فقد جاء إليه رجل، وقال: يا أبا عبد اللَّه:☝{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى⁉.
*‼فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته،
فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء(العرق)، ثم رفع رأسه ورمى
بالعود، وقال: (الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به
واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأُخرج)‼.*
* وهذا موقف حكيم مُسدّد؛ لأنه أجاب بالإجابة الصحيحة بعد التأمل والتفكر، فكانت هذه الإجابة قاعدة ثابتة لأهل السنة والجماعة، تُجرى عليها صفات اللَّه☝تعالى - كلها، فالكيف للصفة مجهول لنا لا نعرف كيفيتها؛ لأن اللَّه☝لم يخبرنا بالكيفية، والصفة معلومة بدليلها من الكتاب والسنة الصحيحة أو بأحدهما، والإيمان بالصفة - التي تثبت بالدليل- واجب، والسؤال عن كيفية الصفة بدعة، وليس المراد بنفي الكيفية تفويض المعنى المراد من الصفات، بل كل صفة من صفات اللَّه☝تعالى تدل على معنى حقيقي نؤمن به ونثبته للَّه☝كما يليق بجلاله.
📚 ( مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى اللَّه تعالى المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني رحمه الله تعالى).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.