الاثنين، 4 يناير 2016

من مشكاة النبوة: حسن الخلق. - حديث : (إن من أحبِّكُم إليّ)~ ابن عثيمين رحمه الله.



✅ مِنْ مِشْكَاةِ النُّبُوّة .
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ( إن من أحبِّكُم إليّ، وأقربكم منّي مجلساً يوم القيامة، أحاسِنُكُم أخلاقاً ، وإن أبغضَكُم إليّ، وأبعدُكم منّي مجلسا يوم القيامة، الثرثارُون والمتشدّقون والمُتَفَيْهِقُون" قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتُشدّقين فما المُتفيهقُون؟ قال: المتكبرون ).
[ رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ ، وصححة الألباني ]

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى :
✅حسن الخُلُق : روى الترمذي عن عبد الله بن المبارك رحمه الله في تفسير حُسن الخُلقِ قال: هُو طلاقةُ الوجه، وبذلُ المعروف. وكف الأذى.
الثرثارون هم الذين يُكثرون الكلام ويأخذون المجالس عن الناس، فإذا جلس في المجلس أخذ الكلام عن غيره، وصار كأنْ لم يكن في المجلس إلا هو؛ يتكلم ولا يَدَع غيره يتكلم، وهذا لا شك أنه نوع من الكبرياء.

⚡ والمُتشدّقُ : المتطاولُ على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه ، الذي يتكلم بملء شدقيه، فتجده يتكلم وكأنه أفصح العرب تكبيراً وتبختراً، ومن ذلك من يتكلم باللغة العربية أمام العامة، فإن العامة لا يعرفون اللغة العربية، لو تكلمت بينهم باللغة العربية لعدّوا ذلك من باب التشدق في الكلام والتنطع، أما إذا كنت تدرس لطلبة فينبغي أن تتكلم باللغة العربية، لأجل أن تمرّنهم على اللغة العربية وعلى النطق بها.

■ والمتفيهقُ أصلهُ من الفهق وهو الإمتلاءُ، وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسعُ فيه، ويغربُ به تكبراً وارتفاعاً، وإظهاراً للفضيلة على غيره ، والمتفيهقون وصفهم النبي ﷺ بالمتكبرين، المتكبر الذي يتكبر على الناس ويتفيهق، وإذا قام يمشي كأنه يمشي على روق من تكبره وغطرسته، فإن هذا لا شك خُلق ذميم، ويجب على الإنسان أن يحذر منه؛ لأن الإنسان بشر فينبغي أن يعرف قدر نفسه، حتى لو أنعم الله عليه بمال، أو أنعم الله عليه بعلم، أو أنعم الله عليه بجاه، فينبغي أن يتواضع .
[ شرح رياض الصالحين ].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.