مدمن خمر يطلب نصيحة في مجموعة عالمانية أو إلحادية (الصورة أسفله) ، ماذا يتوقع كمساعدة من كائنات تعيش العبثية و اللامعنى و تحيى من أجل تلبية غرائزها كما تفعل البهائم؟
فاقد الشيء لا يعطيه، بل قد يكون عطاءه لعنةً و هلاكاً للمتلقي دنيا و آخرة. فإذا كان أقصى ما يستطيع هؤلاء تقديمه كنصيحة لمدمن خمر هو تشجيعه على إدمانه، علماً أنه كان بإمكانهم الاكتفاء بكلمة حسنة و لو من باب المجاملة و النفاق، فكيف بمن يستشيرهم في الأمور المصيرية الكبرى التي يترتب عنها نعيم أبدي أو جحيم أبدي؟
حين نحذر شباب المسلمين الذين لا يملكون المناعة الإيمانية و المعرفة بالإسلام الكافيتين من مخالطة الملاحدة و صفحاتهم و مجموعاتهم يقال لنا أننا نحجر على عقول الشباب. و أمامكم نذر يسير مما قد يجنيه المسلم البسيط من مخالطة أصحاب الأهواء الفاسدة من انحراف أخلاقي قبل الانحراف الفكري.
هل يمكن توقع نفس النصائح من مسلم يقرأ قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)؟
قال الله تعالى :
(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير). رواه البخاري ومسلم
و قال أيضاً : (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه الإمام أحمد.
ومع ما يمكن أن يجلب أصدقاء السوء لمن يصحبهم، فإنهم يتبرؤون يوم القيامة ممن يصادقهم ويعادونه، قال تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)
تهافت الملاحدة.
والله المستعان.
ونسأل الله أن يهدي الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.