* فقه_أذكار_الصلاة (1) :
•
- من أعظم ما يعين على ذوق لذة الصلاة ، هو استحضار معاني الأذكار ، واستشعار هيبة
الموقف ، فلو عقلنا ذلك ؛ لوجدنا لصلاتنا لذة ، ولكنا أكثر تأثراً بها ، ولخرجنا
منها بحال غير الحال التي دخلنا بها .
•
- أول هذه الأذكار تلكمُ الجملة العظيمة التي نفتتح بها صلاتنا : "الله
أكبر" فالله تعالى أكبر مِن كلِّ شيء ؛ أكبر من كل شيء في ذاتِه ، وأكبر في
أسمائِه وصفاتِه ، وكلُّ ما تحتمله هذه الكلمة مِن معنى : ﴿ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[ الجاثية ] ومَنْ
هذه عظمته فهو أكبر مِن كل شيء ، وكلُّ معنى لهذه الكلمة مِن معاني الكبرياء فهو
ثابتٌ لله عزّ وجل .
فيا
أيها المصلي .. كلما عرض لك عارضٌ من خواطر الدنيا فتذكر هذه الجملة ، وتذكر أن
الله تعالى أكبر منها ، فالله أكبر من همومنا ، وأكبر من مشاغلنا ، وأكبر من
أعمالنا ، وهو الذي بيده التوفيق لإنجازها ، فإذا عرضت لك تلك العوارض فاطردها بـ
« الله أكبر » !
--------------------------
*
فقه_أذكار_الصلاة (2) :
•
- إذا ركع المصلي شرع له قول : ( سبحان ربي العظيم ) ، والتسبيح : التنزيه ،
فالعبد ينزّه ربّه عن كل نقصٍ ، في ذاته أو أسمائه أو صفاته ، فلله جل وعلا الكمال
المطلقُ ، وله العظمة من جميع الوجوه .
•
- تأمل ـ مثلاً ـ قوله تعالى : ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ
كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا
عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ ، وطَيُّ السِّجِلِّ للكُتُب سهل جدًّا ،
إذا كَتَبَ الإِنسانُ وثيقةً فإن طيّها عليه سهل ، ولكن أن يكون طيّ السماوات
بعظمتها كطي الورقة بالنسبة لأحدِنا بل هو أيسر ؛ فهذه عظمة لا يمكن أن نتصور
حقيقتها !
•
- والمؤمن حين يقول : ( سبحان ربي العظيم ) يتذكّر أنه لا يركع إلا لمن لا يستحق
التعظيم المطلق غيره ، وأن هيئة الركوع هيئة تعظيمٍ لا تنبغي إلا بين يدي الله
تعالى ، فيجمع في ركوعه وقوله لهذه الجملة بين التنزيه القولي والعملي .
•
- ولما كان القرآنُ أشرفَ الذِّكْرِ ؛ لم يُناسبْ أن يقرأه الإِنسانُ وهو في هذا
الانحناء ، ولا في حال السجود ، بل يُقرأ في حال القيام ، كما قال ﷺ : « ألا وإنِّي نُهيت أن أقرأ
القرآن راكعاً أو ساجداً ، أمَّا الركوع فعظِّموا فيه الرَّب عز وجل ... الحديث »
.
✍ الدكتور : عمر المقبل - وفقه
الله -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
فقه_أذكار_الصلاة (3) :
حين
يتهيأ المصلي للرفع من الركوع ، فإنه يشرع له قول : « سَمِعَ اللهُ لمن حَمِدَه »
، أي : استجاب الله لمن حمده ، والحامدُ لله هو الذي : وَصْف المحمود بالكمال مع
المحبَّة والتَّعظيم .
•
- ومَنْ حَمِدَ اللَّهَ فإنه قد دعا رَبَّه بلسان الحال ؛ لأن الذي يحمَدُ اللهَ
فإنما يرجو ثوابه ، فإذا كان يرجو الثَّوابَ فإن الثناء على الله عز وجل بالحَمْد
والذِّكر والتكبير متضمِّنٌ للدُّعاء ، لأنه لم يَحمَدِ الله إلا رجاءَ الثَّوابِ .
✍ الدكتور : عمر المقبل - وفقه
الله -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.