بسم الله ..
** رسائل رمضانية (16) ..
من عظيم ما ينبغي الحرص عليه في شهر رمضان خاصة : ( الدعاء )! ..
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - عليه الصلاة والسلام - :" إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة ، و ( إن لكل مسلم في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - دعوة مستجابة )!! " رواه البزار ، وهو صحيح لغيره ، أنظر صحيح الترغيب والترهيب رقم : 1002.
فلا تغفل - عبد الله - في أيام رمضان ولياليه عن " سلاح الدعاء " ، فبه تشهد (مشهد التضرع )!! ..خاصة عند السحر ( = سهام الليل )! ..، حيث يشهد العبد ( مشهد المناجاة )! ..
ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : ( من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له )!! " ..
قال الإمام أبو بكر الطرطوشي - رحمه الله - : " ليس بفقيه من كان له إلى الله حاجة فنام عنها في الأسحار " الدعاء المأثور ص: 52 .
فلا تفوت - يا رعاك الله - عن نفسك - بشرطه (؟!) - التعرض لنفحات هذا الوقت المبارك تفضلا ومنة من الرحمن الرحيم ، ف " لو استنشقت ريح الأسحار لأفاق منك قلبك المخمور " الفوائد للإمام ابن القيم - رحمه الله - / فوائد الفوائد ص: 469.
فالدعاء مأمور به ، موعود عليه بالاستجابة إذا توفرت الشروط وزالت الموانع ..، ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) ..
ولذا اشتهر عن عمر - رضي الله عنه - قوله :" أنا لا أحمل هم الإجابة ، ولكن أحمل هم الدعاء "!! ..
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :" .. وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ، ولكن قد يتخلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان ، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء ، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا فإن السهم يخرج منه خروجا ضعيفا ، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام والظلم ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها " الجواب الكافي ص: 11.
وليعلم أن الحرص على الدعاء سبيل للسلامة من العجز ، ودليل على الكياسة ، فأضعف الناس رأيا ، وأعماهم بصيرة : (من عجز عن الدعاء)!! ، فالعاجز عنه من أعجز الناس ...
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال عليه الصلاة والسلام
:" ( أعجز الناس من عجز عن الدعاء )!! ، وأبخل الناس من بخل بالسلام " صحيح أنظر صحيح الجامع برقم : 1044.
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن *** لها أمد وللأمد انقضاء
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي