السبت، 14 ديسمبر 2024

قصص إسلامية قصة مقتل أبو جهل في يوم بدر.

 



منذ أن انطلقت الدعوة إلى الإسلام ، وظهر برفقتها بعض الطغاة والظالمين ، ممن أرادوا لتلك الدعوة ألا تكتمل أو ترى نورًا ، وكان من بين أشهر أعداء الدعوة ، هو أبو جهل الشهير بأبي الحكم في الجاهلية ، وكان هو أول من رفض الدعوة ، والاعتراف بها نتيجة تكبّره وغروره الشديدين ، إلا أن رفضه لم يكن بالقول فقط ، وإنما كان بالأذى الذي تسبب به للكثير من المسلمين ، ولرسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حيث حاول قتله للتخلص منه ، ومن دعوته للإسلام .

 

ولكن كما أن لكل من ظلم نهاية ، فقد لقي أبا جهل مصيره وسوء خاتمته ، في النهاية بمقتله في معركة بدر ، جعلته عبرة لكل من ظلم وطغى .

من هو أبو جهل ؟

اسم أبو جهل الحقيقي هو ؛ عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، واشتهر في فترة الجاهلية بأبي الحكم ، وكان قد ولد في مكة ونشأ وتربى فيها ، وكانت سبب كنتيه بأبي الحكم ، أنه كان يجتمع برفقة بعض المشركين ، في إحدى الدور وكانت تعرف باسم دار الندوة ، للتباحث في الأمور الكبيرة ، التي تستحق الاستشارة من ذوي الحكمة والخبرة ، وكان عمرو بن هشام هو الأكثر حكمة ، من بينهم فكانوا يسألونه دائمًا ، عن رأيه فيما يحدث معهم ، فلقّبوه بأبي الحكم .

 

ولم تكن كنية أبا الحكم ، هي اللقب الوحيد الذي حصل عليه عمرو بن هشام ، بل كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، يلقبه بأبي جهل ، نتيجة ما لاقاه منه من أذى هو والمسلمين ، ولشدة رفضه وعدائه للإسلام وللرسالة ، على الرغم من الشواهد التي أكدت له أن ما ينطقه محمد ، هو الحق من الله عز وجل ، إلا أنه رفض بشدة هذا الدين ، الذي يعتق العبد ، ويساوي بينه وبين سيده ، ورأى أن قبيلته هي الأحق بشرف النبوة ، مما دفعه لرفض ما جاء به محمد .

ومن أكثر ما كان الجميع يعتقده ، بشأن أبي جهل أنه عم الرسول ، إلا أن هذا الأمر غير صحيح ، فقد كان أبو جهل من أشد أعداء النبي الكريم ، وكان هو صاحب فكرة قتل الرسول والتخلص منه ، ومن دعوته للإسلام .

 

وكان المشركون قد حاولوا لمرات عدة ، أن يقتلوا نبي الله الكريم ، إلا أن خططهم كان تبوء بالفشل ، عدا خطة أبو جهل ، والتي كانت أشهرهم وأمكرهم على الإطلاق ، حيث أخبرهم بأن يجمعوا من كل رجل قبيلة ، على أن يكون صاحب نسب رفيع في قومه ، ويستلوا جميعًا سيوفهم ، ويهجموا عليه هجمة رجل واحد ، فتتفرق ديته بين القبائل ، فلا يستطيع بني عبد مناف ، أن يحصلوا عليها ، أو أن يأخذوا بالثأر من كل القبائل العربية .

 

دور أبو جهل في غزوة بدر ومقتله :

هاجم المسلمون إحدى القوافل ، التابعة لأبي سفيان ، فذهب الأخير يستنجد ببني قريش ، ويطلب منهم العون على نجدة قافلته ، فما كان من قريش ، إلا أنت خرجت لنجدة أبي سفيان ، بقيادة أبي جهل ، ليتمكن أبو سفيان من الفرار هو وقافلته بالفعل .

هنا أصر أبو جهل على خوض تلك المعركة ، وأصر على تلقين المسلمين درسًا قاسيًا ، إلا أنه لم يجد منهم سوى الاصطفاف ، والتنظيم الجيد والمحكم ، فهاجموه هو وجيشه وفرّقوا صفوفهم ، ولكن غرور أبو جهل جعله يثبت مكانه ، ولا يتراجع عن القتال .

 

وكانت تلك الغزوة هي النهاية ، المؤلمة والقوية لهذا الطاغية ، عدو الإسلام الذي كان يتجول بين جنوده ، يحثهم بشدة على قتال المسلمين ، فقُتل شر قتلة على يد طفلين هما معوذ ومعاذ ، ابني غفران !

 

قتل الطفلان معوذ ومعاذ ابني غفران ، هذا الطاغية أبا جهل ، عندما كانا في مقدمة الجيش ، إلى جوار عبدالرحمن بن عوف ، ولم يكن عمرهما يزيد عن الأربعة عشر عامًا ، وأثناء المعركة سأل أحدهما عبدالرحمن بن عوف ، أين هو أبو جهل ، فأجابه بن عوف باستغراب وما تريد من أبي جهل ؟ فأخبره أن أمه قد أوصته بقتله ، وألا يعود سوى بعد أن يفعل ذلك ، وحدّث الطفل شقيقه ، وقال أنه قد سمع أبا جهل ، يسب الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأنه لا يطيق ذلك على الرسول .

 

هنا حمل بن عوف الطفلين ، وأتى بهما بالقرب من أبي جهل ، وأشار لهما أن هذا هو أبو جهل ، هنا انطلق الطفلين بين أقدام المسلمين ، وسط ساحة القتال فقام أحدهما بقطع أرجل الناقة ، التي يمتطيها أبو جهل وقام الآخر بطعنه ، ثم أجهز عليه الصحابي عبدالله بن مسعود ، ثم قطع رأسه وحمله ، إلى رسول الله  صلّ الله عليه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.