قال تعالى : *{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } *( ٣١ / سورة آل عمران ) .
وقد اشتملت هذه الآية العظيمة على ثلاث جمل ،
لهذا نريد أن نقف معها على ثلاث حقائق :
*الحقيقة الأولى* : اشتملت الآية على ذكر
الغاية والوسيلة والثمرة معاً .
فالغاية : هي محبة الله الله تعالى .
والوسيلة هي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .
والثمرة : هي محبة الله ومغفرته للسائرين على
طريق الاتباع .
والغاية لا يصل إليها الواصلون إلا بهذه
الوسيلة ... ولا تقطف الثمرة إلا بالوصول إلى هذا الغاية العظيمة بهذه الوسيلة
الشريفة .
*الحقيقة الثانية* : ابتدأت الآية بمقدمة ،
وتوسطت بذكر الدليل والعلامة ، وانتهت بذكر النتيجة ... فهو امتحان صادق واختبار
قاطع :
والمقدمة ظاهرة : لو أحبّوا الله تعالى لاتبعوا
سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم .
حتى صار اتباع النبي صلى الله عليه وسلم علامةً
على هذه المحبة ودليلا عليها ولازما من لوازمها .
والنتيجة متوقفة على صدق الاتباع وحسن الانقياد
؛ فلا تكون محبة الله إلا لأهل الاتباع .
*والحقيقة الثالثة* : بينت الآية نتيحة
الوصول وثمرة البلوغ ؛ فأهل الاتباع هم الواصلون على الحقيقة ، وغيرهم ينقطع بهم
الطريق ... لهذا قال تعالى : { يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
؛ فقد وصلوا إلى ثلاث ٍ: إلى المحبة ... وإلى المغفرة ... وإلى الرحمة .
وجميع الخير من آثار هذه الصفات الثلاث ؛ *فكان
اتباعهم الصادق سببا للوصول إلى الكمال والجمال والتمام من غير نقص ولا فوات* .
✍️ *الشيخ فتحي الموصلي -نفع الله به-*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.