قال الإمام ابن القيم
- رحمه الله تبارك وتعالى - :
• - بِأَنْ يَسْتَعْمِلَ مَعَهُمْ شُرُوطَ الْأَدَبِ وَالْحَيَاءِ ، وَالْخُلُقِ الْجَمِيلِ، وَلَا يُظْهِرُ لَهُمْ مَا يَكْرَهُهُ هُوَ مِنْ غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ ، وَلِيَتَّخِذَ النَّاسَ مِرْآةً لِنَفْسِهِ ، فَكُلُّ مَا كَرِهَهُ وَنَفَرَ عَنْهُ ، مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ خُلُقٍ ، فَلْيَتَجَنَّبْهُ ، وَمَا أَحَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَاسْتَحْسَنَهُ فَلْيَفْعَلْهُ .
وَصَاحِبُ هَذِهِ الْبَصِيرَةِ يَنْتَفِعُ بِكُلِّ مَنْ خَالَطَهُ وَصَاحَبَهُ مِنْ كَامِلٍ وَنَاقِصٍ ، وَسَيِّئِ الْخُلُقِ وَحَسَنِهِ ، وَعَدِيمِ الْمُرُوءَةِ وَغَزِيرِهَا .
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : يَتَعَلَّمُ الْمُرُوءَةَ ، وَمَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ مِنَ الْمَوْصُوفِينَ بِأَضْدَادِهَا كَمَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الْأَكَابِرِ : أَنَّهُ كَانَ لَهُ مَمْلُوكٌ سَيِّئُ الْخُلُقِ ، فَظٌّ غَلِيظٌ ، لَا يُنَاسِبُهُ ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : أَدْرُسُ عَلَيْهِ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ .
وَهَذَا يَكُونُ بِمَعْرِفَةِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فِي ضِدِّ أَخْلَاقِهِ ، وَيَكُونُ بِتَمْرِينِ النَّفْسِ عَلَى مُصَاحَبَتِهِ وَمُعَاشَرَتِهِ ، وَالصَّبْرِ عَلَيْهِ .
مدارج السالكين ٣٣٥/٢ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.