الشريفة وأشعار العرب،
ولا يدخلان الألف واللام في شهر من الشهور إلا في المحرم.
أما ما أُحدِث فيه من البدع:
يقول الشيخ العلامة بكر بن أبو زيد - رحمه الله تعالى- -:
" لا يثبت في الشرع شيء من ذكر أو دعاء لأول العام
وهو أول يوم أو ليلة شهر محرّم،
وقد أحدث الناس فيه من الدعاء
والذكر
والذكريات
وتبادل التهاني
وصوم أول يوم من السنة
وإحياء ليلة أول يوم من محرم بالصلاة
والذكر
والدعاء
وصوم آخر يوم من السنة
إلى غير ذلك مما لا دليل عليه ". اهـ
1- إحداث عيد لدخول العام الهجري الجديد واعتياد التهاني ببلوغه:
يقوم كثير من المسلمين في نهاية عام وبداية عام جديد
بالاحتفال بميلاد عام هجري جديد،
وهم بذلك نسوا شيئاً عظيماً،
هل هذا مما أمر به الله تعالى
أو أمر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ؟
هل هذا في كتاب أو سنة ؟
هل هذا فعل الصحابة ؟
لا.. ليس من كتاب أو سنة أو غير ذلك..
بل من البدع التي يجب إنكارها..
بل فيه تشبه بالنصارى عندما يحتفلوا بعيد رأس السنة - والعياذ بالله -..
فشهر المحرم كغيره من الشهور التي تبدأ وتنتهي.
2- الاحتفال بمناسبة هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
من الناس لا يعرف الهجرة إلا في وقت معيّن،
ولمدة أيام ثم تنتهي وتمرّ مرّ السحاب،
ولا تترك أثراً في سلوكهم وحياتهم..
فذكرى الهجرة يجب أن تكون دائماً في حياة المسلم وفي خاطره
لا في أيام محدودة معلومة،
فتحديد أيام مخصوصة للاحتفال بمناسبة الهجرة النبوية أو لتدارسها
لم يكن يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا القرون المفضّلة.
والمعلوم لدى أهل الحديث والسيرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
هاجر من مكة إلى المدينة في أوائل شهر ربيع الأول
من السنة الثالثة عشرة لبعثته -صلى الله عليه وسلم-
حيث وصل إلى قباء إحدى ضواحي المدينة النبوية
لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول يوم الاثنين
كما قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله - في البداية والنهاية.
3- تخصيص صيام أوّل يوم من السنة بنية افتتاح العام الجديد بالصيام
وكذا تخصيص صيام يوم عند نهاية العام بالصيام بنية توديع العام،
استدلالاً بحديث موضوع أن له كفّارة خمسين سنة.
4- إحياء أول ليلة من المحرم:
يقول العلامة أبو شامة:
" ولم يأت شيء في أول ليلة المحرّم،
وقد فتشت فيما نُقِل من الآثار صحيحاً و ضعيفاً،
وفي الأحاديث الموضوعة فلم أر أحداً ذكر فيها شيئاً،
وإني لأتخوّف والعياذ بالله من مفترٍ يختلق فيها حديثا " اهـ.
5- عمرة أول السنة يفعلها بعض الناس في أول المحرم:
من فعل العمرة أول المحرم بلا سبب
ولا يقصد أنها من أجل بداية العام،
فلا شيء في ذلك..
المشكلة فيمن يسافر ويقصد بيت الله الحرام
من أجل العمرة في أول يوم من شهر الله المحرّم.
6- اختراع دعاء خاص في أول يوم من السنة، يقال له دعاء أول السنة:
فهذا لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
ولا عن الصحابة الكرام ولا عن التابعين -رضي الله عنهم-.
.......................... .......................... .......................... .......................... ..
عاشوراء:
هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم عند الجماهير..
وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية.
فضائله:
هو يوم عظيم..
مخصوص من الشرع بنوع من أنواع الطاعات وهو الصيام،
فهو يكفر السنة الماضية،
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
" أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله "
فلا ينبغي ترك صيامه،
ومن ترك صيامه فقد فرّط وترك ثواباً عظيماً.
وكان - عليه الصلاة والسلام - يتحرّى صيامه على سائر الأيام،
قال ابن عباس - رضي الله عنه -:
" ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم ( يوم عاشوراء )، وهذا الشهر يعني شهر رمضان ".
ما أُحدِث في هذا اليوم:
يقول الشيخ العلامة بكر أبو زيد - عافاه الله وحفظه -:
" ومن بدع الذكر والدعاء فيه:
إحياء ليلته بالذكر والتعبد
وتخصيص دعاء له باسم {دعاء عاشوراء}
وأن من قرأه لم يمت تلك السنة،
وقراءة سورة فيها ذكر موسى -عليه السلام-
في صلاة الصبح يوم عاشوراء
واجتماع ذلك اليوم للذكر والدعاء
ونعي الحسين ذلك اليوم على المنابر
وأن البخور يوم عاشوراء رقية لدفع الحسد والسحر والنكد..
وغير ذلك مما يأباه الله ورسوله والمؤمنون.. " اهـ إلى غير ذلك.
فلا يشرع في هذا اليوم إلا الصيام فقط،
أما ما أحدث من الأمور الأخرى فهي لا أصل لها أبداً،
أو تعتمد على أحاديث واهية ضعيفة أو موضوع.
- إحداث صلاة يقال لها ( صلاة عاشوراء ):
وهي صلاة بين الظهر والعصر،
أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة،
وآية الكرسي عشر مرات،
و{ قل هو الله أحد } عشر مرات،
والمعوذتين خمس مرات،
فإذا سلّم استغفر الله سبعين مرة،
مستدلين بحديث موضوع.
يقول القشيري -رحمه الله تعالى-:
" الحديث موضوع رواته مجاهيل،
لما ذكره الجلال السيوطي في اللآلئ المصنوعة،
فلا تحلّ روايته فضلاً عن العمل به،
وقد ذكرته في رساله بدع عاشوراء فراجعه إن شئت " اهـ.
- من البدع في هذا اليوم:
المراشّة:
في يوم عاشوراء يقوم النساء بالاجتماع في بيت من البيوت
ثم يأتين بكمية كبيرة من الماء،
ثم بعد ذلك تقوم كلّ امرأة برشّ الأخرى بالماء،
ويعمّ ذلك كل الحاضرات
مظهرات بذلك الفرح والسرور،
ويصحب ذلك غناء وصراخ.
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -:
" هذا عمل لا يجوز أصلاً،
فضلاً عن كونه يكون كالشعار ليوم عاشوراء،
فإن مثل هذا يوحي بأنّهنّ يتعبدن الله -تبارك وتعالى- بمثل هذا العمل الباطل..
ويوم عاشوراء يوم من أيام الله - تبارك وتعالى -
ليس فيه شيء مشروع إلاّ شيء واحد وهو صيامه..
ومع هذا فقد أمر الله الرسول -صلى الله عليه وسلم-
أن يُصام يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود.
- من البدع في هذا اليوم:
بدعة الحزن والمآتِم:
وهذا ما يفعله أصحاب البدع والخرافات من أمر منكرة مستقبحة في الإحداد،
كلبس السواد ورفع الرايات السود،
وتسميتهم لها ( تحاريم ) ل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.