اجتماع الجيوش...
يقول مصطفى لطفي المنفلوطي :
" يدين المسيحيون بآلهة ثلاثة... أما
المسلمون فيدينون بآلاف من الآلهة، أكثرها جذوع أشجار وجثث أموات وقطع أحجار من
حيث لا يشعرون كثيرًا ما يُضمر الإنسان في نفسه أمرًا وهو لا يشعر به، وكثيرا ما
تشتمل نفسه على عقيدة وهو لا يحس باشتمال نفسه عليها،
= ولا أرى مثلا لذلك أقرب من المسلمين الذين
يلجؤون في حاجاتهم ومطالبهم إلى (سكان القبور) ، ويتضرعون إليهم تضرعهم للإله
المعبود، فإذا عتب عليهم في ذلك عاتب قالوا: إنا لا نعبدهم وإنما نتوسل بهم إلى
الله، كأنهم لا يشعرون أنّ العبادة ما هم فيه، وأنّ أكبر مظهر من مظاهر الإله
المعبود أن يقف عباده بين يديه ضارعين إليه يلتمسون إمداده ومعونته، فهم في
الحقيقة عابدون لأولئك الأموات من حيث لا يشعرون...
والله لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، ولن
يبلغوا ما يريدون لأنفسهم من سعادة الحياة وهنائها إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما
أضاعوه من عقيدة التوحيد،
.. وهل تعلمون أنّ النبي صلى الله عليه وسلم
حينما نهى عن إقامة الصور والتماثيل نهى عنها عبثًا ولعبًا أم مخافة أن تُعيد
للمسلمين جاهليتهم الأولى؟!
وأي فرق بين الصور والتماثيل وبين الأضرحة
والقبور ما دام كل منها يجر إلى الشرك, ويفسد عقيدة التوحيد؟!
= والله ما جهلتم شيئًا من هذا ولكنكم آثرتم
الدنيا على الآخرة, فعاقبكم الله على ذلك بسلب نعمتكم، وانتقاض أمركم، وسلط عليكم
أعداءكم يسلبون أوطانكم، ويستعبدون رقابكم، ويخربون دياركم، والله شديد
العقاب"
النظرات (٢/ ١٧ - ٢١)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.