السبت، 31 مايو 2014

مات المغرد الصالح.

ﺩ . ﻋﻤﺮ بن عبد الله المقبل.

ﻓﻲ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‏(ﺗﻮﻳﺘﺮ ‏) ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺩﺧﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻐﺮّﺩ ﺑﻌﻤﻞ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻓﻴﻪ ﺟﻬﺪٌ ﻛﺒﻴﺮ، ﺛﻢ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻟﻚ ! ﻭﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﺣﺪ، ﺑﻞ ﻳﻨﺘﻘﻞ
ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻘﻪ، ﺛﻢ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻟﻚ !
ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﺠﺒﻚ، ﻭﺗﻄﻮﻝ ﺩﻫﺸﺘﻚ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻟﺴﺖَ ﻭﺣﺪﻙ ! ﺑﻞ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﺪﻣﻬﻢ ﺑﻨﻔﺲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ، ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻭﺑﻄﻴﺐ ﻧﻔﺲ!
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻬﻮ "ﺑﻮﺩﻛﺎﺳﺖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ " ‏( [1]‏) ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ "ﺑﻮﺩﻛﺎﺳﺖ
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻧﺒﻮﻳﺔ" ‏( [2]‏) .
ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﻮﺭ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺟﺮﺕ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻋﻠﻰ "ﺍﻟﺨﺎﺹ " ﻓﻲ ﺗﻮﻳﺘﺮ،
ﻭﻗﻠﺖُ ﻟﻪ ـ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ـ : ﺃﺧﻲ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻗﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﺃﺭﺑﻄﻚ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﺴﺮﻱ
ﻟﻠﺒﻮﺩﻛﺎﺳﺖ ﺍﻷﻭﻝ ‏( ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ‏) ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻮﺩﻛﺎﺳﺖ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ‏( ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻧﺒﻮﻳﺔ‏) ، ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻱ ﻋﻮﺍﺭﺽ ﻻ ﻗﺪﺭ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺨﺒﺮ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻳﻔﺠﺄﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﻂ ﺑﺴﻜﺘﺔ
ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻇﻨﻨﺖُ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭ ﻗﺪ ﺭﻛّﺰ ﺟﻬﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺪ، ﻭﻫﻮ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻌﺪﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻔﺖ ﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺗﻘﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ! ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺎﻭﻧﺎً ﻣﻊ ﻋﺪﺩ
ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ " ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ"
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﺃ .ﺣﻤﺪ ﺍﻟﺪﺭﻳﻬﻢ ـ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ، ﻭﺃﻧﺸﺄ ﻗﻨﺎﺓ ﺩﻋﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻮﺗﻴﻮﺏ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻓﻘﺪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ، ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎً ﺇﻻ ﻭﺳﺎﻋﺪﻩ
ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ، ﺭﻏﻢ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ، ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻇﻒ .
ﺑﻘﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻠّﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ـ ﻓﻲ
ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ـ ﻟﻨﺪﺭﺓ ﺣﺎﻟﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺒﻮﺭﺍً ﺫﺍ ﺟﻠﺪٍ ﻋﺠﻴﺐ !
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻤﺎ ﺣﺪّﺛﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺑﻘﺼﺔ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﻣﻮﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﺘﺒﺮﻉ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻭﻗﻒ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺁﺧﺮ ﻓﻮﺭﺍً ﺑﻮﻗﻒ ﻋﺸﺮﺓ
ﻣﺼﺎﺣﻒ ﻟﻪ، ﻭﺛﺎﻟﺚ ﺗﺒﺮﻉ ﺑﻤﺒﻠﻎ ‏( 1000 ‏) ﺭﻳﺎﻝ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﻒ ﺧﻴﺮﻱ!
ﻫﻨﺎ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ـ ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺪّﺛﺘﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺳﺒﻖ ـ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺑﻴﻦ
ﺭﺑّﻪ؟ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻴﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻟﻴُﺠْﺮَﻱ ﺍﻟﻠﻪُ ﻟﻪ ﺣﺴﻨﺎﺕٍ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺟﻬﺪﻩ، ﺑﻞ ﺑﻔﻌﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ
ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﺃﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻻ ﺭﺃﻭﺍ ﺻﻮﺭﺗﻪ؟ !
ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﺼﻤﺖ، ﻭﻣﺎﺕ ﺑﺼﻤﺖ، ﻭﺭﺣﻞ ﺩﻭﻥ ﺿﺠﻴﺞ، ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ /3 6 / 1434 ﻫـ، ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ
ﺍﻟﻈﻬﺮ ! ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺩﻳﻨﻪ، ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ . ﻭﺇﻧﻲ ﻷﺣﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﻓﻘﻴﻦ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻟﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﺟﻠﻴﻠﻴﻦ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺎﻃﺒﻨﻲ ﻭﺧﺎﻃﺐ ﻏﻴﺮﻱ ﻣﻦ ﻃﻼﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻢ؛ ﻟﻴﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﻢ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺼﻤﺖ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ، ﺃﻭ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ! ﻭﻫﺬﻩ ﺃﺣﺴﺒﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﺻﺪﻕ
ﻭﺇﺧﻼﺹ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﻮﺟﻨﺎ ﻟﺘﻌﺎﻫﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ .
ﻟﻘﺪ ﺭﺣﻞ ﺃﺧﻲ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﻦ ﺳﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ ـ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻑ qahtany@) ‏) ـ
ﻭﻗﺪّﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﺣﻴّﺎ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭ، ﻭﻗﺪﻭﺓ ﻓﻲ ﻋﻠﻮّ ﺍﻟﻬﻤّﺔ، ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭِ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ، ﻭﺑﻘﻲ ﻣﻌﺮّﻓُﻪ ﻳﻐﺮّﺩ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺇﻥ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻔﺎﻭﺗﺖ ﺍﻟﻬﻤﻢ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﺖ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﺏ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻴﺪُ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺧﻠﻔﻪ ﻋﻤﻼً ﻳﺠﺪ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻧﻮﺭﺍً، ﻭﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﺳﺮﻭﺭﺍً، ﻭﻓﻲ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﺪ
ﺣﺒﻮﺭﺍً .
ﺇﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺕ ﺃﺧﻴﻨﺎ ﻧﺎﺻﺮ ﻓﺠﺄﺓ، ﺭﺳﺎﻟﺔً ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻐﺮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺮُّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ
ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻴﻪ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﻭﻩ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ، ﻓﻠﻴﺒﺎﺩﺭﻭﺍ ﺑﺘﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ
ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ : ﴿ ﺍﻗْﺮَﺃْ ﻛِﺘَﺎﺑَﻚَ ﻛَﻔَﻰ ﺑِﻨَﻔْﺴِﻚَ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺣَﺴِﻴﺒًﺎ ]﴾ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ : 14 ‏] .
ﺧﺘﺎﻣﺎً .. ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻧﺎ ﻧﺎﺻﺮ ﻋﺎﺵ ﻟﺪﻳﻨﻪ - ﻭﻻ ﺃﺯﻛﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ -، ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺪﺭ،
ﻓﺄﺳﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﻨﺸﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺭﻙ، ﻓﻴﻌﻠﻲ ﺑﻬﺎ
ﻫﻤﻤﺎ، ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﻮﺳﺎ . ﻭﻫﻮ ﺧﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ، ﻭﻟﻮ ﺑﺤﻔﻞ ﻣﺼﻐّﺮ، ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﻳﺒﺎ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻌﺒﺪﻙ ﻧﺎﺻﺮ، ﻭﺍﺭﻓﻊ ﺩﺭﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ، ﻭﺍﺳﻠﻜﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ، ﻭﺿﺎﻋﻒ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ،
ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ، ﻭﺍﺟﻤﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ .
--------------------------
‏( [1]‏) ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺣﻠﻘﺔً ﺻﻮﺗﻴﺔ، ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺑُﺜّﺖ ﻋﺒﺮ ﺃﺛﻴﺮ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﺎﻡ 1430 ﻫـ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻓﻲ
ﻣﺘﺠﺮ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ "ﺁﺏ ﺳﺘﻮﺭ ."
‏( [2]‏) ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺣﻠﻘﺔً ﺻﻮﺗﻴﺔ، ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺑﺜﺘﻬﺎ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﺎﻡ 1432ﻫـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.