بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ،والصلاة والسلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
جل الخلافات بين اخواننا المشايخ وطلابهم نزغات
شيطانية ونزعات نفسية نفخ فيها قوم اتخذوا من
منهج ابن سبأ أسوة لهم .
فيا أيها الإخوة الأحباء لا تتحيز لأحد بادئ بدء فحاول جمع المختلفين
معتبرا كلهم اخوانا لك وكلهم من أهل السنة والجماعة لا تبدأ بالهجران ولا تقل نحن
وهم ،وقلنا وقالوا ...بل كلكم ابناء دعوة واحدة .
مِنَ اليَومِ تَعارَفنا
وَنَطوي ماجَرى مِنّا
وَلا كانَ وَلا صارَ
وَلا قُلتُم وَلا قُلنا
وَإِن كانَ وَلا بُدٌّ
مِنَ العَتبِ فَبِالحُسنى
فَقد قيلَ لَنا عَنكُم
كَما قيلَ لَكُم عَنّا
كَفى ما كانَ مِن هَجرٍ
وَقد ذُقتُم وَقَد ذُقنا
وَما أَحسَنَ أَن نَر
جِعَ لِلوَصلِ كَما كُنّا
واستعن بالله اولا وآخرا واستشر مشايخك وإخوانك الثقات المجربين الذين
عركتهم تجارب السنين وخبروا أحوال البشر في العسر واليسر وذاقوا مرارة الواقع
واياك أن يستزلك الشيطان ويزين لك التناصح
بالتراشق بالتهم المعلبة والتنابز بالالقاب المقلوبة
واياك أن تكون عميلاً للسبئيين الجدد فتبدأ
بجمع أخطاء المشايخ وطلاب العلم وتلوي أعناق اقوالهم لتخرج منها بتهمة أو انحراف أو مخالفة وانت في
قرار نفسك تعرف وتعترف بأن أخاك سلفي العقيدة في نفسه سلفي المنهج في سيره سلفي
المواجهة مع أهل الأهواء والبدع .
قال العلامة الوادعي رحمه الله:" الأخ
لأخيه كرقعة الثوب إن لم تكن مثله شانته"
واياك أن تظن أن الناس من حولك اغبياء فلن
يلدغوا من الجحر نفسه مرتين ، فهم ما عادوا ينخدعون بذوي الحماس للتفريق والاسقاط
والتصنيف لأن أكثرهم عنده مكائد على إخوانه.
اخواني المشايخ الفضلاء وابنائي طلاب العلم
الكرام دعونا نحاول أن نصلح ذات بيننا:(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ
بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
ونضيق شرخ خلافاتنا قال ابن مسعود رضي الله عنه
:"الخلاف شر"
ونتطاوع فيما بيننا قال صلى الله عليه
وسلم:"تطاوعا ولا اختلفا" واعلموا علمكم الله : أن الدعوة السلفية يمكن
أن تضعف في وقت ما أو في مكان ما أو في نفوس بعض
اتباعها ؛لكنها لن تموت ابدا ولو اجتمع عليها من بأقطارها .
( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا
غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)
ولذلك سنبقى نذكر بضرورة الإصلاح بين اخواننا
واضعين تقوى الله بين أعيننا على أن يكون مدار هذا الإصلاح بالتنازل عن حظوظ النفس
وأما منهجنا ودعواتنا فهو الحاكم علينا سنحافظ على نقائه بإذن الله
ورحم الله الشيخ مقبل الوادعي القائل :
"السلفي لا يبيع السنة، ولا يبيع
الدعوة، ولو أعطي ما أعطي؛ فهي أفضل من المال، وأفضل من النسب، وأفضل من كل
شيء".
"الإمام الألمعي" (253)
تنبيه : هذا كلامنا معروض بوضوح فليقرأ بتأن
وبقصد حسن وليعرض على جميع العلماء والدعاة ومن وجد فيه ما يستوجب التنبيه فليرسل
لي به شاكرا له جميل فعله وحسن قصده
والله الهادي .
كتبه حامدا ومصليا ومسلما سليم بن عيد الهلالي
١٤٤٤/١١/١٥هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.