السبت، 12 سبتمبر 2020

أقسام التوحيد والشرك في توحيد الأسماء والصفات-- الشيخ الألباني رحمه الله

 

قال الشيخ الألباني رحمه الله

لذلك العلماء يقسمون التوحيد إلى أقسام

1 - توحيد الربوبية، وهذا ما كان المشركون يؤمنون به كما ذكرت.

2 - توحيد العبادة، وقد يسمى بتوحيد الألوهية: أي لا إله: أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله، كانوا يكفرون بهذا التوحيد قد سمعتم ما فيه الكفاية آنفاً.

3 - التوحيد الثالث: توحيد الأسماء والصفات: أي كما أن الله عز وجل واحد في ذاته فهو واحد في ألوهيته وعبوديته، لا يعبد معه سواه، كذلك هو واحد في أسمائه وصفاته، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُو...َ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى: 11).

هنا لا بد لي أيضاً من وقفة والأمر كما يقال ولو طال: الحديث ذو شجون.

إن كثيراً من المسلمين اليوم يقعون في شرك الأسماء الصفات، كثير من الناس وبخاصة أولئك الذين يميلون إلى ما يسمونه التصوف، أولئك الصوفيون، الذين يعتقدون في بعض الأولياء والصالحين، أنهم يطلعون على ما في القلب، وأنهم يعلمون الغيب، حتى إنهم لم يقتصروا على هذه الضلالة، بل إنهم يتقربون إلى الله عز وجل حينما يصفون عبداً من عباد الله بما لا يليق وَلاَ بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله:

فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم.

ماذا ترك هذا الواصف لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن من علمه من هذه كما يقول اللغويون: تبعيضية: أي من بعض علومك يا رسول الله: علم اللوح والقلم. ماذا ترك هذا الواصف في شعره هذا لله تبارك وتعالى وهو القائل: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل: 65).

إذاً رسول الله المصطفى الذي هو سيد الرسل والأنبياء هو لا يعلم الغيب بشهادة هذا القرآن الكريم بذلك جاء في حديث في صحيح البخاري ومسلم، حديث طويل والشاهد منه قول السيدة عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها: «ومن حدثكم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يعلم ما في غد فقد افترى على الله».

أو قالت: فقد أعظم الفرية على الله ثم تلت الآية السابقة: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل: 65).

وجاء أيضا في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مر بجارية من جواري الأنصار وهي تغني وتقول: وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال عليه الصلاة السلام: «لا يعلم الغيب إلا الله، دعي هذا وقولي مثلما كنت تقولين» البخاري (رقم4852).

في وصف الرسول عليه السلام بما وصفه الله في القرآن الكريم، كمثل قوله عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4).

لذلك فاحفظوا هذا وتفقهوا فيه، التوحيد ثلاثة أقسام:

توحيد الربوبية: وهذا لا بد منه، لكن المشركين لما آمنوا به ما أفادهم شيئاً، لا يتم التوحيد إلا بالثاني والثالث.

الثاني: توحيد العبادة؛ ألا تعبدوا غير الله.

التوحيد الثالث: هو أن توحِّدوا الله في أسمائه وفي صفاته فلا تصفون بشراً بصفة من صفات الله، منها: أن تظنوا بأن أحداً من المصطفين الأخيار يعلم الغيب، لا يعلم الغيب إلا الله.

"الهدى والنور" (741/ 58: 04: 00

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.