موعظة
عظيمة ختم بها الكتاب (؟!)
قال
الإمام ابن الجوزي
- رحمه الله تبارك وتعالى - :
وقال
بعض السلف : أنذركم سوف ؛ فإنها أكبر جنود إبليس ، ومثل العامل على الحزم والساكن
لطول الأمل كمل قوم في سفر ، فدخلوا قرية ، فمضى الحازم ، فاشترى ما يصلح لتمام
سفره ، وجلس متأهبا للرحيل ، وقال المفرط : سأتأهب ، فربما أقمنا شهراً ، فضرب بون
الرحيل في الحال ، فاغتبط المحترز ، واغتبط الآسف المفرط ! فهذا مثل الناس في
الدنيا مهم المستعد المستيقظ ، فإذا جاء ملك الموت لم يندم ، ومنهم المغرور المسوف
يتجرع مرير الندم وقت الرحلة ، فإذا كان في الطبع حب التواني وطول الأمل ، ثم جاء
إبليس يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع ؛صعبت المجاهدة ، إلا أنه من أنتبه لنفسه
علم أنه في صف حرب ، وأن عدوه لا يفتر عنه ، فإن افتر في الظاهر بطن له مكيدة ،
وأقام له كمينا ، ونحن نسأل الله عز وجل السلامة من كيد العدو وفتن الشيطان وشر
النفوس والدنيا إنه قريب مجيب جعلنا الله من أولئك المؤمنين .
【
تلبيس إبليس【 ٩٢٢/١ 】
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.