قال شيخنا محمد بوخبزة رحمه الله: من المعروف ان العز ابن عبد السلام اول من قسم البدعة إلى خمسة اقسام، وتبعه تلميذه القرافي المالكي فذكر ذلك في فروقه واحتج له، ثم تبعهما في ذلك الجماهير، ولا سيما من المتأخرين المائلين لتبني البدع في الدين والتهوين من شانها، حتى تدارك الله الإسلام والمسلمين بابي إسحاق الشاطبي فتصدى لهذا التقسيم ونسفه نسفا، ووضع كتابه العجاب (الاعتصام) في علم اصول البدع.
ومن تامل شؤم هذا التقسيم وما فعله في شرع الله تعالى الكامل التام بشهادة الله تعالى من وهن وخرق اتسع مع الزمن والاهواء المضلة، فاستعصى الحل إلا بالرجوع إلى الأصل ( وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وصدق عبد الله بن عمر في قوله: " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة".
والعجب أن متأخري المالكية وهم اجرأ الناس على الابتداع في الدين ومناصرة أهله اعتمادا على مصيبة التقسيم، تجاهلوا كلمة إمامهم وإمام اهل السنة ودار الهجرة مالك بن انس رحمه الله تعالى :" من ابتدع في الدين بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لان الله تعالى يقول : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) ومالم يكن يوم ذاك دينا فلن يكون اليوم دينا". انتهى من جراب الاديب السائح) مخطوط) الجزء الخامس ص 311.
نقله محبكم حميد العقرة
ومن بركة العلم عزوه إلى أهله.
#طريق_الحسنى #الدال_على_الخير_كفاعله #أنشر_الخير #المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.