( 3 ) ثلاثيات البيت السعيد ( 3 ) -
http://www.saaid.net/mktarat/alzawaj/41.htm
ﻣﻬﺬﺏ ﺃﺑﻮ ﺃﺣﻤﺪ
ﺛﻼﺛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ . .
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ . .
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﺗﺄﻣﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ..
ﺛﻼﺛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ....
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺼﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻲ
ﺍﻟﺤﺼﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ - ﺑﻠﻪ - !
ﻓﺎﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ، ﻘﺪﺭ
ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺎ
ﻣﻨﻴﻌﺎً ، ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ ﺩﻓّﺎﻗﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ !
ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﺤﺴﺐ ؛ ﺑﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻄﻠﺐ
ﻣﺨﻠﻮﻕ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ !
ﻓﺘﺠﺪ ﻛﻞ ﻳﻐﺪﻭ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺳﻌﺎﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺇﺳﻌﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻘﺮ ﻪ
ﻋﻴﻨﻪ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﻭﺭﺳﻤﺖ ﺧﻄﻮﻃﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺎﺻﺔ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ . ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺛﻼﺛﻴﺎﺕ ....
ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺪﺭﻛﻪ ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻭﻗﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻝ
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﺃﺭﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻭﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺐ
ﺍﻟﺴﻮﺀ ( .
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺎﺭ
ﺳﻠﺒﺎً ﻭﺇﻳﺠﺎﺑﺎً ﻓﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺟﻤﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﻭﺍﺣﺪ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺘﻜﻮﻥ
ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ :
1 - ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ .
2 - ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ .
3 - ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ .
ﺃﻭﻻً ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ :
1 - ﺍﻟﺰﻭﺝ .
2 - ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ .
3 - ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ .
ﺍﻟﺰﻭﺝ
ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ :
1 - ﺍﻟﺪﻳﻦ .
2 - ﺍﻟﺨﻠﻖ .
3 - ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ .
* ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ) ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ( ﻓﺠﻌﻞ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ .
ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻳﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﻬﺔ
ﺍﻟﺰﻭﺝ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻗﺪ ﺃﺑﺎﺣﺖ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ .
ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ - ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ - ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺍﻷﻋﻢ ﻫﻮ ﻟﺬﻱ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺰﻭﺟﻬﺎ ﺳﻠﺒﺎً ﻭﺇﻳﺠﺎﺑﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺷُﺮﻉ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻜﺲ .
ﻭﺳﺮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ : ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻰ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﻮﻑ ﻝ
ﻭﻳﺘﻔﺎﻧﻰ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،
ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺃﻣﺮ
ﻭﻧﻬﻴﻪ ﻓﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﺴﺮ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ . ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ... ﻭﻫﻜﺬﺍ .
ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﺘﻨﻌﻜﺲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻷﺑﻨﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻭﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ . ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺑﺎﺷﺘﺮﺍﻁ
ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ :
* ﺍﻟﺨﻠﻖ .
ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻓﺰﻭﺟﻮﻩ ( ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ) ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ( ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺧُﻠﻖ ﺃﺧﺺ ﻦ
ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻃﻦ : ﻥ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻓﻤﻦ ﻋُﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺻﻴﺎﻧﺘﻪ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﻪ
ﺳﻴﺼﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﻳﺤﻔﻈﻬﺎ .
ﻭﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻋﻰ ﺎ
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ :
ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ :
ﻓﻴﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ : ﻋﻦ ﻲ
ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺧﻠﻘﺖ
ﺿﻠﻊ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺑﻬﺎ
ﻋﻮﺝ ﻭﺇﻥ ﺫﻫﺒﺖ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ ﻛﺴﺮﺗﻬﺎ ﻭﻛﺴﺮﻫﺎ ﻃﻼﻗﻬﺎ ( ) ﺍﺳﺘﻮﺻﻮﺍ ﺎﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺧﻴﺮﺍً ( .
- ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ .
ﻋﻠﻰ ﺣﺪّ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻭَﻋَﺎﺷِﺮُﻭﻫُﻦَّ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ( .
- ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ) ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ (
ﺇﻥ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻭﺩّﻫﺎ ﻭﻗﺮّﺑﻬﺎ ﻭﺣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺣﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﺴﺘﻐﻼً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺒﺚ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺮﻫﻬﺎ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻬﻨﻬﺎ
ﺃﻭﻳﻜﻔﺮ ﻋﺸﺮﺗﻬﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻣِﻦْ ﺁﻳَﺎﺗِﻪِ ﺃَﻥْ ﺧَﻠَﻖَ ﻟَﻜُﻢ ﻣِّﻦْ ﺃَﻧﻔُﺴِﻜُﻢْ ﺃَﺯْﻭَﺍﺟًﺎ ْﻜُﻨُﻮﺍ
ﺇِﻟَﻴْﻬَﺎ ﻭَﺟَﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢ ﻣَّﻮَﺩَّﺓً ﻭَﺭَﺣْﻤَﺔً ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﺂﻳَﺎﺕٍ ﻟِّﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ { )1
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻣﺎ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ
ﻭﻟﺪ ﺃﻭ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺃﻭ ﻟﻸﻟﻔﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﻓﻲ ﻚ
ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻄﻠﺐ
ﻣﻠﺢ ﻭﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ، ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ
ﺍﻵﺧﺮ . ) ﺇﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻋﺮﻳﺾ ( ﻓﺘﻨﺔ ﺗﻘﻊ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺗﺒﺬّﻝ ﺍﻷﺧﻼﻕ .
ﻭﻓﺴﺎﺩ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻷﺳﺮ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ .
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﺻﻔﻴﻦ ﺃﻭﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ) ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ (
· ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ .
ﺍﺧﺘﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺨﺼﻴﺼﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻞ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﺍﻟﺮِّﺟَﺎﻝُ ﻗَﻮَّﺍﻣُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀ ( ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﺎﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺐ .
ﻭﻻﺯﻣﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺬﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺣﻔﻈﻬﺎ .؛ ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺘﻌﺒﻴﺮ
ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﻗﻮّﺍﻣﻮﻥ ( ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ
ﻗﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﺄﺩﻳﺒﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺗﻬﺎ . ﻭﺑﺬﻝ ﺴﺘﻄﺎﻉ
ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ .
ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﻳﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺸﺮﻳﻒ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﺮ
ﻭﺗﻜﻠﻴﻒ ، ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﻟﺘﺒﺮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺈﻥ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻳﺨﺘﻞ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﺃﻣﺮﻫﺎ ، ﻻﺧﺘﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ .
ﻓﺎﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻌﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﻘﻮﺍﻣﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻠﻴﻬﺎ
ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻭﺑﺬﻟﻪ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﺇﺫ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﺭﺍﺟﻌﺔ ﻟﻴﻬﺎ
ﻭﺇﻟﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ...
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﻮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﺈﻧﻪ ) ﻻ ﻳﻔﻠﺢ ﻗﻮﻡ ﻭﻟّﻮﺍ
ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ ( ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻳﻨﺠﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ !.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺑﻪ ﺳﻌﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻛﺘﻤﺎﻝ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﺭﺍﺑﻂ ﻣﻬﻢ :
http://www.naseh.net/vb/showthread.php?
s=&threadid=14462
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ
ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ
-1 ﺍﻟﺼﻼﺡ .
2 - ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ .
3 - ﺍﻟﻴﺴﺮ .
· ﺍﻟﺼﻼﺡ .
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ؛ ﻠﺐ
ﺍﻟﺼﻼﺡ .
ﻭﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﺩ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻓﻲ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻮ: ﺻﻼﺡ ﺩﻳﻨﻬﺎ ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻟﻨﺺ ﺑﺎﻟﻈﻔﺮ ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ) ﺗﻨﻜﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻷﺭﺑﻊ ﻟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻟﺤﺴﺒﻬﺎ
ﻭﻟﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻟﺪﻳﻨﻬﺎ ﻓﺎﻇﻔﺮ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺮﺑﺖ ﻳﺪﺍﻙ ( ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺪﻳﺚ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﻨﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻳﺮﻓﻌﻪ :ﻻ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﺤﺴﻨﻬﻦ
ﻓﻌﺴﻰ ﺣﺴﻨﻬﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻳﻬﻦ - ﺃﻱ ﻳﻬﻠﻜﻬﻦ - ﻭﻻ ﺗﺰﻭﺟﻮﻫﻦ ﻻﻣﻮﺍﻟﻬﻦ
ﻓﻌﺴﻰ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻦ ﺃﻥ ﺗﻄﻐﻴﻬﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺰﻭﺟﻮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻷﻣﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ
ﺫﺍﺕ ﺩﻳﻦ ﺃﻓﻀﻞ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨَﻠْﻖ
ﺿﻠﻊ ﺃﻋﻮﺝ ﻳﺤﺘّﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﺩﻳﻨﻬﺎ ﻭﻳﺤﺠﺰﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻭﻋﻮﺟﻬﺎ ﻓﻼ ﻰ
ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﺎﺀﻫﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺴﻌﻰ ﻷﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺎ
ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ .
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﺷﺪ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻫﺬﺍ
ﺃﻣﺮ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺤﻴﺢ
ﺍﻳﺴﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺮﺩﻋﻬﺎ ﺩﻳﻦ ﻭﻻ ﻖ
ﻭﻟﺴﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ : ﻣﺎ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺟﻨﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ،ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ - ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ - ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ:
- ﺃﻧﻪ ﻟﻤّﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻓﻲ ﻴﺖ
ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﺁﻛﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ
ﺃﻭ ﻣﺠﺘﺮﺉ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺣﺮّﺝ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﺇﻧﻲ ﺃﺣﺮﺝ ﺣﻖ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ( . ﻓﺼﺎﺣﺐ ﻖ
ﺍﻗﺮﺏ ﻷﻥ ﻳﺮﻋﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﺑﺤﻘﻬﺎ .
- ﺃﻧﻪ ﻟﻤّﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺧُﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺿﻠﻊ ﺃﻋﻮﺝ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺟُﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺺ
ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺨُﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﻘّﺔ ﻟﻠﺠﺒﻠﺔ ﻲ
ﺟُﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ . ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﺄﻣﺮ ﺃﺓ
ﺑﺤﻔﻆ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌّﻞ ﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ
ﺣﻘﻮﻕ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺟﻬﺎ ﻭﻧﻘﺼﻬﺎ - ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ - .
· ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ .
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ ﻫﻨﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻤﺨﺒﺮ .
ﻓﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺨﺒﺮ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺷﻔﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ..
ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺠﻤﺎﻝ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ .
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺓ ﻧﻘﻴّﺔ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﺣﻴﻴﺔ ، ﺗﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ،ﻭﺗﺤﺴّﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ، ﺗﻘﻴﻢ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻭﺗﺤﻔﻆ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻋﻰ
ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ؛ ﺟﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﺎﻝ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﺇﺫﺍ ﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺧﻤﺴﻬﺎ ﻭﺻﺎﻣﺖ
ﺷﻬﺮﻫﺎ ﻭﺣﺼﻨﺖ ﻓﺮﺟﻬﺎ ﻭﺃﻃﺎﻋﺖ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺎﺀﺕ
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻗﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ :
- ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ .
- ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺝ ) ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ( .
- ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ . ) ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌّﻞ ﻟﻪ ﻭﻋﺸﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ( .
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺨﺒﺮ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺼﺪ ﺗﻜﻤﻴﻠﻲ ﻟﺪﻭﺍﻡ
ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺟُﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻧﺲ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﻳﺴﻜﻦ ﻟﻴﻪ
ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﻐﻨّﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺗﺎﻩ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ - ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻚ-
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﺻﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮّﻑ ﻓﻴﻪ ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻣﻮﺭﺍً ﺗﺘﺠﻤﻞ ﻭﺗﺘﺰﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﻟﺒﻌﻠﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ
ﺣﺴﻦ ﺗﺒﻌﻠﻬﺎ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ .
ﻭﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ :
- ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻜﺮﺍً ﻏﻴﺮ ﺛﻴّﺐ .
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﺃﺩﻋﻰ ﻟﻸﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﻤّﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻨﺪﺏ ﻟﻠﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ
ﺍﻷﺑﻜﺎﺭ : ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ) ﻓﻬﻼّ ﺑﻜﺮﺍ ﺗﻼﻋﺒﻬﺎ ﻭﺗﻼﻋﺒﻚ
) ﻭﺗﻀﺎﺣﻜﻬﺎ ﻭﺗﻀﺎﺣﻜﻚ ( !
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻷﺑﻜﺎﺭ ﻓﺈﻧﻬﻦ ﺍﺳﺨﻦ ﺍﻗﺒﺎﻻً ﺃﻧﺘﻖ
ﺃﺭﺣﺎﻣﺎ ﻭﺃﺭﺿﻰ ﺑﺎﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ( !
- ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ .
ﺛﻢ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ - ﺃﻱ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺑﻜﺮﺍً - ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺐ
ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤّﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﻟﻠﺰﻭﺝ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺘﻜﻤﻴﻠﻬﺎ
ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﻦ ) ﺍﻟﻤﺨﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ( ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻨﺰﺍ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﺟﺎﺀ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻨﺰ ﺍﻟﻤﺮﺀ : ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺎ
ﺳﺮﺗﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻔﻈﺘﻪ ( .
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻮﺻﻒ : ) ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺮﺗﻪ ( ﺑﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻃﻼﻗﺘﻪ ،
ﻭﺣﺴﻦ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ... ﻫﺬﺍ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻧﻈﺮﻩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗُﺴﺮّ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺗﺄﻧﺲ
ﻋﻴﻨﻪ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﺑﻘﻲ !!!
ﻭﻫﺎﻫﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﺳﻴﻤﺎ ﻲ
ﺯﻣﻦ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﺳﺎﺋﺒﺔ ، ﻓﺈﻥ ﺆﻣﻦ
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻒّ ﺑﻪ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻭﻳﻘﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺪّ ﻴﻪ
ﺇﻟﻰ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ !!
ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺤﺬﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺮ ﻭﺭﺍﺀ ﺎﺙ
ﺍﻟﻤﻮﺿﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﻋﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ !!
ﻓﺘﻜﻠّﻒ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻳﻦ ﺑﻤﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺪﻳﻠﻪ
ﺑﺎﻟﻨﻤﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺷﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻠﺞ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻲ
ﻳﻌﻮﺩ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
· ﺍﻟﻴﺴﺮ ..
ﺛﺒﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﺧﻴﺮﻫﻦ ﺃﻳﺴﺮﻫﻦ ﺻﺪﺍﻗﺎ ( ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ
ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻝ
) ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺮﻛﺔ ﺃﻳﺴﺮﻫﻦ ﺻﺪﺍﻗﺎ ( ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻭﻧﻤﺎﺀﻩ .
ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻴﺴﺮ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻭﺣﺎﻟﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻤﻦ ﻏﻼ ﺻﺪﺍﻗﻬﺎ
ﻭﻓﺤﺶ .
ﻭﺇﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﺳﺔ ﻭﺷﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺝ
ﻣﻦ ﺟﺮّﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﺛﺮﺓ ..
ﺇﻳﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ ..
ﻭﺗﻘﺴﻴﻂ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺓ..
ﻭﻗﺮﺽ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺧﻴﺮﻳﺔ ..
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺴﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﻤﻬﺮ ﻭﻟﻴﻘﻴﻢ ﺣﻔﻠﺔ ﺯﻓﺎﻑ ﺗﻠﻴﻖ ) ﺑﺎﻟﻤﺤﺮﻭﺳﺔ ( ..
ﻓﺄﻱ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻫﻢّ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻟّﻪ
ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ؟ !!!
ﺑﻞ ﺃﻱ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺔ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﺷﻘﺎﺀﻩ ﻩ
ﻭﻣﺼﺎﺋﺒﻪ !
ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻟﻲ ﻭﺃﻥ ﺃﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﺕ
ﺷﺎﺑﺎ ﻣﻬﺮ ﻋﺮﻭﺳﻪ ) ﻣﺒﻠﻎ ﺧﻴﺎﻟﻲ ( !!!!
ﺳﺄﻟﺘﻪ : ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ؟ !
ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷﺧﺮﺟﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻵﻑ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ - ﻳﻌﻨﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ - !!
ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺯﻓﺎﻓﻪ ... ﻓﺒﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﺣﺠﻢ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﺎﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺔ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﻨﺰﻓﺘﻪ ﺣﺘﻰ
ﺃﻓﻘﺮﺗﻪ !!!
ﻭﻛﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﻃﻼﻕ ﺗﻤّﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺄﺳﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺃﻭ
ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺷﻬﺮﻳﻦ ، ﺛﻢ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﻭﺟﻠﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻻﺳﺘﺨﻼﺹ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻄﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ !!
ﺃﻻ ﻓﻠﻴﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻬﻮﺭ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ، ﻓﺈﻥ ﺍﺷﺮﻑ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺕ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻬﺮ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺸﺮ ﻣﻬﺮ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ! ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺰﻭّﺝ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻴﺴﻴﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻴﺴّﺮﺓ ﻟﺘﺤﻞّ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﺻﻔﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﻷﺧﺮﻯ ، ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ
ﺍﻟﻴﺴﺮ ﺻﻔﺔ ﻳﺤﺴّﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻭﻋﺸﺮﺗﻪ .
ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮﺓ :
- ﻳﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺮ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻕ .
- ﻳﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺠَﻬﺎﺯ ﻭﺍﻟﺰﻓﺎﻑ .
- ﻳﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﺍﻷﻟﻔﺔ .
- ﻳﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻄﻠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻓﻼ ﺗﻜﻠّﻒ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ، ﺑﻞ ﻫﻲ
ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﺘﻜﻴّﻔﺔ ﻣﻊ ﺣﺎﻝ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻗﻨﻮﻋﺔ ﺻﺒﻮﺭﺓ ﺷﺎﻛﺮﺓ ﺣﺎﻣﺪﺓ .
ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ . .
ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ
1 - ﺍﻟﺼﻼﺡ .
2 - ﺍﻟﺒﺮ .
3 - ﺍﻟﺼﺤﺔ .
· ﺍﻟﺼﻼﺡ .
ﺻﻼﺡ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ .
ﺇﺫ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﻮّﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺠﺪﻫﺎ ﻴﺎﻏﺔ
ﻋﺰّﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﻫﺪﻯ . ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺻﻼﺣﻬﻢ ﻣﻄﻠﺐ ﺷﺮﻋﻲ
ﻓﻬﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻦ ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ ﻓﺎﻻﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺛﻤﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻴﺖ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ .. ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﻴّﻨﺔ ﺑﻞ ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺍﺛﺮ ﺻﻼﺣﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ
ﺃﺑﻮﻳﻪ :
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ) ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺻﺪﻗﺔ ﺟﺎﺭﻳﺔ
ﻋﻠﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﺃﻭ ﻭﻟﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ( ﻓﺘﺄﻣﻞ ﺑﺮﻛﺔ ﺻﻼﺡ ﺍﻻﺑﻦ ﻛﻴﻒ
ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﻤﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻟﻠﻮﻟﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻼﺡ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀﺕ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﺓ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺣﺴﻦ
ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻭﺗﺄﺩﻳﺒﻬﻢ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﻨﻮﻥ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ﺎﻟﺤﺎﺕ
ﺧﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻚ ﺛﻮﺍﺑﺎ ﻭﺧﻴﺮ ﺃﻣﻼ ( ؛ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﺸﻐﻠﺔ ﻭﻓﺘﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
) ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﻓﺘﻨﺔ ( ﻭﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﺠﺒﻨﺔ ﺒﺨﻠﺔ
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻋﻄﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺧﻴﺮ ( ﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻫﻲ : ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﻘﺮﺏ
ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻭﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﻟﻪ
ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ ﻟﻪ ﻗﺪ ﺗﺸﻐﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ
ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻧﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ
ﻭﺍﺩﺧﺎﺭﻫﻢ ﻟﻶﺧﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﻦ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﺧﻮﺍﺀ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ... ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ) ﻋﻤﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ( ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﺑﻦ ﻮﺡ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻧﻮﺡ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻚ ﺇﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ (
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺃﻣﺮ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ) ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﻬﺪﻱ ﻣﻦ
ﺃﺣﺒﺒﺖ ( - ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻚ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
- ﺣﺴﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ .
ﺃﻋﻨﻲ ﺣﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺟﻌﻠﺖ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻦ ) ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ( .
ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﺪﻳﻦ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ) ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺇﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻓﺄﺑﻮﺍﻩ ﻳﻬﻮﺩﺍﻧﻪ ﺃﻭ ﺼﺮﺍﻧﻪ
ﺃﻭ ﻳﻤﺠﺴﺎﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﺑﻬﻴﻤﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ ﻫﻞ ﺗﺤﺴﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺀ
ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻵﻳﺔ .
- ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ . .
ﻓﻌﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ) ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻨﺎ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺟﻨﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻳﻀﺮﻩ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ (
ﻗﺎ ﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻳﺬﻫﻞ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮﻩ . ﺍﻟﻔﺘﺢ 9 / 229
-- ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ .. .
ﻓﻌﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ ) ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺫﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻴﺴﻰ : ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ .
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻳﻤﺴّﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﺴﺘﻬﻞ ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ
ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻟﻮﺩ
ﺇﻻ ﻳﻤﺴﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﺴﺘﻬﻞ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﺇﻻ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﺌﺘﻢ
ﺍﻗﺮﺅﻭﺍ ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻴﺬﻫﺎ ﺑﻚ ﻭﺫﺭﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ( .
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﻭﻻﺩﺗﻪ ، ﺇﺫ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ
ﺗﺤﺼﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ) ﻭﻟّﻰ
ﺿﺮﺍﻁ ( !
- ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ
ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ . ...
ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺳﻪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ
- ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
- ﺣﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
- ﺣﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
- ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ : ) ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ - ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ - ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻷﺭﺣﺎﻡ
- ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ - ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ( .
ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
- ) ﻣﺮﻭﺍ ﺃﺑﻨﺎﺀﻛﻢ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻟﺴﺒﻊ ﻭﺍﺿﺮﺑﻮﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻌﺸﺮ ( .
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﺟﻌﻞ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺳﻦ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻃﻔﻼ ﺑﺪﺃ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻠﻲ
ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮﺍﺕ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ) 35 ( ﺻﻼﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ) 140
ﺻﻼﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ) 1680 ( ﺻﻼﺓ ﻭﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ) 5040 ( ﺮﺓ
ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﻴﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﺳﻦ
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ؟ !!
- ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺷﻌﻴﺮﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎً ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺷﺤﺬﺍ ﻟﻠﻬﻤﻢ .
ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻠّﺪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ، ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎﺀ ﺘﻮﺟﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ) ﺻﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ( ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻪ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﻴﺖ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﺑﻪ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.
- ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﻭﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻯ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﺮ
ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺗﺼﻠﻲ ﻣﻌﻪ ﻭﺗﺆﻣﻦ ﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻪ .
ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻳﺤﺘﺮﻡ ﻭﻳﻘﺪّﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻭﻋﺪﻡ ﺯﺟﺮﻩ ﻭﺗﺄﻧﻴﺒﻪ ﻟﻮ ﻄﺄ
ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻏﺒﺔ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﻭﻛﺜﺮﺗﻬﺎ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻤّﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄﻧﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ .
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻟﻴﺤﻤﻞ
ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻳﺮﺗﺤﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ ﻴﻄﻴﻞ
ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺣﺞ ﺃﻭ ﻋﻤﺮﺓ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺃﻭ
ﻣﻮﻃﻦ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﻟّﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﺒﺎ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎً ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ
ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ .
- ﺗﻌﻮﻳﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ..
ﻛﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ، ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺑﻐﺾ
ﺍﻟﻜﺬﺏ ، ﻭﺗﻌﻮﻳﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﻛﺄﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ .... ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ
ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ... ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺏ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﻟﺪ ﻭﻭﺍﻟﺪﺓ ﻣﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪﻭﺓ !
ﻓﻴﺎﻟﻠﻪ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ
ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ...
ﻭﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻛﻢ ﻫﻮ ﺷﻘﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﺮﺑﻬﻢ
ﺇﻟﻴﻪ !!
- ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ .. .
ﻓﺈﻥ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺫﻟﻚ
ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻔﺎﻕ
ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﺠﺄ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺮﻋﻰ ﺃﻟﺴﻨﺘﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻼ ﻧﺪﻋﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ
ﺑﺨﻴﺮ ﻭﻋﺎﻓﻴﺔ ، ﻓﺮﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .. ﻭﺭﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺗﺤﺒﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺴﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔ .
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﺛﺮ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻭﺍﻹﻗﺘﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻚ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺣﺬﻭ ﺍﻟﺪﻳﻬﻢ
ﻣﺸﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﻝ : :: ﻓﻘﻠّﺪ ﻧﺤﻮ ﻣﺸﻴﺘﻪ ﺑﻨﻮﻩ !!
· ﺍﻟﺒﺮ . .
ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺒﺮ ﺧُﻠﻖ ﺃﺧﺺّ .
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻓﺮﺩﺗﻪ ﻻﻟﺘﺼﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﺎﻷﺑﻨﺎﺀ ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺒﺮ ﻣﻦ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﻃﻠﺐ
ﺍﻟﻮﻟﺪ .
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮ ﺑﻬﻤﺎ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺮﺑﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻭﻓﻠﺬﺍﺕ ﺃﻛﺒﺎﺩﻧﺎ .. ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺂﺑﺎﺋﻨﺎ ﻭﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ
ﻓﻜﻢ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘّﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺅﻭﺍ
ﺑﺨﺎﺻﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺮ ﺑﺂﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ .
ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺣﻘﺎً ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺗﺘﺰﻭﺝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺛﻢ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻐﻔﻼﻥ ﻋﻦ ﺒﺮ
ﺑﺂﺑﺎﺋﻬﻢ ﻇﻨّﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺷﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻮﻕ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﻣﺘﻬﻢ
ﺍﻟﺒﺮ ﺑﺂﺑﺎﺋﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ !
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺒﻘﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺐ ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﺔ - ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ - ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺘﺠﺮّﻉ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻘﻮﻕ ﺍﻵﺑﺎﺀ .
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺛﺮ : ﺑﺮﻭﺍ ﺁﺑﺎﺀﻛﻢ ﺗﺒﺮﻛﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀﻛﻢ !!!
ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺒﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻬﺎﻛﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ :
- ﺍﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ...
ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ) ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻟﻪ ﻣﻨﻜﻢ ﻮﺩ
ﻓﺄﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻚ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺷﺎﺗﺎﻥ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺷﺎﺓ ( ﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ . ﻭﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺗﻬﻦ
ﺑﻌﻘﻴﻘﺘﻪ ﺗﺬﺑﺢ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﺑﻌﻪ ( .
ﻓﺎﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺑﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺗﺠﻨﻴﺒﻬﻢ
ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ .
- ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻟﻠﻤﻮﻟﻮﺩ ....
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺤﺐ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻳﻌﺠﺒﻪ
ﺍﻟﻔﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ .
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻟﻪ ﺍﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺣﺎﻣﻠﻪ ، ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﺣﺴﻨﺎً ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﺍﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ. ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﻗﺒﻴﺢ ﺍﻻﺳﻢ ﻜﺒﺮ
ﻭﺗﻜﺒﺮ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﻘﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺨﻴّﺮ ﻟﻪ ﺍﺳﻢ ﻳُﻌﻴّﺮ ﺑﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻗﻊ -
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ - .
ﻭﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻚ ﻷﺑﻨﻚ ﻭﻃﻔﻠﻚ :
- ﻋﻮّﺩ ﻃﻔﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺃﺑﻮﻳﻪ . ﻓﻼ ﻳﺮﻓﻊ ﺃﺣﺪﻛﻤﺎ ﺻﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺴﻘﻂ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻷﺑﻮﻳﻪ ﺃﻭ
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ . ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻜﻤﺎ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺗﻌﺎﺭﺿﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻫﻴﺒﺔ ﺣﺪﻛﻤﺎ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ .
- ﻛﺎﻓﺊ ﻃﻔﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺑﺮﻩ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻷﺑﻮﻳﻪ ﻭﺳﻤﺎﻋﻪ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ
ﻓﻘﺪ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .. ﻻ ﻌﻠﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻳﻤﺮّ ﺩﻭﻥ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﺃﻭ ﺇﺷﺎﺩﺓ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ .
- ﻻ ﺗﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ ﻳﺴﺐ ﺪﻳﻪ
ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻟﻴﻀﺮﺏ ﺃﻭ ﻳﺼﻔﻊ !! ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻪ
ﻋﺎﺑﺮﺍ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﺑﺮﺍً ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ !!
- ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﺃﺷﻌﺮﺍ ﺃﺑﻨﺎﺀﻛﻢ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻤﺎ ، ﻓﺒﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻨﻤﻰ
ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ .
ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﻮﺍﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺗﻐﻤﺮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻧﺖ
ﺟﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﻣﻌﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﺒﻖ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻠﺒﻦ ،
ﻳﻮﻡ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﺒﻮﻕ ﻓﺄﺩﺭﻛﻬﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻣﺎ ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻤﺎ ﺘﻰ
ﻳﺴﺘﻴﻘﻈﺎ ﻟﻴﻌﻄﻴﻬﻤﺎ ﻏﺒﻮﻗﻬﻤﺎ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻳﺘﻀﺎﻏﻮﻥ ﻛﺘﻀﺎﻏﻲ ﻐﺎﺭ
ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻫﻮ ﻳﺆﺛﺮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻐﺒﻮﻕ ﺃﺣﺪ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ
ﻓﻴﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻧﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻀﺎﻏﻲ .. ..
ﻭﻳﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻋﺬﺏ ﻭﺃﻫﻨﺊ ﻭﺍﻣﺮﺉ ﺍﻟﻐﺒﻮﻕ ﺑﻌﺪ ﺷِﺒﻊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ....
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﺮّﺝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺭ ﻛﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ !!!
ﻛﻢ ﻫﻲ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﺮ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ .
· ﺍﻟﺼﺤﺔ ..
ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺑﻦ
ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﻭﻋﺎﻓﻴﺔ .
ﻓﻜﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﺣﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﻭﻋﺎﻓﻴﺔ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺷﺄﻧﻪ ﺑﻘﻴﺎﺳﻪ ﺑﺎﻟﻀﺪ ...
ﻓﻜﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﺌﻴﺒﺎً ﻋﻨﺪ ﻣﺮﺽ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ...
ﻓﻼ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻧﻬﺎﺭ !! ﻳﺤﺲ ﺑﻬﺬﺍ ﻛﻞ ﺃﺏ ﻣﺸﻔﻖ ﻭﺃﻡ ﺣﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻗﺪ ﺫُﻛﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﻨﺌﻮﻥ ﻣﻦ ﻭُﻟﺪ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ ﺑﺴﻼﻣﺔ
ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺎﻗﺎ ﺃﻭ ﻣﻌﺘﻮﻫﺎ ! ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺄﻝ
ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ : ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺻﺤﺘﻪ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺗﺸﻴﺮ ﻣﻦ
ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ؛ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
- ﺍﻟﻨﺪﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ .. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻣﺴّﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ
- ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ) ﻛﻞ ﻏﻼﻡ ﻫﻴﻨﺔ
ﺑﻌﻘﻴﻘﺘﻪ ﺗﺬﺑﺢ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﺑﻌﻪ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ (
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﺑﻌﻪ ﻣﺮ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺈﺑﻄﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻟﻄﻔﻞ
ﺍﻟﺨﻠﻮﻕ ، ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻄﻴﺐ .
- ﺗﺤﻨﻴﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻪ ﺍﺛﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﻔﻢ ) ﺍﻟﺤﻨﻚ ( ﻣﻤﺎ ﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺭﺿﺎﻋﺔ ﻟﺒﻦ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻪ .
- ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺗﻌﻮﻳﺬﻫﻢ ﺑﺎﻷﺫﻛﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ . ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ :
ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻜﻒّ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ
ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻨﺢ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﺃﻣﺴﻴﺘﻢ ﻓﻜﻔﻮﺍ ﺻﺒﻴﺎﻧﻜﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﺳﺎﻋﺔ ﻦ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺨﻠﻮﻫﻢ ( ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ : ) ﻓﺈﻥ ﻟﻠﺠﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻭﺧﻄﻔﺔ ( !
- ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺨﺘﺎﻥ ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻪ
ﺻﺤﻴﺔ ﺃﺛﺒﺘﺘﻬﺎ ﺑﺤﻮﺙ ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﻓﺤﻮﺻﺎﺕ ﻃﺒﻴﺔ ﺑﻴّﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻤﺨﺘﻮﻥ
ﺃﺣﺴﻦ ﺻﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻮﻥ .
- ﺍﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ . ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﺮﺿﻌﻪ ﻣﻪ
ﺣﻮﻟﻴﻦ ﻛﺎﻣﻞ ، ﻭﻣﻦ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺣﻠﻴﺐ ﺍﻷﻡ ﻟﻠﻄﻔﻞ
ﻓﻘﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻊ ﺭﺿﺎﻋﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻗﻞ ﺔ
ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﺿﺎ ﻟﻤﺮﺽ ﻭﺭﺍﺛﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻓﺎﻟﺮﺿﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﺆﺧﺮ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺽ. ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﺪﺛﺖ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺣﻴﺚ ﺧﺼﺼﺖ ﻓﺼﻮﻻ
ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺖ ﺭﺿﺎﻋﺘﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀ. !
ﻓﻠﺒﻦ ﺍﻟﺜﺪﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻏﺬﺍﺋﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﺴﻬﻞ ﻫﻀﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﻌﺎﺀ ﻟﻄﻔﻞ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻘﻢ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ
ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺻﻴﻔﺎً ﻭﺷﺘﺎﺀً . ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﻠﻤﻴﺎًﺑﺎﻷﺟﺴﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ.
ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻟﻠﺮﺿﺎﻋﺔ ﺃﺛﺮﺍ ﺍﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻨّﺘﻪ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ : ﺃﻥ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺮﺓ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺗﺴﺘﺬﻭﻕ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻭﺗﺴﺘﻌﺬﺑﻬﺎ ﻛﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻤﺄ
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻭﻟﻰ ﺛﻼﺛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ . .
ﻭﻫﻲ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ . . .
ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ
ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ . . !
1 - ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ .
2 - ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﺼﻦ ﺑﺎﻷﺫﻛﺎﺭ .
3 – ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .
ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻫﻮ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺍﻣﺘﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻓﻘﺎﻝ : ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ
ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﺳﻜﻨﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺑﻴﻮﺗﺎ ﺗﺴﺘﺨﻔﻮﻧﻬﺎ ﻳﻮﻡ
ﻇﻌﻨﻜﻢ ﻭﻳﻮﻡ ﺇﻗﺎﻣﺘﻜﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﺍﻓﻬﺎ ﻭﺃﻭﺑﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﺃﺛﺎﺛﺎ ﻭﻣﺘﺎﻋﺎً
ﺣﻴﻦ ( .
ﻓﺎﻟﺴﻜﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻐﻔﻞ - ﺣﻘﺎً - ﻋﻦ ﻗﺪﺭﻫﺎ
ﻭﺷﻜﺮﻫﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻜﺮ . ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﻐﺾ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺪ ﺃﺧﻼﻕ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ، ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻗﺒﺮﺍً ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺑﻴﺘﺎً ﻟﻠﺠﻦ ﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﺑﻬﺎ ﻓﺨﺮﺍ ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺀً .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﻠﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻈﻴﻢ
ﺟﻬﻠﻨﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﻏﻔﻠﺘﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ - ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻦ - ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ:
- ﺗﺴﺘﺮ ﺍﻟﻌﻮﺭﺍﺕ .
- ﻭﺗﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻄﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
- ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ .
- ﺣﺮﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮّﺍﻕ ﻭﺍﻟﻘﻄّﺎﻉ .
- ﻧﻘﻀﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺎﻳﺸﻨﺎ .
- ﻧﺄﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺮﺍﺿﻨﺎ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﺃﺛﺎﺛﻨﺎ ﻭﻣﺘﺎﻋﻨﺎ .
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ) ﺍﻟﺴﻜﻦ ( ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺠﺪ ﻟﺬﺗﻬﺎ
ﻣﻦ ﻓﻘﺪﻫﺎ .
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﺑـ ) ﺍﻟﺴﻜﻦ ( ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ )
ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﺳﻜﻨﺎً ( ﺗﺴﻜﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﺪﺍﻧﻜﻢ ﻭﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﻭﺗﺄﻧﺲ ﺑﻬﺎ
ﻓﺎﻟﺴﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﻗﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻦ . ﻓﻔﺮﻕ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﻦ ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻣﺎﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻜﻨﺎً ﺑﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻴﻮﺕ ﻴﻢ
ﻭﺷﻘﺎﺀ ﻭﻓﺰﻉ ﻭﺧﻮﻑ - ﺃﺟﺎﺭﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ - ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﻴﻢ
ﻣﻨّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻜﻦ .
ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺳﻜﻨﺎً ) ﺳﻌﻴﺪﺍً ( ﻭﻟﻴﻜﺘﻤﻞ ﺑﻪ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻴّﺰ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ :
· ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ .
ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻭﻗﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ – ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ - ﺃﻥ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ) ﺃﺭﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ( ﻭﺫﻛﺮ
ﻣﻨﻬﺎ : ) ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ( ﻓﺎﻟﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺃﻣﺮ ﻣﺒﺎﺡ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﺠﺎﻭﺯﺓ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺪّ .
ﻭﺍﻟﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺃﻣﺮ ﻧﺴﺒﻲ !
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ ﻭﺃﻧﻤﺎﻁ ﺎﺗﻬﻢ
ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﺻﻔﺔ ﻣﺤﻤﻮﺩﺓ ﺗﺠﻠﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻷﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﺑﻘﺪﺭ
ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻮﺳﻊ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ . ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻔﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ، ﻓﻤﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺃﻧﻪ :
- ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ .
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻀﺎﺟﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ -. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ -
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﺗﺮﺑﻮﻳﺎ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪ :
ﻻﺣﻆ ﻣﻌﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺫﻱ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﺜﺮ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﻜﺜﺮﺓ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ... ﻻﺣﻆ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻓﺴﻴﺠﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺠﻮ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺘﺒﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺮﺓ
ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻭﺗﺄﻧﻴﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺴﻴﺮ
ﻭﺳﺘﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ .. ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ
) ﻻ ( !!
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻻﺣﻆ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺗﺮﺑﻴﺘﻨﺎ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻤﻨﺰﻝ
ﺿﻴﻘﺎً :
ﺍﺟﻠﺲ ﻻ ﺗﻜﺴﺮ ..
ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻚ !..
ﺃﻟﻢ ﺍﻗﻞ ﻟﻚ ﻻ ﺗﻠﻌﺐ ؟ !!!
ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻢ ﻧﻤﻮ ﺲ
) ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ( !
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺳﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
- ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﻄﻠﺐ ﺟﻤﺎﻟﻲ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
) ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ( .
ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﺭﻭﻧﻘﺎ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻓﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
- ﻭﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﺗﻐﻴﺮ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺮﻭﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ؛ ﺳﻊ
ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻷﺣﺒﺔ ﻭﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻣﻄﻠﺐ ﻣﻠﺢ
ﻭﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ . .
ﻏﺮﻓﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ، ﻭﻏﺮﻓﺔ ﻟﻠﻀﻴﻮﻑ ، ﻭﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ ، ﻭﺻﺎﻟﺔ ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ ،
ﻭﻏﺮﻓﺔ ﻟﻠﻨﻮﻡ ، ﻭﻣﺨﺰﻥ ..... ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺑﺎﻟﻤﺴﻜﻦ
ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺑﺎﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺳﺮﺓ
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ) ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ - ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ - ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ( . ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ !
ﻭﺇﻻ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺷﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ...
ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ !!..
· ﺍﻟﺤﺮﺯ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ . .
ﺍﻟﺤﺮﺯ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺴﻜﻦ
ﻟﻤّﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﻧﻮﺍﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﺒّﻪ ﻭﺃﺻﻞ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﺣﺮﺹ ﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺗﻔﺮﻳﻘﻬﺎ ﻭﻓﻚ ﺃﻭﺍﺻﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻄﺎﻉ
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼً ؛ ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻀﻊ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺛﻢ ﻳﺒﻌﺚ ﺳﺮﺍﻳﺎﻩ
ﻓﺄﺩﻧﺎﻫﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﻓﺘﻨﺔ ﻳﺠﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻴﺌﺎ ( ﻗﺎﻝ : ) ﺛﻢ ﻳﺠﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻪ
ﻓﺮﻗﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ( !!!
ﻗﺎﻝ : ) ﻓﻴﺪﻧﻴﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺖ ( ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ) ﻓﻴﻠﺘﺰﻣﻪ (
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻋُﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺇﺑﻠﻴﺲ : ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺗﺼﺪّﻋﻪ
ﻭﺗﻔﺮﻕ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ .
ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺳﻠﻚ ﺳﺒﻼً ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ ﻭﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺑﻤﺤﻖ ﺑﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭﺗﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ، ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻫﺶ ﺎﻥ
ﻓﻴﻌﺰﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻧﺪﺑﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺍﻓﻌﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻦ
ﻭﺍﻟﺤﺮﺯ ﻣﻨﻪ . ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
- ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ) ﺍﻗﺮﺅﻭﺍ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ
ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﺘﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ( ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ : ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻨﺎﺩ
ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ .
ﻓﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻴﺢ
ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺑﺮﻛﺔ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﻄﻠﺔ (
ﻗﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻄﻠﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ .
ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ
ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺟﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺟﺎً ﻭﺣﺮﺻﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺣﻲ .
- ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻓﻌﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ) ﺍ
ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﻫﺎ ﻗﺒﻮﺭﺍ ( .
ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺗﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺑﺄﺩﺍﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻓﻌﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﺣﻔﻈﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺸﺮ ﺭﻛﻌﺎﺕ
ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ
ﻭﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ
ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﺣﻔﺼﺔ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻭﻃﻠﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺻﻠﻰ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ( .
ﻭﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ : ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﻰ ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ .ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺠﻤّﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻋﻠﻰ
ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ :
ﻓﻬﻲ ﺣﺼﻦ ﻭﺣﺮﺯ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪﻫﺎ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻔﻠﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻞ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
- ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﺐ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺓ .
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﺐ ﻭﻻ ﺻﻮﺭﺓ ( .
ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﻮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺒﻌﺪ
ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻆ ﺃﻭ ﻧﺼﻴﺐ .
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺃﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺴﻴﺐ ﻭﻻ
ﺭﻗﻴﺐ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﻨﺎﻩ ﺣﻨﻈﻼً ﻣﺮّﺍً !!
- ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
ﻓﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﻬﻢ ﻟﻴﻤﺤﻖ ﻛﺔ
ﻭﺗﻘﻊ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻬﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ) ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺪ
ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻣﺒﻴﺖ ﻟﻜﻢ ﻭﻻ ﻋﺸﺎﺀ ﻭﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﺩﺭﻛﺘﻢ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻗﺎﻝ
ﺃﺩﺭﻛﺘﻢ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ (
- ﻗﻔﻞ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .
ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻨﺢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﺃﻣﺴﻴﺘﻢ ﻓﻜﻔﻮﺍ ﺻﺒﻴﺎﻧﻜﻢ ﻓﺈﻥ ﺎﻃﻴﻦ
ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺤﻠﻮﻫﻢ ﻓﺄﻏﻠﻘﻮﺍ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺮﻭﺍ
ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﻐﻠﻘﺎ ﻭﺃﻭﻛﻮﺍ ﻗﺮﺑﻜﻢ ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﺳﻢ
ﻭﺧﻤﺮﻭﺍ ﺁﻧﻴﺘﻜﻢ ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺃﻃﻔﺌﻮﺍ
ﻣﺼﺎﺑﻴﺤﻜﻢ (
· ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ..
ﻭﻫﻮ ﺣﻘﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ .، ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺛﺮ ﺃﺭﺑﻊ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻣﻨﻬﺎ ) .. ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ( .. ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ : ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺪﺍﺭ !!
ﻭﺻﻼﺡ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺃﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﺪ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ .. ﻟﻜﻦ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻜﻨﻰ .
ﻭﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻘﺪ ﻧﺪﺑﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﺭ ، ﺎﺀ
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺛﺎﺭ ) ﺷﺆﻡ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺠﺎﺭ ( ﻭﺟﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﻲ
ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ) ﻢ
ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺟﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﻓﺈﻥ ﺟﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ﻳﺘﺤﻮﻝ
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ .
ﻭﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻟﻨﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻟﻠﺠﺎﺭ ﺃﺛﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺭﻩ ﻓﻲ
ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺃﻭ ﺳﻠﻮﻙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺍﺑﻨﺎﺀﻩ .
ﺃﺧﺮﺝ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : " .. ﻛﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﻮﻣﺎ ﻧﻐﻠﺐ ﺎﺀ
ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻗﻮﻣﺎ ﺗﻐﻠﺒﻬﻢ ﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﻓﻄﻔﻖ ﻧﺴﺎﺅﻧﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻦ
ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻨﻰ ﺃﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻟﻲ ﻓﺘﻐﻀﺒﺖ ﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺗﺮﺍﺟﻌﻨﻲ ﻓﺄﻧﻜﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﺟﻌﻨﻲ ! ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ
ﺃﻥ ﺃﺭﺍﺟﻌﻚ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺮﺍﺟﻌﻨﻪ
ﻭﺗﻬﺠﺮﻩ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ !!
ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺼﺔ ﻓﻘﻠﺖ ﺃﺗﺮﺍﺟﻌﻴﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ؟ ! ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ !
ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﺗﻬﺠﺮﻩ ﺇﺣﺪﺍﻛﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ؟ !
ﻗﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ ! ﻗﻠﺖ : ﻗﺪ ﺧﺎﺏ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻜﻦ ﻭﺧﺴﺮ ﺃﻓﺘﺄﻣﻦ ﺍﻛﻦ
ﺃﻥ ﻳﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻐﻀﺐ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ
ﻫﻠﻜﺖ ﻻ ﺗﺮﺍﺟﻌﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻟﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ
ﻭﺳﻠﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻧﻚ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺭﺗﻚ ﻫﻲ ﺃﻭﺳﻢ ﻭﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻨﻚ ﻳﺮﻳﺪ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. (
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﺴﻠﻮﻙ ﺟﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻤﺎ
ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ .
ﺃﺛﺮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ .
ﻭﺗﺒﺮﺯ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ :
- ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻌﻮﺭﺓ ﻭﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﻌﻴﺒﺔ .
ﻓﺎﻟﺒﻴﻮﺕ ﺃﺳﺮﺍﺭ ، ﻭﺍﻟﺠﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻸﺳﺮﺓ ، ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻌﻴﺶ
ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺟﺎﺭﻩ ﺳﺮﻭﺭﺍ ﻭﻓﺮﺣﺎً ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺠﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ
ﺑﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ .
ﻓﻬﺬﺍ ﻭﻻﺷﻚ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﺎﺭ ﺑﻴﺘﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ
ﻓﻴﻪ ، ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻋﺘﺪﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻛﻞ ﺃﺓ
ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺳﻠﺒﺎً ﻭﺇﻳﺠﺎﺑﺎً ﻭﻻ ﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺭﻉ
ﺣﻴﻦ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺻﺎﺭﺕ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ﺗﺬﻛﺮ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ !
ﻓﺤﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺤﻔﻆ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﻌﻴﺒﺔ .
ﻭﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻴﻠﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﺳﺮﺓ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺟﺎﺭ ﻻ ﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﻌﻴﺒﺔ ﻭﻻ ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻐﻴﺒﺔ
ﻫﻞ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺳﺮﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ ؟؟ !
ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﻭﺍﺣﺪ ؟؟ !!
- ﺃﻥ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ .
ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﻐﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺳﻨّﻬﻢ ﻭﻣﺮﺣﻠﺘﻬﻢ ، ﻭﺍﻷﻣﺮ
ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺎﻟﻀﺪ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺟﺎﺭ ﺳﻮﺀ ﻭﻟﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺳﻮﺀ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺮ
ﺃﺛﺮ ﺳﻮﺀﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ . ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﻓﻴﻬﻢ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ .
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ
ﻓﺤﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺟﺎﺭ ﺳﻮﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻌﻜّﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﻔﻮ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ
ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .
- ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺪﻫﺮ .
ﻓﻘﺪ ﺗﻤﺮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻔﺎﻗﺔ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺧﻴﺮ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻗﺪ
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ :
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﻻ ﺗﺤﻘﺮﻥ ﺟﺎﺭﺓ ﻟﺠﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﻟﻮﻓﺮ ﺳﻦ ﺷﺎﺓ
- ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ .
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : " .. ﻛﺎﻥ ﻟﻲ ﺟﺎﺭ ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺭ
ﻓﻜﻨﺎ ﻧﺘﻨﺎﻭﺏ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻨﺰﻝ ﻮﻣﺎ
ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻴﺄﺗﻴﻨﻲ ﺑﺨﺒﺮ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﺁﺗﻴﻪ ﺑﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ "..
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺒﻦ ﻟﻨﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺗﻜﻤﻴﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﻠﻰ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ . ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺸﺮﻳﻌﺔ
ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
- ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﺭ .
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
) ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻼ ﻳﺆﺫ ﺟﺎﺭﻩ ( .ﻭﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺄﻣﻦ ﺟﺎﺭﻩ ﺑﻮﺍﺋﻘﻪ ( .
- ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ .
ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ
) ﺇﺫﺍ ﻃﺒﺨﺖ ﻗﺪﺭﺍ ﻓﻜﺜﺮ ﻣﺮﻗﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻭﺳﻊ ﻟﻸﻫﻞ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ( .
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺑﺎﻟﻜﻒّ ﻋﻦ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻴﻬﻢ
ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺟﺎً ﻹﻓﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﺎﺻﺔ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺟﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﻓﺈﻥ ﺟﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ
ﻳﺘﺤﻮﻝ !!
ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ
ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ
1 - ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ .
2 - ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ .
3 - ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺑﻪ .
1 - ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ .
ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﻪ
ﻋﻨﻪ ) ﺃﺭﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .. : ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ ( .
ﻭ ) ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ ( ﺻﻔﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ .
ﻭﻫﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻣﺪﺍﺧﻠﻬﺎ .
ﻓـ ) ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ ( ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﺑﻼ ﻣﺸﻘﺔ .
ﻣﺸﻘﺔ ﺃﻱ ﻣﺸﻘﺔ ..
ﻓﻬﻮ ﻣﺮﻛﺐ ﺣﺼﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﺸﻘﺔ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﺃﻭ ﻣﻬﻠﻜﺔ .
ﻓﻜﻢ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﺒﺬﻝ ﻧﻔﻴﺲ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺣﺮّ ﺭﺯﻗﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻓﺎﺭﻩٍ ﺠﻬّﺰ
ﺑﺄﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ .
ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﺸﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻟﻪ ، ﺛﻢ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻪ
ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ
ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻳﺒﺬﻝ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻧﻔﻴﺴﻪ ﺛﻢ ﻫﻮ ﻳﺸﻘﻰ ﺑﻪ ﻭﻻ
ﻳﺴﻌﺪ !!
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﻓﺨﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺁﻳﺔ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﻫﻨﺎﺀ
ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺃﺷﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺮﻛﺒﻪ .
ﺛﻢ ﺍﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻫﺬﺍ ﺷﺄﻧﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺠﺰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻪ ﻭﺃﻥ
ﻳﻌﻄﻲ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺗﻠﻔﻪ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻬﻨﻲﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻼ ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻟﻪ
ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻪ .. ﺛﻢ ﻫﻮ ﻣﺮﻛﺐ ) ﻫﻨﻲﺀ ( ﺼﻞ
ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻟﻐﻴﺮﻩ .
- - 2 ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ..
ﻟﻤّﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻣﻤﺎ ﻳُﺘﺨﺬ ﻟﻠﺘﺠﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻭﻟﻜﻢ ﻴﻬﺎ
ﺟﻤﺎﻝ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻳﺤﻮﻥ ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺴﺮﺣﻮﻥ ( ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺮ
ﻟﺘﺮﻛﺒﻮﻫﺎ ﻭﺯﻳﻨﺔ ( ﻓﺈﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻀﻞ . ﻭﻭﺍﺟﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻻ ﺍﻟﻜﺒﺮ . ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻣﻞ
ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻨّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ) ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺒﻮﻥ . ﻟﺘﺴﺘﻮﻭﺍ ﻋﻠﻰ
ﻇﻬﻮﺭﻩ ﺛﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﻧﻌﻤﺔ ﺭﺑﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﻳﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﻛﻨّﺎ ﻟﻪ ﻣﻘﺮﻧﻴﻦ . ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻤﻨﻘﻠﺒﻮﻥ (
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻣﺴﺨّﺮ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺴﺨﺮ ﻟﻪ
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺠﺐ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻤﻦ ﺗﺠﺪﻩ ﺳﺨّﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻤﺮﻛﺐ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻠﻤﻴﻌﺎ
ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻤﻨﻘﻠﺒﻮﻥ ( ﻓﻴﻪ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﻭﺗﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻥ
ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻨﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻌﻼﻡ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺮ ؟ !
ﻭﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻣﻈﻨﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﺮ ، ﻓﻘﺪ ﻧﻬﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ . ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﺮﻭﻳﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﻲ
ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )
ﺭﻛﺐ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﺫﺍ ﺷﻬﺮﺓ ﺃﻋﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺮﻳﻤﺎ (
ﻭﺃﻱ ﺷﻘﺎﺀ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺣﻴﻦ ﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻨﻪ ؟ !
ﻭﻛﻢ ﻫﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺘﻪ .
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﻔﻈﻪ ﻟﻪ ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﻌﻴﺶ
ﺛﻮﺭﺓ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ؛ ﺪ
ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺮﺍﻛﺐ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻭﻣﻮﺩﻳﻼﺕ ﻭﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺘﻠﻒ
ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﻌﻴﺮ ﺃﻭ ﻓﺮﺱ !
ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻘﻀﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻭﺑﺄﻗﻞ
ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ، ﻭﻟﻤّﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻈﻨﺔ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻫﻨﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻲ
ﻣﺮﻛﺒﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺘﻪ .
ﻫﺬﺍ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ .
ﻭﻧﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺭﻛﺐ ﻣﺮﺓ
) ﺑﺮﺫﻭﻧﺎً ( ﻓﺄﻧﻜﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﻛﺐ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻻ
ﺧﻼﻕ ﻟﻪ !! ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺃﺣﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ !!
3 - ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺑﻪ . ) ﻭﻟﺘﺒﻠﻐﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻛﻢ (.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺟَﻌَﻞَ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟْﺄَﻧْﻌَﺎﻡَ ﻟِﺘَﺮْﻛَﺒُﻮﺍ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻭَﻣِﻨْﻬَﺎ ُﻠُﻮﻥَ
] ﻏﺎﻓﺮ : [79 . ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻭﻟﺘﺒﻠﻐﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻛﻢ
ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺗﺤﻤﻠﻮﻥ (
ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻤﻞ ﺍﻷﺛﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺃﺛﻘﺎﻟﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻐﻴﻪ ﺇﻻ
ﺑﺸﻖ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺇﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﺮﺅﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ ،ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻛﺒﻮﻫﺎ
ﻭﺯﻳﻨﺔ (
ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺤﺼّﻞ ﺑﻤﺎ ﺳﺨﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ : ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ :
- ﺇﻏﺎﺛﺔ ﻣﻠﻬﻮﻑ .
- ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻬﺎﺩﺍ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﺿﺮﺏ ﻓﻲ ﻮﺍﻕ
ﻟﻠﺮﺯﻕ .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ..
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺛﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺷﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ
ﺟﻬﺎﺩ ﺃﻭ ﻃﺎﻋﺔ !!
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺗﻌﻄﻲ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﺭﺧﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﺼﻮﻝ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ
ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻝ
ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ . ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻠﺤّﺔ ﺒﺐ
ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ، ﻭﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺤﺎﺟﻴﺎﺕ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ .
ﻓﺒﻪ ﻳﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﻦ ﻭﺭﺧﺎﺀ ..
ﻭﺑﻪ ﻳﺘﻨﻘﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﻳﺴﺮ ﻭﺳﺘﺮ .
ﻭﺑﻪ ﻳُﻨﻘﺬ ﻣﺮﻳﻀﺎ - ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ... ﻭﻫﻜﺬﺍ..
ﺁﻣﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻋﺎﻃﻼ ﻣﺘﻌﻄﻼ ﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻭﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣﺪﺧﻞ ﺗﻌﺐ ﻭﺿﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﺮﻛﺒﻬﻢ ﻻ ﻞ
ﺑﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺬﻟﻚ .
ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻫﻨﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻃﺎﻋﺘﻪ
ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨّﺎ ﻭﻋﻨﻜﻢ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ .
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻧﺎﺻﺢ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳـــﺔ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.