🔊 حُكمُ مَنْ يَصنَعُ وَيَحضُرُ الإِحتِفَالَ بِالمَولَدِ النَّبَوِيِّ ⛔
❍ سُئِلَ العَلَاَّمةُ ابنُ بَازٍ - رَحِمَہُ اللَّهُ تَعَالَــﮯَ -
(السؤال) : هذه الرسالة وردتنا من مكة
المكرمة ومن المُرسل عبد الله إبراهيم بخاري ويقول في رسالته : السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته ، وبعد أرجو الإجابة على بعض الأسئلة الدينية وعرضها على سماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز وهي : (السؤال الأول) : حكم المولد النبوي؟ وما حكم الذي يحضره؟
وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة؟
*(الجواب) : (المولد لم يرد في الشرع ما يدل
على الاحتفال به ، لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ، فالذي نعلم من
الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم : أن الاحتفال بالموالد بدعة ، لا شك في
ذلك ؛ لأن الرسول ﷺ وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله ، وهو المُبلِّغ عن الله لم
يحتفل بالمولد مولده ﷺ ولا أصحابه ، لا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم ، فلو كان حقاً
وخيراً وسنة لبادروا إليه ولما تركه النبي ﷺ ولعلمه أمته وفعله بنفسه ، ولفعله
أصحابه خلفاؤه رضي الله عنهم ، فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع ، وهكذا
القرون المفضلة لم تفعل ذلك ، فاتضح بذلك أنه بدعة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام
: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌ " وقال عليه الصلاة
والسلام : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " في أحاديث أخرى تدل
على ذلك ، وبهذا يُعلم أن هذه الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره
، وهكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كـ البدوي والحسين وغير ذلك كلها من البدع
المُنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها ، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين : عيد
الفطر وعيد الأضحى ، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات مُنكرة مُبتَدعة ،
وليس حبُّ النبي ﷺ يكون بالموالد وإقامتها ، وإنما حُبُّهُ ﷺ يقتضي اتباعه ،
والتمسك بشريعته ، والذبِّ عنها ، والدعوة إليها ، والاستقامة عليها ، هذا هو
الحبُّ -{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ
اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم}- [آل عمران :31] فحب الله ورسوله ليس
بالموالد ولا بالبدع ، ولكن حبُّ الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله ،
وبالاستقامة على شريعة الله ، بالجهاد في سبيل الله ، بالدعوة إلى سنة الرسول ﷺ
وتعظيمها والذبِّ عنها والإنكار على من خالفها ، هكذا يكون حبُّ الرسول ﷺ ويكون
بالتأسي به في أقواله وأعماله ، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام ، والدعوة
إلى ذلك ، هذا هو الحبُّ الصادق الذي يدلُّ عليه العمل الشرعي ، والعمل الموافق
لشرعه ، وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيءٌ آخر ، هذا إلى الله جلَّ وعلاَ ، فالبدع
والمعاصي من أسباب العذاب ، لكن قد يُعذب الإنسان بمعصيته وقد يعفو الله عنه ،
إِمَّا لجهله وإِمَّا لأَنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب ، أو لأعمال صالحة
قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء أو المؤمنين أو الأفراط
، فالحاصلُ أنَّ المعاصي والبدع من أسباب العذاب ، وصاحبها تحت مشيئة الله جلَّ
وعلاَ ، إذا لم تكن بدعته مُكفرة ، أما إذا كانت البدعة مُكفرة فيها الشرك الأكبر
فصاحبها مُخلدٌ في النار نعوذ بالله ، لكن إذا كانت البدعة ليس فيها شركٌ أكبر ،
وإنما هي فروع خلاف الشريعة ، من صلوات مبتدعة أو من احتفالات مبتدعة ليس فيها شرك
، فهذا تحت مشيئة الله كالمعاصي . نعم . ) اﻫـ .*
↷ انظر : رابط موقع سماحته :
https://binbaz.org.sa/fatwas/4675/%D8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.